رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للرئيس السيسى مقولة، أعتقد أنها تعكس خبرته كرئيس سابق لجهاز المخابرات، أرددها دوماً وأضعها حلقة فى أذنى تتمحور حول التحذير من الحديث فى غياب المعلومات، وهى مقولة كاشفة ويمكن على أساسها إدراك كيف أن بعض الكتاب «يهرتلون» فيما يقدمونه للقراء، أو بمعنى آخر يفتون بغير علم، وهو ما أتخوف معه أن أكون من هؤلاء، ولأننى أحاول أن أتريث فى التعبير عن رأيى ولأنى لست مثل الكاتب محمد على إبراهيم الذى استطاع من خلال مصادر عليمة التوصل إلى أبعاد وخفايا تصريحات الرئيس السيسى الأخيرة بشأن السلام، وأنها تعبر عن أن الرئيس بدأ حقيقة الاستعانة بمستشارين حقيقيين، فإن كلماتى هنا لن تتجاوز كونها تساؤلات أكثر منها إجابات.

أبدأ فأشير إلى أن المبادرة إذا صح تسميتها كذلك تكتسب أهميتها من جانبين، الأول يتمثل فى تأكيدها أن القضية الفلسطينية تأتى فى مرتبة متقدمة من اهتمامات صانع القرار المصرى بغض النظر عن النظام القائم على الحكم، إلى الحد الذى يمكن معه القول إنها قد تضفى فى بعض الأحيان مزيداً من الشرعية على النظام وأدائه. وأما الجانب الثانى فيتمثل فى إحياء الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وإعادتها لدائرة اهتمام العالم بعد أن ظننا أنها قد طواها النسيان.

غير أن التحفظ الذى يرد على المبادرة فى حدود ما جرى حتى الآن أنها لم توفر لنفسها الآليات التى تضمن من خلالها أن تحقق هدفها فى تحريك مياه السلام الراكدة. وعلى ذلك هناك بعض التساؤلات تطرح نفسها: لماذا اختار الرئيس أسيوط لإعلان مبادرته، أما كان من الأولى أن يكون الإعلان من القاهرة؟ لماذا تم ذلك من خلال حديث غير سياسى؟ ألا يضعف ذلك من الأهمية التى يمكن أن يعلقها البعض، بما فيها الأطراف المعنية، على المبادرة؟

هل تعلق السياسة المصرية آمالاً حقيقية على أن يكون مثل هذا التحرك بداية لنشاط حقيقى على صعيد تسوية القضية الفلسطينية؟ هل تم الترتيب مع أطراف القضية بدءاً من الولايات المتحدة مروراً بالقيادات الفلسطينية والإسرائيلية لضمان نجاحها؟ ما تصور القيادة المصرية للأسس التى يمكن على أساسها إرساء مثل هذه التسوية خاصة أن مياهاً كثيرة قد تحركت، على نحو لا يمكن معه القول بأن مواقف الأطراف ما زالت كما هى؟ فالكل يعلم أن إسرائيل الآن، أكثر من أى وقت مضى، لا ترغب فى السلام ولا تجد فيه ما يغريها، فهل وضعت المبادرة هذا الجانب فى الاعتبار؟

غير أن الرد على ذلك يتمثل فى أن الإقرار بطبيعة الموقف الإسرائيلى تلك مفاده تجميد قضية السلام لحين تغيره، وعلى ذلك قد يقول البعض: أليس من الأفضل أن يطرح الرئيس مثل هذه المبادرة بدلاً من حالة الصمت التى يتسم بها الوضع بشأن السلام من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية حتى لو لم يكن يؤمل منها تحقيق نتائج ملموسة؟

من ناحية ثانية، فإن المبادرة تمثل يداً أخرى ممدودة لإسرائيل، التى اعتادت رفض الأيادى الممدودة لها، ومن هنا فإن الخوف أن تصبح امتداداً لمبادرة الملك عبدالله التى ماتت وشبعت موتاً دون أن تأبه لها إسرائيل رغم أنها استنزفت من الجهود العربية الكثير من أجل وضعها موضع التطبيق رغم ما كانت تعترف به لإسرائيل من مزايا.

من كل قلبى أتمنى أن تسفر المبادرة عن شىء ملموس يحقق المصالح الفلسطينية والعربية، رغم كل الضباب الذى يلف الموقف الإسرائيلى، والضعف الذى ينتاب المواقف العربية!

[email protected]