رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

لكل تطور علمي أو عملي سلبياته.. وإيجابياته.. مثلاً الثورة  الصناعية نقلت العالم من عصر إلي عصر.. ولكنها «طحنت الإنسان» وهذا ما عبر عنه الفنان العالمي شارلي شابلن في معظم أفلامه.. والثورة العسكرية وظهور أسلحة جديدة شجع كل دكتاتور علي أن يضرب جيرانه.. وما عاشه العالم من حروب قبل الحرب العالمية الأولي ثم معها إلي الحرب العالمية الثانية مروراً بحرب فيتنام ـ وكوريا قبلهاـ خير دليل علي القوة الغاشمة التي نتجت عن ظهور أسلحة الدمار الشامل..

* الآن.. ورغم ثورة عالم الاتصالات الحالية، إلا أن من أهم سلبياتها هو هذا الفيس بوك والنت وتويتر.. وأخواتها.. حتي إننا يمكن أن نطلق عصر «الفيس بوك» علي ثورة الاتصالات هذه..  وإذا كان البعض قد تعجب كيف تفجرت ثورة 19 ـ بعد 24 ساعة فقط ـ من اعتقال بريطانيا للزعيم سعد زغلول يوم 8 مارس.. فاشتعلت مصر كلها بالثورة في اليوم التالي.. يوم 9 مارس. وهنا لا ننسي ثورة الفيس بوك المعروفة عندنا بثورة 25 يناير.. ثم ثورة 30 يونية.

** وأصبح الفيس بوك هو الوسيلة الأكثر خطورة.. وهي التي طغت حتي علي  التليفون الأرضي.. والفاكس.. والتلغرافات.. والتلكس أيضاً لأنه إن كانت السلطة تملك قطع التليفونات الأرضية وبالتالي توقف أجهزة الفاكس.. إلا أن الدولةـ أو السلطةـ لا  تستطيع أن تفعل ذلك مع الفيس بوك، من خلال  التليفون المحمول..

وتذكروا كيف كان رد الفعل رهيباً عندما تدخلت السلطة وقطعت خدمات الفيسبوك وشقيقاته في مصر ولو لساعات.. ولا تلك الثورة التي حدثت عالمياً عندما ظهر أن أمريكا تتنصت ـ مثلاً ـ أو تتدخل في إتمام خدمات هذا الوباء.. وهو فعلاً وباء..

** والمؤلم أن الثورات الآن يمكن أن تنطلق بإشارة من شاب يجلس أمام جهازه ليرسل ما يشاء.. إلي من يشاء.. ودون أي عائق وفي كل المجالات: من الحرب إلي السياسة.. ومن الريجيم وعلوم المطبخ إلي الزواج بل والتحرش..

وأعطي البعض لأنفسهم حق الفتوي وفي كل شيء.. حتي وإن كانوا لا يمتلكون الأساس السليم للفتوي.. وما أكثر من ادعي  قدرته هنا في السنوات الأخيرة.. تماماً كما نجدـ في الفضائيات ـ من يفتي في كل شيء بينما هو.. ومعظمهم، من أجهل  الجهلاء.. ولكنه هذا الجديد  المسمي: الفيس بوك.. هو المسئول..

** ولعن الله النت وسنينه.. والفيس بوك وأيامه..  والكارثة أن كثيراً من الصحفيين الشباب يعتمدون علي أي معلومات يرونها علي هذا الفيس.. وهم  في نظري مخطئون.. وتجاهلوا قاعدة المصداقية وضرورة التأكد من صحة الخبر.. ولكنهم ـ ومن أجل السبق الصحفي ـ ينشرون دون أن يتأكدوا..

والفيس بوك هو آفة ثورة الاتصالات الحالية.. وألف رحمة ونور علي دوائر المعارف.. وكتب المعلومات.. والأطالس الدقيقة.