رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول «جورج سانتايانا» (إن العادة أقوى من المنطق)!، ويقول «بلوتارخ» (الشخصية عادة طويلة المدى)!. ونقول نحن «العرب» (كل شىء بالعادة حتى العبادة)!.

وقد توقفت عند تلك الأقوال وغيرها حول مفهوم «العادة» ومدى تأثيرها على حياتنا، وروحت أتأمل أحوالنا خاصة ما وصلنا إليه من حالة غلب عليها التردى والسوء على جميع المستويات تقريباً، وشعرت بأننا نحيا بـ«عشوائية منظمة»!!. فنحن البشر نعيش بالعادات، عادات للتفكير وأخرى للعمل، وما أخطرها عادات التفكير!، ولكل منا عاداته الخاصة (الحسنة منها أو السيئة)، فى طريقة تفكيرنا، وأسلوب عملنا، وحديثنا، وأكلنا و... وتتحول تلك العادات بمرور الوقت إلى أسلوب حياة أو مجموعة أساليب تشكل طريقة ممارستنا للحياة.

فـ«العادة» إذن هى ذلك السلوك المتكرر الذى يمارسه الإنسان، حتى يصبح أوتوماتيكيًا أو لا شعوريًا، وبعض العادات فردى وبعضها جماعى، وبعضها متأصل وبعضها مكتسب، وقليل منها حسن و للأسف أصبح الكثير منها سيئ إن لم يكن من أسوأ ما يكون.

والعادات السيئة تؤذى المجتمع كما تؤذى الفرد، حتى إن كانت خاصة بفرد، وذلك لأنه لا يعيش بعزلة عمن حوله، فهم يتأثرون به. وهنا يصبح للمجتمع الحق فى خصوصية الفرد إذا كان هذا الفرد يؤذى نفسه، وذلك لأنه مرتبط معه. ولكن السؤال المهم هنا: وماذا إذا كان المجتمع نفسه مضطربًا، متخبطًا، منهكًا معنويًا وماديًا، مجتمعًا تعرض لعملية تجريف ثقافية وأخلاقية على مدار عقود، حتى بات يعانى أزمة عميقة فى الضمير والإنسانية؟؟!!. فكيف لمجتمع كهذا أن يعمل على تقويم أفراده؟! فى الوقت الذى يعجز فيه حتى عن تكوين «رأى عام» سليم، حيث يصبح مفهوم «الرأى العام» فيه غالبا ما يرتبط بردود أفعال عاطفية حماسية متسرعة تجاه الأحداث الجارية والقضايا التى تواجهه.

وحتى فى الدين ... فهناك سنن عادات، وسنن عبادات، ولكننا لا نعطى الأهمية لسنن العبادات بالقدر الذى نبالغ فيه كثيرا فى الاهتمام بسنن العادات، والتى ارتبطت بفترة زمنية معينة، وقالب مكانى له صفاته الخاصة به، الأمر الذى فرض اتباع بعض العادات التى لا علاقة لها بالدين لا من قريب ولا من بعيد- ونستطيع أيضاً أن نعمم القول لو وسعنا الدائرة وتحدثنا عن الأديان بصفة عامة- ولكن الناس توارثتها واعتادت على ممارستها وربطتها بجوهر الدين، فأصبحت تمارسها من باب التقرب إلى الله، فهو أشبه بما يسمى بظاهرة «التدين السطحى أو الشكلى» والذى يعانى منه مجتمعنا، وتتشعب آثاره الخطيرة لتعرقل مسيرة التقدم والتنوير، وكأن المجتمع (حافظ مش فاهم) كما يقال بالعامية.

فالعادة إما خادمة حسنة أو سيدة مؤذية، ولإبطال العادة كما فى تكوينها نحتاج للاقتناع أولًا ثم العزم والإرادة والممارسة المنتظمة.

وختامًا تعالوا نتفق على أنه يجب ألا نترك أنفسنا تعيش عفوًا منساقة بالظروف والصروف، بل يجب أن يكون هناك هدف لجعل حياتنا مجدية، وإن لم تكن سعيدة، ولنعتد أن نعيش بمبادئ الحب والحق والعدل، ولنتأنق فى تعاملاتنا ولباسنا وحديثنا.