عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة حب

أتفق وأختلف مع رسالة صديقى التى نشرتها فى المقال السابق تحت عنوان «فقراء.. ولكن».. أتفق مع ما جاء فى الرسالة من رصد للتطورات الجديدة التى أصبحت جزءا من حياتنا.. تطورات تمثل ظواهر تتطلب وقفة للتأمل والبحث والدراسة.

نعم.. أصبحت هناك قوائم انتظار للموديلات الجديدة من السيارات، ولا تتوقف هذه القوائم على سيارات المرسيدس «السي» التى تحدث عنها صديقى فى رسالته، ولكنها تشمل ماركات أخرى من السيارات خاصة الأوروبية التى تتراوح فيها مدة الانتظار بين ثلاثة أشهر وعام كامل.

أتفق أيضا مع ما ذكره صديقى حول الإقبال الكبير على الإسكان الفاخر.. وليس فقط كما يقول من أن الشركات تبيع كامل وحداتها قبل أن تدق مسمارًا.. ولكن دخلت الواسطة ولأول مرة فى حجز شقق وفيلات هذا النوع من الإسكان.. وكأنها شقق وزارة الإسكان المدعومة.. وما حدث فى طوابير شركة «ماونتن فيو» منذ أيام خير دليل على ذلك.. فعلى الرغم من أن سعر المتر يبدأ من 7 آلاف جنيه ومقدم الحجز 100 ألف.. إلا أن الطوابير التى بدأت فى الثامنة صباحاً واستمرت حتى الثامنة مساءً تكشف عن متغيرات هامة يجب أن نتوقف عندها.. الغريب أن عدد الفائزين بوحدة أو فيلا لا يزيد على 20% من الأعداد التى اصطفت فى الطوابير ما يقرب من 12 ساعة، وذهب الآخرون للبحث عن واسطة ليلحقوا بهم. الغريب أن هناك من  المارة من تصور أنها شقق إسكان اجتماعى من شدة الزحام.. وعندما سألت سيدة كانت تمر بالصدفة عن الطوابير.. رد عليها عامل نظافة: بيوزعوا شقق وفيلات! 

أتفق مع صديقى فى أن هناك قوائم انتظار طويلة فى المدارس الدولية التى تتراوح مصاريفها بين 50 و200 ألف جنيه.. بل إن الفوز بمكان فى هذه المدارس يحتاج إلى واسطة رفيعة المستوي.. ويعد اجتياز الاختبار والقبول بمثابة شهادة ميلاد جديده للطفل ومرحلة هامة فى حياة الأسرة بأكملها.

ليس هذا فحسب.. ولكن إذا اقتربنا من المستشفيات الخاصة فسنجد حكايات من نوع آخر.. فالمريض فى المستشفيات الاستثمارية الكبرى يحتاج إلى واسطة من أول دخول باب المستشفى حتى خروجه منها مروراً بالبحث عن سرير وبتحديد موعد للعملية وأخيرا تخفيض فاتورة الحساب الملتهبة.

هذا ما يحدث فى الخدمات.. أما فى المواقع الاستهلاكية فهذا شأن آخر.. فمثلاً إذا ذهبت إلى «كايرو فستيفال سيتي» أو «مول العرب» فلن تجد مكاناً لركن السيارة رغم المساحة الهائلة والطوابق المتعددة المخصصة لذلك.. وعندما تذهب إلى «الكاشير» تبدأ مأساة أخرى بسبب شدة الزحام.

كل هذه الظواهر والمشاهد التى أتفق مع صديقى عليها أصبحت واقعًا نعيشه.. ومن هنا يأتى السؤال هل نحن شعب فقير؟.. ومن هنا أيضاً يأتى الاختلاف.. فالإجابة فى المقال القادم إن شاء الله ستحمل الاختلاف لأننى سأتحدث عن مصر الأخري.