عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النافذة

محاولات حثيثة من القوات البحرية المصرية والخبراء الفرنسيين، للبحث عن الصندوقين الأسودين لطائرة مصر للطيران التي سقطت في البحر المتوسط.. سباق مع الوقت وربما يكون قد تم انتشالهما بعد كتابة هذا المقال وقبل نشره ولكن حتى لو كان قد تم انتشالها، فالأمر لا يختلف.. لماذا؟ لأن تحليل البيانات والأصوات سيتم في فرنسا ومن خلال خبراء شركة آيرباص المصنعة للطائرة.. وهو أمر يستوجب الانتباه..

هذا ليس حديث المؤامرة، ولكنه حديث المصالح دون القفز إلى استنتاجات عن أسباب الحادث، كيف هي مسألة مصالح؟ فرنسا لا تريد أن تكون في موضع المخطئ فيما يتعلق بالأمن في مطاراتها وآيرباص لن تسمح لأن يكون هناك عيب في طائرتها الأوروبية المزودة بمحركات أمريكية رغم خروج الخبراء، ليعلنوا عن عيوب في محركات برات آند ويتني الأمريكية الصنع وما قالته محللة شئون الطيران بشبكة CNN  إن هناك تحذيرات صدرت عام 2009 من مشاكل بنوافذ بعض طرازات طائرات آيرباص قد تؤدي لحريق.

فكيف نضمن أن يكون التحقيق محايدًا لو قاموا بتحليل محتويات الصندوق الأسود فلا يلقون باللوم على شركة مصر للطيران وطيارها ومساعده الشهيدين؟ لا ضمانة على الإطلاق.. وأرجوك لا تحاول التفكير في أن مصر يمكنها أن ترسل خبراء ليتابعوا التحقيق، لأنهم لن يسمح لهم بالتواجد في المعامل الخاصة بإجراء تلك التحقيقات، وكل هذا مع افتراض العثور على الصندوقين قبل انقضاء مدة الثلاثين يومًا وتوقف موجات السونار الصادرة عنهما والبحث يتم على مساحة ضخمة وبأعماق تصل إلى ثلاثة آلاف متر، ما يجعل السباق مع الزمن والأعماق والمساحات..

ولكن كيف نتفادى أن تكون مصر ممثلة في شركة طيرانها الوطنية هي كبش الفداء لصراع المصالح، فرغم التقارب المصري – الفرنسي فهذه الأمور يتم وضعها في ميزان يرجح كفة المصلحة الأكبر، ولذلك مازالت فرنسا في حيرة فلو تعلق الموضوع بأمن مطارها الرئيسي فستكون ضربة اقتصادية قاصمة لها.. وهنا تبرز بعض ملامح المؤامرة وأوجه التشابه بين ما تعانيه الحليفة فرنسا وإجبار الرئيس أولاند على الاختيار في التضحية بعلاقاته بمصر أو بشعبيته الداخلية..

أليس هذا هو الموقف نفسه الذي وجد الرئيس الروسي بوتين نفسه فيه مع سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء وهو الموقف نفسه الذي أربك رئيس وزراء ايطاليا رينتسي؟ إذًا المحصلة واحدة ثلاث مرات مع ثلاثة حلفاء والنتيجة واحدة.. ما نريده هو الحق.. حق مصر وحق مصر للطيران وحق الركاب بمختلف جنسياتهم والطاقم المصري.. هذا هو ما ننتظره بعد العثور على الصندوق الأسود.