عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

على غير العادة كسرت الشمس حُمرة الخجل التى تكتسى وجهها مُعظم أيام السنة، واخترقت سماء العاصمة أمستردام، فخرج أهل الأراضي المُنخفضة - هولندا - وفى لمح البصر افترش أصحاب المقاهى الأرض بالكراسى على الأرصفة التى احتلها الناس، وكأنهم خرجوا من تحت الأرض، فى مغادرة جماعية للبيات الشتوى القسرى بسبب حالة الجو.

كنت أنا واحدا منهم فاصطحبت شقيقى الوحيد الذى أتى من امريكا لقضاء بعض الوقت فى هولندا، وصعدت للدور السابع فى المكتبة المركزية التى تقع على نهر الماس، وجلسنا فى التراس المطل على سفح النهر نتطلع اليه، وكأننا نختلس نظرات منه نستبدلها بنهر النيل.

وبينما نجلس نتبادل أطراف الحديث، جاءت سيدة فى السبعين من عمرها برفقة رجل فى مثل عمرها، وربما يكبرها بعدة أعوام، جلست فى نفس الطاولة على كرسى بجوارى باستئذان مهذب، وفعل ذات الشىء رفيقها حيث جلس بجوار شقيقى، وبادرت تلك السيدة بالحديث تستحسن حالة الطقس المشمس غير المعهود فى مثل هذا التوقيت من العام، واشترك الرجل الذى سرعان ما عرفنا انه إيطالي، لا يتحدث الهولندية شأنه مثل شقيقى الأمريكي، فدار حديثنا باللغة الانجليزية.

وبعد أن تعارفنا وعلم الرجل اننا من مصر قال: إن اشتراك مصر مع ايطاليا فى حوض البحر الأبيض المتوسط جعل وجه الشبه فى العادات بين الشعبين المصرى والإيطالي به عناصر مشتركة فى التقاليد والاعراف، وانتقل فى حديثه الى عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً الى مشروع حقل الغاز الطبيعى وعلاقات مصر بشركة «اينى» الايطالية فى مجالات الطاقة البترولية، وأن حجم استثمارات الشركة الايطالية فى المشروع يبلغ ثلاثة ونصف مليار دولار أمريكي، وأعقب ذلك بسؤاله لى: «هل تعرف ما قاله رئيس الوزراء الإيطالي عندنا؟».. وتطوع هو بالإجابة قائلا: إن «ماتينو رينزى» قال عن مقتل الشاب الإيطالي «جوليو رجينى» إن الحادث مأساوى والصداقة كنز ثمين، ولكن لا صداقة فى غياب الحقيقة، واستمر فى حديثه بجملة غاضبة بنكهة تهديد ولكننا غاضبون من مصر، ولو استمر الوضع للحلقة الخمسين، فما كان من شقيقى إلا أن رد عليه بقوله من الممكن أن يغضب بعض من الشعب الإيطالي من مسارات التحقيق حول مقتل «ريجينى» فى القاهرة، لكنها مسألة ترتبط بجهات تحقيق نيابية وشرطة وما الى ذلك، ولكن هذا لا يدعو لأن يغضب شعب ايطاليا من شعبنا فى مصر.

إلى هنا وطبيعة الحديث من الممكن أن تكون عادية، ولكن طرأت فى ذهنى كثير من الأحداث التى تدعو لتساؤلات ربما توصلنا لبعض من الحقائق.

- حينما تحسنت العلاقات بين روسيا ومصر، وأصبحت تبشر بقوة اقتصادية وقعت طائرة ركاب روسية فى مصر.

- تتطور علاقة مصر بإيطاليا بإعلان شركة «إينى» زيادة استثماراتها فى مجال الغاز تعلن القنصلية الايطالية بالقاهرة عن غضبها بسبب مقتل الشاب «ريجينى».

- تأتى السعودية لمصر ويتم الاعلان عن بناء جسر بين البلدين يتفجر موضوع الجزيرتين وتقوم الدنيا ولم تقعد.

هل كل هذا محض صدفة أم هناك أيادٍ خفية تعبث للنيل من مصالح الشعب المصرى، وتريد ضرب الاقتصاد والسياحة فى مقتل؟.. سؤال إجابته فى البحث عمن هى الدول أو الدول المستفيدة من صناعة الوقيعة بين مصر وأشقائها والدول التى تربطها علاقات جيدة بها.