رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

عيب جداً.. واستخفاف بعقول الناس.. أن يخرج تصريح من وزارة التربية والتعليم.. معلقًا فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة.. على شماعة «الإخوان المسلمين».. وادعاء أنهم تمكنوا من اختراق الوزارة.. والإضرار بها.. وبالدولة.. وعيب أيضا أن يتم استخدام وصف «أهل الشر».. لمرتكبي جريمة التسريب والغش.. لأن في هذا ابتزالاً.. وتسفيهاً لهذا التعبير «الجاد جداً».. الذي يستخدم لوصف كل القوى الشريرة التي تسعى في الخفاء.. داخلياً وخارجياً.. للإضرار بالوطن.. وتشويه كل جهد يبذل في مسيرة الاصلاح والتنمية.

•• الجريمة قديمة..

ومتجددة.. ومنذ سنوات تحول موسم الثانوية العامة.. إلى «حرب باردة».. بين جهات الاختصاص المسئولة عن تنظيم وتأمين الامتحانات من جهة.. و«شبكة خفية» من جهة أخرى.. احترفت الغش والتسريب.. وأصبحت تمتلك من الخبرات والإمكانيات.. وخاصة مع تطور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. ما يفوق قدرات وزارة التربية والتعليم.. والحكومة كلها.. على ملاحقة هؤلاء المجرمين.. ومنعهم من الاستمرار في ارتكاب جريمتهم.

•• الفارق هذا العام..

هو أن الأمور تخطت كل حدود التصور.. ودخلت مرحلة الانفلات التام.. وحدث تطور نوعي في «ثقافة الغش».. إلى درجة تحول معها الامتحان إلى عملية عبثية.. حيث يستطيع من يمتلك قدراً غير كبير من القدرة والمال والنفوذ.. والضمير الميت.. أن يحصد أعلى الدرجات التي تؤهله لكليات القمة.. بينما تهدر وتضيع كل حقوق وفرص من يجتهد.. ويسهر الليالي ويستقطع من قوت يومه لينفق على الدروس الخصوصية.. في وقت تحولت فيه المدارس إلى «مسرحية هزلية».. تمارس فيها جميع أطراف العملية التعليمية أي شيء إلا التعليم نفسه.. ولا تستطيع الوزارة.. ولا كل الوزراء الذين تعاقبوا عليها.. تغيير هذا الواقع الفاسد المؤسف.. وتلك هي الطامة الكبرى.

•• قضية فساد امتحانات الثانوية العامة..

أكبر بكثير من اختزالها في وجود «مؤامرة شريرة» تستهدف الإضرار بالدولة والنظام.. أو في اتهام مجموعة من قيادات الوزارة بالتورط في تسريب الامتحانات.. أو تسهيل عمليات الغش الجماعي.. هي قضية ذات شقين.. أولهماـ بلا شك ـ هو الفساد الذي ضرب كل جسد الجهاز الإداري للدولة.. والمنظومة التعليمية على وجه الخصوص.. والثاني الأهم والأعم والأشمل.. والأخطر.. هو الانهيار الأخلاقي الذي أصاب المجتمع.

 •• فمن يغش ومن يغشش ومن يسهل الغش ويتاجر فيه.. ومن يتواطأ معه أو يتقاعس عن محاولة منعه.. كلهم تجسيد لمرض اجتماعي عضال.. بدون مواجهته مواجهة جادة وحاسمة.. لن يكون هناك جدوى أو معنى لأي جهود تبذل من أجل الإصلاح.