رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لا نستطيع إنكار أن أحد أهم مصادر قوة تركيا هو استقرار نظامها السياسى. وخاصة أن حسابات الناخب التركى لا علاقة لها بالسياسة الخارجية إلا بمقدار ما تؤثر بالداخل كملف اللاجئين، والذى يبقى تأثيره محدودًا فى ظل الفاتورة التى جعل أردوغان الغرب يدفعها. وسوف تبقى أنقرة مهمة للغرب نظرًا إلى موقعها وخصوصيتها لا سيما فى ظل استمرار صراع الغرب مع روسيا، وحتى مع إيران رغم الاتفاق النووى، لذلك الجميع يلعب على منع تحوّل تركيا إلى بلد ضعيف، فإضعافها ينعكس على قوة الأطلنطى.

 وهذا يجعلها بمنأى عن شرارات التهديدات الخارجية وعلى رأسها خطر التقسيم، ولأنه فى السياسة لا يوجد مزاح أو نكات. لذلك سعت تركيا للعودة إلى الواقع الإقليمى عبر خطوتين. رفعت شعار محاربة تنظيم داعش واعتبرت أنه يشكل تهديدًا لها واتهمته بمعظم التفجيرات التى وقعت داخل أراضيها. بعض النظر عن أن هذه التفجيرات كانت وراءها المخابرات التركية أو أطراف أخرى ولكن ليس داعش. ثم دخولها فى العراق بحجة محاربة داعش. مستغلة الانقسام العراقى لإيجاد موطئ قدم لها فى منطقة لا تواتجد فيها قوات جوية روسية، ليكون لها حصة من الكعكة على الأرض، وعامة الخطوات التركية الاستعراضية مكشوفة للآخرين. وخاصة أن علاقة السلطات التركية مع داعش واضحة. ولا تستطيع هذه السلطات التخلى عن التنظيم الإرهابى طالما أن الأزمة السورية لم تنته. تحتاج أنقرة إلى هذه الورقة كوسيلة للحصول على دور مؤثر وفاعل فى سوريا. والأدلة على هذه العلاقة كثيرة، ومنها التفجيرات التى حدثت داخل تركيا. واتهمت أنقرة داعش بالمسئولية عنها؛ وستبقى تركيا موضع تقدير ودعم بمقدار ما تخدم المصالح الغربية وتحديدًا الأمريكية والإسرائيلية.

هذا الدور يرافق تركيا منذ حلف الأطلنطى. لذلك انضمامها إلى ستبقى تركيا ضمن حد أدنى من الحماية للمحافظة على الهيبة المعنوية لحلف الناتو. وبقدر ما تخدم تركيا المصالح الأمريكية بقدر ما تنال من دعم. إذا كانت واشنطن فى مرحلة معينة بحاجة إلى تغذية الصراع المذهبى فى المنطقة، لا مشكلة إذا عندهم أن يرفع أردوغان الصوت ويتكلم عن إيران الشيعية. لكن قد لا يفيدهم هذا الخطاب إذا كانت العلاقات الإيرانية الأمريكية تذهب باتجاه تهدئة الموقف وإذا كان هذا الخطاب فى طريقه لتشكيل قوة تكون لاحقًا خارج السيطرة، فالمصلحة الأمريكية العليا تقتضى ألا يكبر دور أى دولة فى المنطقة. يتعامل الأمريكيون مع المشروع العثمانى التركى فى المنطقة بما يخدم مصالحهم. يسمحون له بالتنامى بما يتوافق مع هذه المصالح ويرسمون له حدوداً. علاقة الغرب بتركيا تقع بين حدّين. لا يستطيع الغرب التخلى عن تركيا. بالمقابل لا يمكن أن يقبل الغرب بأن يتعاظم الدور التركى فى غفلة عنه. العين دائمًا على العثمانيين لا سيما فى ظل الخطاب الدينى والقومى لحزب العدالة والتنمية، فهو خطاب بعيد كل البعد عن العلمانية ويمكن أن يهدد الأمن القومى والدينى الأوروبى.