عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

ما هو تعريف الأمن القومى المصري؟، هل هو تأمين الحدود الجغرافية أو الحدود الاستراتيجية؟، هل هو تأمين حياة كريمة آمنة للمواطن؟، هل هو وضع مصر على خريطة العالم؟.

قبل التورط فى تحديد تعريف مبسط أو معقد لمفهوم الأمن القومي، خاصة فى ظل العولمة التى نعيشها، وانتقال المعلومات فى ثانية عبر القارات والدول، هناك بعض الأسئلة يجب طرحها، أول هذا الأسئلة وأهمها: ما هو الحجم أو الصورة أو المكانة التى نريدها لدولتنا؟، هل نرغب فى دولة ذات سيادة لا تعتدى ولا يعتدى عليها؟، هل نريدها تلعب دورا إقليميا أو دورا قاريا أو عالميا؟، هل نريدها رائدة وقائدة أم دولة ظل تحتل الدرجة الثانية أو الثالثة؟.

السؤال الثانى فى الأهمية، والذى يرتبط ارتباطا وثيقا بالأول: ما هى قدراتنا البشرية والجغرافية والاقتصادية؟، هل الاقتصاد يساعد واعتماد الدولة على ذاتها؟، هل الاقتصاد يوافق حجم الدولة المرتقب أو المأمول؟.

أغلب تعريفات الأمن القومى القديمة ارتبطت بشكل أو بآخر بقدرة الدولة على حماية حدودها، وتأمين حاكمها ونظامه، فقد كان ومازال البعض ينظر للأمن القومى بأنه حماية جغرافية الوطن داخليا وخارجيا، والحاكم الذى ينجح فى حماية أمن بلاده هو الذى يحافظ على حدودها من العدو الخارجى وعلى كرسيه من المعارضين له، وقد أدى هذا المفهوم أو التعريف إلى قيام الحكام بفرض قيود على شعوبها باسم الأمن القومى، فقاموا بالحد من حرياتهم فى التعبير وفى المشاركة السياسية وفى تشكيل الثروة، وعاشت الشعوب خاصة فى العالم الثالث مكبلة بقيود لا حد لها تحت مسمى الأمن القومى.

وبعد انتشار وسائل الاتصال شعر المواطن أن الأمن لم يعد فى ردع الغازى الخارجى والمعارض الداخلى، بل أن الأمن الحقيقى هو أن تعيش آمنا اليوم وغدا، لا تشعر بالحرمان أو العجز أو الخوف فى بيتك وفى المدينة أو القرية التى تعيش فيها وفى وطنك، والأمان المقصود هنا هو توفير المسكن والعمل والطعام والتعلم والانتقال، والعلاج، والحماية، والعدالة الناجزة، وحرية التعبير، وحرية الاعتقاد، وحرية ممارسة الشعائر الدينية، والمساواة.. الخ، وهذا بالطبع لا يتوفر سوى مع اقتصاد قوي، ومع جيش وشرطة أقوي، وفى ظل حكم ديمقراطى ودولة مدنية.

وأكبر دليل على ذلك أن حجم الدولة ومكانتها على خريطة العالم أصبحت تقاس بمدى قدرتها على توفير احتياجات المواطنين من التعليم والمسكن والمأكل والعلاج والحريات.، وليس بقوة جيشها وشرطتها وأجهزتها الاستخباراتية فقط، فماذا يعنى أن تمتلك جيشا وجهاز أمنى وشرطة أقوياء وشعبك لا يجد قوت يومه؟، هذا يعنى فقط أن الحاكم حول البعض من شعبه لحماية كرسيه ودولته التى يحكمها، فقد تحول الشعب إلى مجموعة من العبيد، بعضها يحمى الحاكم من عدوه الداخلى والخارجي، والبعض الآخر يدعوا لله خوفا ورعبا أن يبقى على الحاكم ويحفظه.

[email protected]