رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

صاحب هذا الاسم راحل كريم نعاه الناعي مندوب «الأهرام» من واشنطن يوم الاثنين الماضي، ولعل أجيالاً من المصريين المثقفين لا يعرفون كلوفيس مقصود، فلم يكن اسمه معروفًا عندنا قبل أن يوالي الكتابة في جريدة «الأهرام» في الستينيات، وكنت من الذين يتابعون مقالاته بشغف شديد، ومازلت أذكر مقالاً في «الأهرام» استغرقني في قراءته حتي نهايته حتي انتهي فانتهيت منه إلي ضحك متواصل لسخرية شديدة لاذعة عمد إليها في هذا المقال وكان علي ما أتذكر يتناول ضعف التأثير العربي في أمريكا وأوروبا لغياب الدور العربي عن فعالية التواجد هناك. فلا تأثير يذكر، رغم وجود سفارات لكل الدول العربية في المنطقتين، رغم أهمية أمريكا وأوروبا من الناحية الدولية فيما يتقرر من القرارات الماسة بالقضايا العربية وعلي قمتها قضية فلسطين، وقد كان كلوفيس مقصود واحداً من القلائل الذين علي دراية بمجريات العمل في الجامعة العربية، التي كان سفيراً لها في الأمم المتحدة بنيويورك، وفي واشنطن في الثمانينيات، فكان الرجل مفكراً سياسياً شاملاً، ودبلوماسياً عربياً كبيراً ارتبط بعلاقات موصولة مع الكثير من الكُتاب والسياسيين المصريين.

ولم يتيسر لي اللقاء مع كلوفيس مقصود في مجال عملي الصحفي، لكنني فوجئت ذات مساء وكنت في بيروت بالشاعر اللبناني الراحل «جوزيف حرب» يدعوني إلي عشاء في أحد المطاعم، ولم أسأل «جوزيف» ساعة دعاني عمن سوف يكون ممن لا أعرف علي العشاء. حتي إذا ذهبت للقاء «جوزيف حرب» إذا بي أجد رجلاً أنيقاً باسماً قدمني «جوزيف» إليه باعتباري صحفيًا صديقًا له، ثم قدمه لي فصافحته وقبل أن ينطق الاسم سبقت «جوزيف» إلي نطق الاسم «كلوفيس» بك.. طبعاً أعرفه فأنا واحد من قرائه، فلما طالت جلستنا علي العشاء كان لنا نقاش مطول حول كافة شئوننا العربية والمؤامرات التي لا يتوقف الغرب عن تدبيرها لنا!، ومن المهم أن أذكر أن «كلوفيس مقصود» كان يري ان صلح مصر مع إسرائيل هو مقدمة لا بأس بها للتقدم نحو سلام شامل في كل المنطقة العربية، ولكن بشرط أن تبذل أمريكا ضغوطاً مناسبة علي إسرائيل.

وقد خطر لي أن أعود بذاكرتي إلي المقال الذي أضحكني وقد كتبه «كلوفيس مقصود» عما يحدث في المناسبات والحفلات الرسمية عندما يدعي الدبلوماسيون العرب إلي هذه المناسبات التي تعقد كثيراً في عواصم الغرب، فيفاجأ «د. كلوفيس» بأن هؤلاء الضيوف العرب ينتحون أركاناً من المكان ليقفوا مع بعضهم البعض!، دون أن يدور بينهم وبين مضيفيهم أو من يصادفونه من المدعوين الأجانب أي حوار، وقد أتيح لـ«كلوفيس» أن يسمع بعضاً من حوارات المدعوين العرب مع بعضهم، من نوع «هل نفعك الدواء الذي وصفته لك»؟!، و«ما أخبار زواج ابنك من الفتاة البريطانية»!، و«أين ستقضي الاجازة السنوية»!، ثم يباغت أحدهم آخر بسؤال عن صحة ما سمع بشأن زواجه من أخري غير زوجته!، فلما استعرضت ما أضحكني في المقال أقسم «كلوفيس» لجوزيف حرب ولي طبعاً أن أي حفل حضره وفيه هذه العينة العربية من الضيوف لم تخرج مناقشاتها عن ذلك، وكانت ليلة بهيجة لنا مع كلوفيس مقصود، رحمه الله.