قبل أيام قليلة وأنا أقلب بعض القنوات استوقفنى عزف منفرد على أوتار العصبية وأطلال المهنية للمذيعة أمانى الخياط فى برنامج «أنا مصر» على شاشة تليفزيون الدولة – وأمانى للتذكرة هى من وصفت مرة منذ شهور نساء شعب عربى شقيق بانهن مجرد مفرخة لبنات الليل.. هذه المرة وفى برنامج «أنا مصر» هاجمت مهرجان كان السينمائى لأنه كرم واحتفى بفريق فيلم مصرى اسمه «اشتباك» وقالت إن مخرجه الشاب محمد دياب من بتوع السبوبة، والدليل ان مهرجان «كان» كرمه. وتساءلت بأمارة ايه مهرجان كان بيكرم مخرجين شبان؟ وبأمارة ايه يكرم مخرج مصرى خريج كلية تجارة؟ وخلوا بالكم – الكلام لسة للست أمانى - لما مهرجان كان يكرم فيلم من مصر أو أمريكا اللاتينية غير ما يكرم فيلم أوروبى أو أمريكى؟
بصراحة أمانى جبتلى كاللو مستعجل لأن المذيعة المبجلة لا تعرف ولا تدرى أن من أهم أعمال «كان» انه يكرم سنويًا عملاً من أعمال شباب السينما - وحكاية خريج تجارة حاجة تضحك.. خالد يوسف خريج هندسة ومخرج رائع والشاعر حسين السيد كان بيشتغل فى مصلحة الضرائب.. أما أسباب تهجمها الأهوج على الفيلم ومنتجة وكاتبة ومخرجة أنه يسىء لوزارة الداخلية المصرية ويصور مصر انها سجن كبير لأن أحداث الفيلم تدور كلها داخل عربة ترحيلات.. وكنت أتمنى لو ناقشها أحد من ضيوفها أن تاريخ السينما المصرية به الكثير من الأفلام التى تناولت العلاقة بين أجهزة الأمن والمجتمع وأشهرها «الكرنك» المأخوذ عن قصة بنفس العنوان للأستاذ نجيب محفوظ.
والسؤال – يا ترى عمنا نجيب كان بتاع سبوبة ياست «أمانى» ويا ترى فيلم البرىء والذى عالج نفس الموضوع يخلينا نقول إن السيناريست الكبير وحيد حامد بتاع سبوبة.. ويا ترى فيلم «هى فوضى» يخلينا نقول إن المخرج خالد يوسف النائب بالبرلمان وأحد ابرز وجوه ثورتى يناير ويونية بتاع سبوبة؟ وأعتقد – والكلام موجه للصديقة والزميلة صفاء حجازى – رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون أنك يا سيدتى امامك فرصة ذهبية للتغيير شكلا ومحتوى فى ظل جمود اعلام الدولة وترنح وتخبط الاعلام المستقل وقرب اقتران معظمه بأزواج جدد يهرولون بأموالهم لدخول بيت الطاعة، ولكن لو تصورت للحظة أنك بامكانك أن تحققى اختراقا للتليفزيون والاذاعة وتعيدى بعضا من أمجادهما بأمانى واخواتها يبقى أنت لسة متمسكة بالمثل اللى بيقول «الشاطرة تغزل برجل حمار» وده كلام قديم فى عصر العلم والتدريب.. كونى جريئة - واحسب انك كذلك- ولاتخشى اقتحام حقول تبدو ملغمة، ومن الشرف أن تحاولى بشجاعة وتفشلى من أن لا تفعلى شيئا ويصور لك بطانة السوء انك حققت معجزة.. أمامك فرصة أخيرة للتغيير وليس الترميم ولا تشغلى بالك بأن قانون الاعلام الجديد عند اقراره من مجلس النواب يعنى تفكيك اتحاد الاذاعة والتليفزيون – وهذا صحيح – ولكن حتى يصوت المجلس على القانون أمامك مساحة للحركة والفعل شرط أن لا تشدك منطقة دوامات المشاكل اليومية والأحلام القزمية الصغيرة غرق فيها كل من سبقوك.