رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

كان ممسكا بمعجم في يديه يقلب صفحاته باهتمام شديد.. أعرفه.. يهتم كثيرا بالتفاصيل.. يبدو لي أحيانا.. «كوميديان» لرد أفعاله المبالغ فيها تجاه ما يقابله يوميا من مواقف. غالبا ما تكون «سيئة».. محمد شاب فقير لكن عزة نفسه تكسبه مناعة ضد نظرات الشفقة.. لدرجة قد تظلمه أحيانا وتحسبه مغرورا أو متكبرا.

لم يحاول.. أو يجتهد في محو هذه الصورة رغم أنني نبهته من قبل الي عاقبة ذلك، بدا لي أنه متمسك بما صنع من إطار لنفسه مغايرا لحقيقته.

ليه تظلم نفسك؟! أنت شاب طيب تبدي انطباعا سلبيا.. هيضرك بعدين.

< قصدك..="" ابن="" ناس="" يعني..="" وايه="" يعني="" هو="" ده="">

- يا بني. . انت فاهم غلط.. مش وحش ان الناس تعرف مشاكلك في حدود المعقول.. يمكن تساعدك.. يمكن تحبك.

لأ يا أستاذة.. ماحدش بيحس بحد.. أشار «محمد» الي جهاز تعويض يصل الي ما فوق ركبته.. حاول خلعه بصعوبة من الواضح أنه تعرض لتلف بعض الأحزمة، ثم قال لي: أسفل هذ الجهاز مأساة ما تبقي من ساقي يشتعل نارا.. كلما ارتديت هذا «التعويض» صنعوه من أردأ الخامات وللأسف هو مصري.. لا تعلمي من أين أتوا به.. وفي أي ورشة «بير سلم».. صنعوه.

< وماذا="" عن="">

- الرخيص من الصين.. يعني أسوأ.. أما الجهاز المحترم فلا يقل سعره عن 100 ألف جنيه.

< وأين="" دور="" وزارة="" الصحة="">

- هنا صمت محمد للحظات وكأنه يتجاهل السؤال ثم استطرد قائلا: معظم المعاقين من مبتوري الساق أو الذراع ناس غلابة.. بيدوخوا علي مكاتب المسئولين دون فائدة.. وإذا حصلوا علي جهاز حكومي.. تكون المصيبة أكبر، فالخامات تتسبب  في التهابات شديدة ومع تكرارها قد يضطر للبتر لمكان أعلي من الساق أو الذراع. ولا أحد يشعر بهذه المشكلة ولا يوجد من يهتم بتطوير هذه الصناعة كما يوجد في الدول المتقدمة كنت قد تحدثت مع أحد أصحاب المصانع المتخصصة في هذه الأجهزة فقال لي إن الخامات «غالية جدا» وأحيانا يكون العيب في التجميع، المشكلة كبيرة ومتشابكة ومعقدة فلابد أن ينظر اليها بكل جدية لإنقاذ الآلاف من المعاقين حركيا من الأجهزة التي يسمونها تعويضية وهي «تخريبية» تتلف ما تبقي لنا من ساق أو ذراع.

< صمت="" محمد="" للحظات="" وعاد="" الي="" قاموسه="" وقال:="" «عوض..="" يعوض="" تعويضا="" فهو="" معوض..="" وعوض="" خسارته="" أبدله="" بها="">

ثم ابتسم وقال: هو ده معني التعويض «منح ما يتلافي به الضرر».. مش إضافة ضرر علي ضرر. «العوض علي الله».