رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

فى عام 1989 وفى مثل هذا الشهر رحل عن دنيانا فارس البرلمان والصحافة المصرية النبيل مصطفى شردى.. لم أر نبيلًا فى خصومته ولا فارسًا فى معاركه السياسية والصحفية مثل المرحوم العظيم مصطفى شردى.. خاض كل المعارك ضد النظام فى الثمانينيات.. خاضها ضد كل رموز الفساد والبطش.. تصدى لرأس النظام شخصيًا.. عندما انهالت مقالات كتاب النظام وخدامه وحملة مباخره ضد فؤاد باشا سراج الدين زعيم حزب الوفد.

فكانت مقالته الشهيرة «العين بالعين والسن بالسن».. وكانت مقالة قوية مضمونها إذا كان مبارك رئيسًا للحزب الوطنى فإن سراج الدين رئيس لحزب الوفد أعرق الأحزاب وزعيم له.. وكانت رسالته قوية أغضبت نظام الحكم منه.

وقف وتصدى لديكتاتورية الدكتور رفعت المحجوب- رحمه الله- الذى رسخ مبدأ الديكتاتورية فى إدارته للبرلمان وحوّله إلى أداة للانتقام من المعارضين ومسرح لعرض مؤامرات الحزب الحاكم فى ذاك الوقت للمعارضين ومكان تنطلق منه أحط الألفاظ والسباب.. ونهش المعارضين والزعماء السياسيين.. وصل حد إصرار المحجوب على رفع الحصانة عن شردى لمثوله أمام القضاء فى قضية نشر تكشف الفساد فى محافظة الإسكندرية رفعها المرحوم فوزى معاذ محافظ الإسكندرية فى ذاك الوقت.. وفى هذه الجلسة رفض النواب رفع الحصانة عن شردى.. فصاح رفعت المحجوب مكررًا نداءه برفع الحصانة أكثر من مرة.. وفى كل مرة يرفض النواب.. الأمر الذى أغاظ المحجوب.. وعقد الحزب الوطنى اجتماعًا طارئًا هدد فيه النواب.. فما كان منهم إلا أن وافقوا فى جلسة أخرى على رفع الحصانة خوفًا ورعبًا من انتقام الديكتاتور.. وهنا وقف عملاق البرلمان والصحافة مصطفى شردى قائلًا اننى أرحب بالذهاب إلى ساحة القضاء فإن مسألة محاربة الفساد هى مسألة تقترب من الجهاد فى سبيل الله.

ان مصطفى شردى كان فارسًا فى خصومته.. لم يتعرض لأحد إلا وهو فى قمة سلطته وبطشه.. قاوم الفساد والاستبداد وجعل من صحيفة الوفد صوتًا فى يوم خرصت فيه الأصوات.. فعشقها الشعب حتى قال فارس البرلمان الراحل علوى حافظ ان جريدة الوفد أصبحت كرغيف الخبز للشعب ووصل توزيعها إلى مليون نسخة.. وإذا كان مصطفى شردى نجح فى أن تنطلق جريدة الوفد، وتحرك المياه الراكدة فى الشارع المصرى فقد استطاع بقيادته وإدارته للجريدة أن يخرج منها رموزًا فى عالم الصحافة والاعلام تقلدت إدارة العديد من الصحف ومنابر الاعلام بل إن من تلاميذه من كانوا يومًا أكثر من نصف الهيئة البرلمانية للوفد.. إن مصطفى شردى الذى بدأ تاريخه الناصع بالمشاركة فى المقاومة الشعبية فى بورسعيد والتقط صورًا تكشف بشاعة مجازر العدوان الثلاثى على بورسعيد.. الأمر الذى جعل جمال عبدالناصر يكلف الكاتب الراحل مصطفى أمين بعرض هذه الصور فى مؤتمرات عقدت فى دول العالم لتكشف بشاعة العدوان.. هو أيضًا مصطفى شردى صاحب أكبر سجل فى محاربة الفساد والاستبداد.. وهو نفسه صاحب أطيب قلب.. وأنقى سيرة.