رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

أتحدي لو أن مصر سبق أن احتلفت بثورة يوليو خلال الـ62 عاما التي مضت مثل احتفالها الأخير هذا العام.. حدث شيء غريب.. الإعلام بمختلف أنواعه «تفرغ» لمدة يومين للاحتفال بطريقة فجة غير مسبوقة.. الإذاعة والتليفزيون أذاعوا كل أغاني المطربين والمطربات التي أذيعت خلال الثورة أكثر من مرة.. حتي أن الناس ملت سماعها من كثرة ترديدها رغم أنها من أجمل ما تم تأليفه وتلحينه بأرق الأصوات نظرا لوجود فطاحل الفن في ذلك الوقت.. ومسرحيات وأفلام ومسلسلات.. تفرغ تام ليس لثورة يوليو بل لجمال عبدالناصر فقط.. فلم يذكر سوي اسمه وصورته وأغانيه وأفلامه.. ونسي الإعلام بكل صوره أن قائد الثورة اسمه محمد نجيب ولولا طيبة ومحبة الناس لقسمات وجهه الطيب البشوش ما كان هذا القبول عند الناس كل الناس منذ البداية.. ثم أنور السادات الذي أنقذ البلاد من خطايا وأخطاء وجرائم عهد عبدالناصر.. لا شيء عنه قط.. قال العالم عنا إن مصر احتفلت بقائد النكسة والهزيمة ولم تذكر شيئا عن الذي حقق معجزة لم تتحقق من قبل ولا من بعد!! بل أكثر من هذا.. وصل الفجر والفجور الي درجة أن انتهز البعض فرصة الاحتفال بالثورة وهاجموا السادات!! تصوروا!! وصل الفجر والفجور الي هذا الحد!!

كل الصحف القومية تفرغت للإشادة بالثورة وقائدها الذي أضاع الجيش في جبال اليمن ثم قضي عليه قضاء في سيناء 1967 وأفلس البلد لقيام وحدة مع سوريا، ثم طردتنا من بلادها وأضاع الحرث والنسل، ومن تصدير القمح لكل أنحاء العالم الي تسول القمح من كل دول العالم.. وغير ذلك الكثير وليس طبعا توارد خواطر ولا مجرد صدفة أن كل الصحف القومية تكتب انها «الثورة الأم»!! تكتب هذا كله في يوم واحد!!

<>

بلاش الإعلام

كل محافظات مصر احتفلت علي أعلي مستوي من محافظ وقائد المنطقة ومدير الأمن والعمد والخفراء!! بل كل سفارات مصر في الخارج لأول مرة.. لدرجة أنه بعد يومين اتضح أن سفارتي فرنسا وأمريكا سهي عليهما وجل من لا ينسي أو يسهو!! فبسرعة مع الاعتذار أقامت السفارتان حفلين تمت دعوة ابن فاروق لحضور حفل فرنسا!! بل أكثر من هذا كله اكتشف المهندس إبراهيم محلب أن اليوم «الخميس» موافق الثورة «المجيدة»!! فهرول وهو في إيطاليا في زيارة رسمية ترك كل شيء وهرول الي الأكاديمية الفنية بروما مع المصريين الموجودين بإيطاليا للاحتفال بالثورة «المجيدة»!! بلاش كل هذا.. أعدت دار الأوبرا 16 مسرحية عن عبدالناصر والثورة ووزعتها علي مسارح مصر كلها!! بل مركز الطفل للحضارة والإبداع احتفل برسم الأطفال لصورة عبدالناصر!! في حضور مسئولي وزارة الثقافة!!! بل قررت وزارة الثقافة طبع كتاب صديق العمر حسين عبدالرازق بأقصي سرعة عن حزب التجمع والشيوعية والعدالة الاجتماعية وعصر عبدالناصر!! في نفس اليوم!!! حاجات غريبة حدثت لأول مرة!!

<>

هذا ما تذكرته بعد أيام من الاحتفالات التي غطت السماء بعد الأرض بصواريخ مضيئة طوال ليلتين ترسم بالألوان صور عبدالناصر وتكتب رقم 23!!

وبعد.. قولوا لي: هل هذا معقول؟ لماذا إذن ثرنا يوم 25 يناير 2011؟ لقد ثرنا يوم 30 يونية لخلع محمد مرسي.. ألم تكن ثورة يناير من أجل خلع آخر أذناب ثورة يوليو؟ بعد أن وصلنا الي ما وصلنا اليه؟!

<>

ثم.. هل يمكن بدء انتخابات البرلمان في هذا الجو.. الإعلام والحكومة لها اتجاه معين واضح؟ لقد كتبت هنا في نفس هذا المكان أبشر الناس بأننا مقبلون علي انتخابات لأول مرة منذ أسوأ وأسود ستين عاما.. انتخابات غير موجهة ولا منحازة وليس لها أي مصلحة ولا حزب ولا اتجاه.. لتكون ثاني انتخابات في تاريخ مصر في النزاهة والشفافية والحياد بعد انتخابات حسين سري باشا عام 1950، ولكن الحمد لله انكشف المستور قبل حدوث المحظور.. والمحظور هنا هو اتجاه البلد اتجاها معينا وفي يده إعلام من كل نوع.. صحافة وإذاعة وتليفزيون.

من هنا أناشد حزب الوفد أن يجمع الأحزاب لإصدار بيان يناشد الحكومة تحييد الصحافة القومية لكي تكون علي الحياد وهذا لا يكون بإصدار بيان ولا وعد بمراقبة الصحف ولا غير ذلك.. المطلوب هو تغيير القيادات الناصرية التي استولت علي الصحف وعلي بعض فروع الإعلام.. ولن تجري الوعود في ظل وجود من له اتجاه معين في صحيفة قومية المفروض أن تكون محايدة.

وأحب أن أذكر لإخواني في حزب الوفد أنه ذات مرة غير متذكر العام الذي تمت فيه مقاطعة الوفد لانتخابات ما.. فأجريت الانتخابات بطريقة هادئة ليس فيه أي منافسة أو طعم أو حيوية أو انتظار نتيجة متوقعة أو غير متوقعة مثل الكرة.. لذا لم يدم هذا المجلس أكثر من سنة وبضعة شهور وأعيدت الانتخابات مرة أخري.

غير معقول أن تكون الصحف القومية التي هي ملك الشعب لها اتجاه ضد الشعب لها انتخابات قبل تغيير الأوضاع والانسحاب من الانتخابات في هذه الظروف خطر علينا كلنا.. فلا مناص من «تحييد» الصحف والإعلام قبل إجراء الانتخابات.. أرجوكم لا تفسدوا أفراحنا من أجل حفنة من الناصريين والشيوعيين أرجوكم!!

ولا داعي للعناد في هذه الظروف.. أرجوكم!! أرجوكم!