عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

ارحمنا يا رب فى الشهر الكريم وارحم الأطفال الذين يتسولون يومياً فى الإعلانات التليفزيونية بشكل مكثف وبطريقة تثير الرثاء والألم ولا تراعى أى قيم أو أى حقوق لأطفالنا من عدم استخدامهم أو المتاجرة بهم أو بظروفهم وحاجتهم وتحط من كرامتهم، ولا تراعى أى مردود على نفسيات هؤلاء الأطفال أو وضعهم الاجتماعى، فالغاية هى جلب أكبر قدر من الأموال إلى المعلنين أصحاب الجمعيات أو المستشفيات أو دور الرعاية أو حتى عن سلع استهلاكية.

إنه إيذاء مكتمل الأركان ومع سبق الإصرار والترصد بشكل علنى. وبالرغم من أن إعلانات الأطفال تستمر طوال العام، إلا أنها تنتشر وتتوغل بشكل مكثف ولا إنسانى فى الشهر الكريم، وأتعجب حينما يمنع المجتمع التسول وتطارد الشرطة المتسولين الصغار من الشوارع ويسمح المجتمع كله ويغض النظر عن أطفال يتسولون على نواصى البرامج فى الفقرات الإعلانية أو فى داخل البرامج أو تقام برامج خصيصاً من أجل التسول بشكل فج تنتهك فيه خصوصيتهم وطفولتهم بشكل سافر وصريح.

إن هذا التسول الذى يقوم به الأطفال هو خرق لكل القوانين الوضعية من أول الدستور المصرى الذى يراعى ويحترم كرامة المواطن حتى قانون حقوق الطفل التى صدقت عليه مصر مع أغلب بلاد العالم كله، ففى قانون حقوق الطفل أكثر من ماده تمنع استغلال الأطفال مثل:

المادة (32 ) التى تقول إن الأطفال لهم الحق فى عدم استغلالهم تجارياً.

والمادة (36 ) التى تقول إن للأطفال الحق فى الحماية من جميع أنواع الاستغلال.

فإذا لم يكن ظهور الأطفال بهذا الشكل على شاشات التليفزيون هو الاستغلال بعينه فكيف يكون الاستغلال؟

إنهم يتسولون وهم مرضى أو فقراء ويطالبون بالتبرع من أجل الجمعيات أو المؤسسات التى ترعاهم ويظهرون على الملأ حيث يراهم ملايين من داخل مصر وخارجها.

والمفارقة المحزنة أن بعض الجمعيات التى تدعى أنها تعمل من أجل الأطفال وجمعيات يرعاها رجال دين هى نفسها تستغلهم فى الدعاية لها.

بالطبع هناك طرق أكثر إنسانية وأكثر حرفية لجمع وجلب الأموال من أجل المعلنين وأهدافهم التى قد تكون نبيلة ولكن يلجأ الجميع إلى أسهل الحلول وأرخصها وأسرعها وهو استخدام الأطفال.

وإذا كانت شركات الإعلانات لا تعرف الرحمة ولا قوانين الأطفال، فأين المجتمع المدنى وأين جمعيات الأطفال التى تدافع عن حقوقهم؟ وأين منظمات حقوق الإنسان؟ والمؤسسات الحكومية التى تعمل من أجل الأطفال؟ المجلس القومى للطفولة والأمومة؟ ومجلس حقوق الإنسان؟ أم أن الأطفال ليس لهم حقوق؟ ألا يجب أن نراعيهم وأن نكون رحماء بهم خاصة فى شهر الرحمة؟