عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قبل أن نقرأ: «أصل مقولة «عامل نفسه من بنها»:

السبب هو القطر (القط(ا)ر).. فأى قطر متجه للوجه البحرى لازم يمر بـ بَنْـهَـا، ولازم يوقف (يتوقف) فيها -ما عدا قطارات قليلة جداً لا تتوقف بـ بَنْـهَـا.. أول محطة بعد القاهرة في الاتجاه إلي الوجه البحري هي شبرا، وتليها بَنْـهَـا.. فأغلب الركاب اللي نازلين بَنْـهَـا، تعودوا على أنهم لو حبوا يقعدوا بيستأذنوا القاعدين في القطر أنهم ياخدوا كراسيهم، لأنها دقائق وينزلوا من القطر.. فأصبح أي حد عايز يقعد «يعمل نفسه من بنها»!

ولما تيجي «بَنْـهَـا» يبقى يحلها حلال، ولأنها محطة تقابل خطوط قطارات أخرى، فالقطر لما بيوصلها بيفضي نوعاً ما، فمحدش بياخد باله «مين من بَنْهَا» ونزل فعلاً ومين «عمل نفسه من بَنْهَا»!

من الآخر.. هي مقولة تُقال عن الناس اللي بتستعبط.

أدمن أحمد رامي»

****************

- لم أصدق نفسي وأنا أجد (علي جوجل) تأصيلاً للمقولة الساخرة «عامل نفسه من بنها».. التي أصبحت علي كل لسان.. نقولها ونحن نضحك.. ونقولها «واحنا بنتخانق».. بـ«الكلمات» وليس بـ«اللكمات».. بحكم أننا «شطار جداً في التهييص والتهييس والهيصة».. فهذا يسب الدين والملة.. وهذا يسب الأب والأم والعائلة.. وهذا يسب السيسي وهذا يسب محلب.. وهؤلاء يسبون البرادعي وحمدين صباحي!

الملاحظ أن الناس بدأت «تعمل نفسها من بنها» ولم تعد تسب حسني مبارك وعلاء وجمال!!.. تري ما هو السبب؟ بمعني آخر: علل: الآن القضاء برأهم؟ أم لأن مصطفي بكري ماتت أمه فكانت مناسبه لتعزية ابن النظام.. الثوري.. النوري.. وفرصة لأداء الواجب، وعمل فرقعة بالصوت والصورة والفيديو (إنا إليكم راجعون؟) تقاطر المنافقون المهللون الزائفون ببدلاتهم اللامعة made in Banha أيضاً.. و«هات يابوس ويا أحضان ويا سلامات مربعة.. وكأن حسني مبارك لم تقم ضده ثورة، ولم يدخل السجن (الطبي!) وكأن علاء وجمال لم يناما «علي البرش».. وإن كان في «زنزانة مكيفة»!

لماذا قرر علاء وجمال الذهاب إلى العزاء في والدة مصطفي بكري.. وهو الوحيد الذي أيقظه النائب العام من النوم، في العاشرة من صباح ذلك اليوم، الذي كان يتأهب فيه مبارك وعائلته للمغادرة إلى الخارج.. ويبدو أن مزاملة مبارك لـ«زين العابدين» في منتجعه السعودي كانت حلماً فخاطراً فاحتمالاً، لولا أن «بكري» بكرّ باستقلال سيارته (تري هل كانت x5 مثل سيارة اللواء عمر سليمان، أم سيارة مرسيدس عيون من التي يفضلها الصعايدة؟) ووصل إلي مكتب النائب العام في عشرين دقيقة (هو يسكن بجواري في أكتوبر.. والزحام شديد من المحور إلى وسط البلد.. شديد جداً.. ولا أعرف إن كانت سيارته تطير مثل بساط الريح فتقطع الطريق «جوا» أم أنني لم أعد أعرف السواقة؟) ليبلغ عن مبارك ويمنعه من السفر.. وبالتالي يمر بكل «الأيام السوده» التي مرّ بها من مستشفي شرم إلى المعادي ومن الطبي العالمي إلى طرة وما بينهما من محاكمات وإهانات ودخول إلى القفص (الحديدي) لا الذهبي.. وإن كان هو الآخر «عمل نفسه من بنها» وتمدد علي سرير طبي.. وبعد أن كان فحلاً وعفياً أصبح فجأه معتلاً عاجزاً يستحق الشفقة».. و..«آسفين يابو عيلاء»!

