رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أنا قليل الثقة فى رغبة إسرائيل، فى أن يقوم سلام بينها وبين أى فلسطينى، فضلاً بالطبع عن أن يكون السلام مع أبناء فلسطين بوجه عام أو أن يكون فى اتجاه أن تكون لهم دولة كاملة الأركان على أرضهم المحتلة!

وإذا كان هناك مَنْ سوف يرانى متشائمًا بأكثر من اللازم، فليدلنى على المعنى الذى يمكن أن نخرج به، من اختيار أفيجدور ليبرمان، دون غيره، وزيرًا للدفاع فى تل أبيب، هذا الأسبوع!

وكان الرئيس السيسى، قد طرح الأسبوع الماضى، ما يشبه المبادرة نحو الوصول لتسوية حقيقية بين الطرفين، وكان الواضح أن الرئيس جاد فيما يقول، وفيما يطرح، وكان وهو يقدم مبادرته يراها طوق نجاة، أولاً، ويعرف ثانيًا أن فيما يقوله مصداقية تستند إلى حقيقة ساطعة، هى أن مصر كانت أول بلد يوقع معاهدة سلام مع الجانب الإسرائيلى فى عام 1979.

كانت مصر تذهب إلى معاهدة سلام، آملة فى أن تكون لدى الطرف الآخر، رغبة جادة كالتى عندها، فى أن تكون حرب أكتوبر هى آخر الحروب بيننا.

ولم يحدث أن خرقت مصر المعاهدة، منذ توقيعها، ولا حدث أن تصرفنا إزاءها، بعدم مسئولية.. لم يحدث.. وكانت القاهرة فى كل مناسبة تعود لتقول ما قالته من قبل، عن أن السلام الذى يبقي، هو القائم على العدل.. لا على شىء غيره.

وكان الرئيس ينطلق من هذه النقطة تحديدًا ويبنى على هذا المبدأ تحديدًا أيضًا وهو يعلن أن الظرف ربما يكون مناسبًا الآن، ليتحلق الطرفان حول مائدة، وصولاً إلى تسوية عادلة!

ولكن الرياح على الجانب الآخر.. جانب إسرائيل.. جاءت بما لا يشتهي الراغبون فى السلام مثلنا، أو على الجانب الفلسطينى.. فما حدث بعد كلام الرئيس بساعات، أن وزير دفاع إسرائيل، موشيه يعلون، قد استقلال لخلاف بينه وبين رئيس وزرائه نتنياهو ـ وما حدث هو أن استقالته قد تم قبولها، ثم كان الأهم فى القصة كلها أن رئيس الحكومة الإسرائيلى قد تصرف بعد استقالة وزير دفاعه، وكأنه، أى رئيس الوزراء، كان ينتظرها ليوظفها ضد مبادرة الرئيس!

لقد رشح ليبرمان على الفور، ليكون وزير الدفاع الجديد، بكل ما هو معروف عن هذا الرجل المرشح، من تطرف بلا سقف، وبكل ما هو معروف عنه، من عداء مقيت، لكل ما يمكن أن تكون بينه وبين أي فلسطينى أى صلة!

ولا يمكن أن نتصور أن نتنياهو كان غائبًا عن الوعى، وهو يرشح ليبرمان على وجه التحديد.. لقد كان يرشحه وهو يعلم تمامًا، أن هناك مبادرة مصرية جادة، من أجل أن يتوقف نزيف الدم فى فلسطين المحتلة.. وكان يعرف قطعًا أن اختيار ليبرمان، دون سواه، معناه أن التطرف تجاه كل ما هو فلسطينى، سيكون سيد الموقف، عندما يؤدى الوزير المرشح يمينه الدستورية فيصبح، عندئذ، مطلق اليد فى قتل الفلسطينيين، وفى مطاردتهم فوق أرضهم، وفى هدم بيوتهم بل وفى حرق بعضهم كما حدث مرارًا.

كان فى إمكان نتنياهو أن يختار رجلاً آخر، على رأس وزارة الدفاع، وكان فى مقدوره أن يتصرف بمسئولية أكثر، وكان فى مستطاعه أن يبعث، وهو يختار وزير دفاعه الجديد برسائل إيجابية، لا سلبية مُطلقة هكذا.. ولكنه اختار ليبرمان عن عمد، وعن قصد.

كان يستطيع أن يتجاوب مع نداء السلام، وأن يقف فى صفه، ولكنه اختار العكس.. والاختيار إرادة فى النهاية!