رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

لم أرها وهى تضع قدميها داخل هذا الصرح الشامخ المقام على كورنيش نيل القاهرة.

لكنى أتخيلها، دخلت إليه مرفرفة بجناحى يمامة بيضاء ناصع لونها..

.. هى لا ترى الأشياء حولها بعينها، بينما تشق أدق تفاصيل تلك الأشياء طريقها إلى تلك الروح الشابة..

عن «مريم عادل».. اتكلم.. الطالبة الحاصلة على المركز الأول في الثانوية العامة «مكفوفين» تحلم بأن تصبح سفيرة!

.. تناشد وزير خارجية مصر.. أن يساعدها في الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية سيادة الوزير الإنسان الراقى.. أكد لمريم دعمه لها وقال إنه لا يتصور وجود تمييز بين المتقدمين للجامعة والتي هي حق مكفول للجميع دون تمييز دينى أو إعاقة أو جنس، مشدداً على ضرورة التساوى بين الجميع في الفرص ووعد الفتاة الشابة المتفوقة أنه سيناقش هذا الأمر مع وزير التعليم العالى.

وبعيداً عن مخاوف مريم من منعها من الالتحاق بالكلية التي اجتهدت للالتحاق بها.. أتصور.. سعادة السفيرة مريم.. تلك «المصرية» الرائعة.. التي لم تقف كثيراً أمام إعاقتها.. بل دأبت منذ صغرها علي الاجتهاد للوصول لأهدافها.. وما هي تخترق صفوف الناجحين في الثانوية العامة للتقدم الجميع.. ترفع قامتها عالياً وسط النجوم.

أتخيلها تحمل حقيبتها الدبلوماسية في يد وصورة مصر في قلبها.. تحاور وتناقش وتبهر الجميع.. كما تفعل اليوم.. ما الذي قد يعقبها.. لا شيء.. أو لم يكن عميد الأدب العربي «سفيراً» لبلاده.. وخير يمثل لها في محافل الأدب والعلم والثقافة في كل مكان يذهب إليه..

.. وموسيقى الشريعى ومكاوى تلك التي كانت تحمل كلمات الغزل العابر للقارات في حب مصر.. عندما أفكر في مريم أضع أمامى صورة الدكتور صابر حمد أول كفيف يحصل على الدكتوراه في الإعلام بمصر والعالم العربى.. أفكر في كلماته وهو يحكي عن بدايات مشواره التعليمي وكيف صنع لنفسه «مساراً خاصاً» لا ينافسه فيه إلا عبقرى.. هذا القادم من عالم المبصرين إلي عالم فاقدى البصر احتفظ لنفسه بصورة أم تحمل عيدان القمح وتخبز العيش وتطعم صغارها. لن أنسى ما قاله لى عن تجسيده صورة الطيور بالصلصال ليلمها زملاؤه في مدرسة النور.. كان سفيراً لهم يحكي لمن ولدوا محرومين من نعمة البصر عن العالم «المرئى».

.. هناك أشخاص من ذوي الإعاقات يستحقون دعم كل من حولهم ليلمسوا تتمة أحلامهم.. ولو أنها بلا نهاية.. من حق الدكتور «حمد» أن يعين ليدرس في الجامعة.

ومن حق مريم عادل.. أن تصبح سعادة السفيرة!