عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

قلت منذ يومين أن ثورة 30 يونية التى قام بها أعظم شعب على وجه الأرض، أصابت الولايات المتحدة والدول الغربية بخيبة أمل كبرى لأنهم لم يكونوا يتوقعون أبداً أن المصريين بهذه القدرة الفائقة التى جمعتهم عندما أحبطوا كل المخططات الغربية ـ الأمريكية

الموضوعة منذ أواخر الثمانينيات وحملت 4 مخططات جهنمية كان ميعاد تنفيذها فى هذا العام الحالى، لكن أسباباً أخرى عجلت ببدء التنفيذ قبل الموعد المحدد فى عام 2011 وتصورت أمريكا وحلفاؤها الغربيون أن الأمور استتبت لهم بعد وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم، لكن المصريين بفطرتهم السياسية الذكية كشفوا كل هذه الألاعيب حتى  جاءت ثورة 30 يونية، والتى خرج فيها ما يزيد على الثلاثة والثلاثين مليون مصرى فى ميادين القاهرة والمحافظات، لإزاحة الإخوان من الحكم.
هذا هو الواقع الحقيقى الذى يشهد به الأعداء قبل الأصدقاء، وهو ما أصاب واشنطن وحلفاءها الغربيين بالحسرة أو الخيبة الكبرى، بعد إحباط مخططاتهم المرسومة والموضوعة للمنطقة العربية، ولا أقول للشرق الأوسط لأن هذا وصفهم كما أوضحت قبل ذلك، وفى بداية الأمر من وقوع الثورة لم تعترف فى هذه الدول بثورة المصريين حتى أرغمت مؤخراً على الاعتراف بذلك،  وإذا كان الجيش المصرى العظيم الذى هو ملك لشعب مصر العظيم قد رعى ثورة المصريين، فليس معنى ذلك أبداً أن يدعى الإخوان الإرهابيون ومن يعملون لحسابهم أن هذا انقلاباً.. فمصر بعد 30 يونية تم وضع خريطة طريق سياسية تضمنت إجراء دستور وانتخابات رئاسية نزيهة وفى الطريق إن شاء الله الانتخابات البرلمانية.. لكن الولايات المتحدة رغم كل ذلك لا تعترف به وكذلك حلفاؤها الغربيون، ولا يزال حلم تقسيم المنطقة العربية يراودهم ويعملون له كل المواقف والأمور لتحقيق هذا الهدف اللعين، ورغم الضغوط الكثيرة التى تمارس على مصر تحديداً والأمة العربية ثانياً، إلا أن التلويح بسلاح الوحدة العربية، لايزال يمثل هاجساً مخيفاً للغرب وأمريكا.. والرئيس باراك أوباما نفسه أعلن من خلال تقاربه مع إيران أنه يريد على حد تعبيره شرق أوسط هادئاً، وهو هنا يعنى أنه يلتقط الأنفاس للبحث عن وسائل جديدة لتنفيذ المخططات المتعلقة بتدهور المنطقة العربية وتفتيتها.
ولاتزال الولايات المتحدة تمارس مخططاتها التدميرية، ويظهر ذلك من خلال مثلاً صحيفة الواشنطن بوست التى تشبه الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه يشبه الديكتاتور التشيلى بينوشيه، بل راح الكاتب الأمريكى إليوت إبرامز فى مقال له يردد تعبيرات، لن تجدها بعيدة عما يكرره الإخوان الإرهابيون، بأن ما حدث من ثورة عظيمة فى 30 يونية هو انقلاب، وأن الرئيس السيسي الذى جاء بإرادة شعبية عارمة والتف المصريون حوله فى ظاهرة فريدة فى تاريخ البشرية جمعاء، هو قائد انقلاب وراح الكاتب الصهيونى الذى يعد من أصل يهودى ينعت «السيسى» بأوصاف نسمعها يومياً من الإخوان القتلة ويشبهه بـ«بينوشيه» والأغرب من ذلك أن الصحفى اليهودى زعم أن هناك مذابح يومية تفوق ما حدث طيلة 17 عاماً فى تشيلى وذكر أرقاماً مستوحاة من خياله المريض، لدرجة أن بجاحته تعدت  الحدود عندما قال إن السيسى ارتكب مذابح فى عام  تفوق ما ارتكبه بينوشيه فى 17 عاماً!!!
هذه هى أمريكا وهذه هى تصرفاتها وأفعالها تجاه مصر ولا داعى لتكرار ما ورد فى الصحيفة الأمريكية، لأنه هو بالفعل نفس الألفاظ والكلمات التى ترددها جماعة الإخوان الإرهابية، ما يعنى بالفعل أن الإخوان هم أداة حقيقية فى يد أمريكا، وكانت تحلم واشنطن بأن تتحقق أحلامها فى تفتيت المنطقة على يد هؤلاء الخونة الجبناء، أما عملية الفوضى التى يتحدث عنها بينوشيه فى تشيلى فالولايات المتحدة هى التى صنعتها،وكانت تريدها أن تحدث فى مصر وبالفعل حدثت لمدة ليست بالطويلة منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 حتى أدرك المصريون حجم المخططات الأمريكية الغربية وثاروا عليها فى 30 يونية وتحققت إرادتهم ومنعوا كل ما يحاك للبلاد وكذلك للدول العربية باستثناء ليبيا واليمن والعراق التى سقطت فى الفخ اللعين المدبر من واشنطن والدول الغربية.
وعلى الجانب الآخر نجد الحليف الأول أو لنقل التابع الأول لواشنطن وهى بريطانيا تفعل أو تسير على نفس الطريق فصحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية زعمت أن مصر تعيش حالياً فترة ديكتاتورية، وتكرر نفس أقاويل ومزاعم الواشنطن بوست الأمريكية، عندما تزعم أن السجون المصرية ممتلئة بالمعتقلين، وتستنكر محاكمة محمد مرسى العميل الأول هو وجماعته للمخططات الغربية ـ الأمريكية، والقارئ لمقال ديفيد غارونر فى الصحيفة لا يجد فرقاً بينه وبين مقال إليوت إبرامز فى الواشنطن بوست،ولافرق أيضاً بين ذلك وما تردده جماعة الإخوان العميلة.
مصر بعد ثورة 30 يونية لم تكون أبداً مرتعاً للفوضى، والمصريون لن يرضوا بديلاً عن المضى قدماً فيما ثاروا من أجله.. و«السيسى» ليس بينوشيه ولا مصر هى تشيلى، ولعن الله الإخوان وأمريكا والغرب وكل مخططاتهم التى يسعون بها الى تدمير الأمة العربية جمعاء لصالح إسرائيل التى تحلم بالتوسع على حساب التفتيت العربى الذى يسعون إليه بكل السبل والوسائل.
[email protected]