إذن.. مبارك وعلاء وجمال وبكري.. وذوي البدلات اللامعة في عزاء أم مصطفي.. كلهم تجاهلوا ما حدث، وتجاهلوا ثورة يناير المجيدة، وشهداءها وضحاياها ومصابيها، و«عملوا نفسهم من بنها»، وتصافحوا وتباوسوا وتحاضنوا وربما يذهبون الآن- بـ x5 أو بتوكتوك.. لا يهم- إلي النائب العام.. ليقدموا بلاغاً ضدي، ليمنعوني من السفر إلي الكويت، ويحولوا بيني وبين أحلامي في تغيير سيارتي التريوس السوداء، واستبدالها بأخري بيضاء x7 كالتي يمتلكها جيمس بوند.. أصلي.. أصلي.. أصلي!

أعود إلي السؤال الأصلي: وأسأل مجدداً: هل.. بطريقة الفنان بدر نوفل، في مسرحية شاهد مشفش حاجة (لعب دور محامي السائق المتهم بقتل الراقصة التي كانت لابسة من غير هدوم) وهو يستجوب سرحان عبدالبصير: اسأل مجدداً: هل ذهب علاء وجمال للعزاء في أم مصطفي من باب الواجب أم من باب إحراج مصطفي «وجعله فرجة وأمثولة.. «وإن إحنا يا كابتن أحسن منك وبنفهم في الأصول والواجب وكده»! وإن كنتم ناسيين اللي جري هاتوا مرافعة فريد الديب تنقري».

أم لأننا في موسم «الانتخابات».. والانتخابات بتحب «المحازن» (أكثر من الأفراح طبعاً) فالمحزنة حاجة «ببلاش كده».. فليس فيها نقوط ولا دفع نقود ولا إرسال هدايا أو ورود.. وربما كان الشقيقان -علي خطي أحمد «ذل».. عز سابقاً-.. راغبين في «غسيل سمعتهما السياسية، بأموالنا، وعلي طريقة «من دقنه وافتلله،» اغسل سمعتك واترشح».. وبعد ذلك «اعمل نفسك من بنها» وتأكد أن الكل سيفعل مثلما فعل الناس في سرادق العزاء.. هايعملوا نفسهم من بنها وينزلوا فيك بوس وأحضان وسلامات.. وسلامات يا ثورة مصر.. وسلامات يا شهيد.. مع السلامة يا ابتسامة الزهر.. ولاعزاء لدموع النهر الحزين.. المخضب بدماء الثوار والشهداء في ثورة الخامس والعشرين!

مشهد العزاء «إيااااااه».. نعم.. المذكور أعلاه.. ذكرني بما يحدث عندنا في موسم الانتخابات.. مرشحون لم ترهم ولم تسمع عنهم مطلقاً في حياتك.. يفاجئونك وأنت في «المحزنة».. فجأه يدخل شماشرجي من نوع خاص جداً ومن كاركترات نعرفها كلنا.. يتقدم واحدٌ من هذه العينة.. ويطلق صيحة لامبالية بجلال وقدر الموقف ويهتف: «وسع يا جدع.. وسع يا جدع.. فلان بيه جه.. علان بيه وصل.. الحق يا جدع.. تعالي أنت هنا.. قوم يا جدع من علي الكرسي ده البيه فلان المترشح عن الدايرة جه للعزا ومعاه ضيوف.. ثم يهرع فجأه ليزف البشارة الغالية لأهل الميت: «يا جماعة دا إحنا حلوين قوي وسمعتنا ف العلالي، وأهه الدليل أهه.. المرشح (ا ل م ر ش ح!) فلان الفلاني بنفسه جه يعزينا! 

وأهل الميت، التواقين إلى الشعور بالتقدير «لازم يعملوا نفسهم من بنها» -أيضاً- ويهرولوا - علي طريقة نواب السادات عندما فروا إلى حزبه (أو حزنه مفيش فرق) «الوطني» الجديد،،و«جابوا ضرف حزبه (السابق) حزب «مصر العربي».. وتركوه، حتي أصبح علي حسب وداد- إلي سعادة المرشح.. فينتفضون لتحيته، وبين يديه يعربون عن تشكراتهم العميقة، ويعدونه بردها في الأفراح، وكأن البيه نجح وأصبح «نايب الدايرة»!

بعد أن قرأنا: موسم الانتخابات علي الأبواب، وبالتالي فالوجوه الحالمة بالحصانة والوجاهة والراغبة في غسيل سمعتها وغسيل أموالها، والترشح للانتخابات، كلها ترفع شعار «اذهب إلى كل مأتم، وواسي الناس في كل متوفي، واغسل سمعتك واترشح و«اعمل نفسك من بنها».. ونحن أيضاً سنعمل أنفسنا من بنها.. ونقول: وسع ياجدااااااااع!!