رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يعد الإعلام بوسائله المختلفة، المرئي والمسموع والمقروء إحدى أهم ركائز المجتمع، نظراً لوظيفته الأساسية المتمثلة فى تشكيل اتجاهات الرأي العام تجاه القضايا المجتمعية المختلفة، وكونه عاكساً لطبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع من ناحية وبين النخبة والجماهير، من ناحية أخرى، غير أن العديد من العوامل من شأنها التأثير في أداء وسائل الاعلام لهذه الوظائف، منها عوامل تتصل بالبيئة التي يمارس فيها الاعلام والعاملين فيه، سبق الإعلام المرئي نظيره المقروء في دخول رأس المال الخاص كمالك لوسائل الاعلام، ولذلك نجد أن تجربة الاعلام الخاص المرئي في مصر أعقد بكثير من تجربة الصحافة الخاصة، حزبية، أو مستقلة، أو قومية، لأن الصحافة لها اطاراً قانونياً ينظم عملها، ويلتزم العاملون فيها بميثاق شرق صحفى، وللقائمين عليها لهم نقابة تختص بالنظر في شئونهم، بعكس العاملين فى مجال الفضائيات الخاصة، التى يعملون فى فضاء غير منظم أو محكوم بميثاق شرف ملزم.

وبدوره شهد الإعلام المرئي فى مصر عقب ثورة يناير المجيدة تزايداً ملحوظاً فى عدد الفضائيات أشكال وألوان وطبل ورقص شرقي وغربي وتوك شو وحب الظهور على الكاميرا باسم الناشط والمحلل السياسي الفلاني والعلاني، وظهور على الفضائيات الخاصة الخبير العسكري والاستراتيجي الفلاني والعلاني، والشيء بالشيء يذكر فى بعض الفضائيات الخاصة يتم تسويق وعرض منتجات الضعف الجنسى والعقم وعرض الاغذية والأجهزة الكهربائية وبهذا الشكل بلور معه مفهوماً جديداً فى المشهد الإعلامي وهو «الاعلام التجارى» وذلك بظهور نمط جديد من الممولين للقنوات الفضائية، يعمل كل منهم على تمويل قناة فضائية أو أكثر يتناسب مضمونها مع مصالحة أو مصالح البزنس الذى يديره اذا جاز التعبير، وبرزت فى هذ الاطار، نوعية القنوات المتخصصة وبشكل فاق نظيرتها العامة ويأتى على رأس هذه القنوات المتخصصة القنوات ذات الطابع السياسى والإخبارى لاسيما فى ظل سيطرة المناخ السياسى خلال الأربع سنوات الماضية التي هى عمر الثورات العربية محلياً واقليمياً، فتربعت برامج «التوك شو» السياسية على عرش البرامج التليفزيونية فى القنوات المتخصصة والعامة، وكما هو الحال فى المجتمع، كما انعكست ايضاً حالة الانقسام على توجهات القنوات الفضائية ومحتواها الإعلامي.

لقد بات الانفلات الإعلامي سيد المشهد، بعد أن تحولت شاشات التليفزيون لمنصات للتراشق وتبادل الاتهامات والتخوين وتصفية الحسابات السياسية.

ولعل كل ما سبق يشير الى أن ثمة أهدافاً أخرى للمستثمرين فى هذا المجال من وراء انشاء فضائيات وصحف جديدة، على الأرجح هى أسباب سياسية بهدف توجيه الرأى العام وفق أجندة رأس المال، وهو ما يتطلب قدراً من الضبط لهذه الفوضى الاعلامية.