رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

بالقرارات الأخيرة التي أصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز يكون قد أكمل القرارات التي بدأها في الساعات الأولي لتوليه حكم المملكة، وطبقا للأوامر الملكية الأخيرة - والسابقة عليها -يكون الملك سلمان هو آخر حكام المملكة من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز، ويكون أيضا هو المؤسس الجديد الذي أسس في 100 يوم مستقبل المملكة لـ100 عام. 

سمعنا عن الملك سلمان أنه حكيم الأسرة المالكة، وأنه أمين سر العائلة ورئيس مجلسها، وهو الذي يحكم بينهم ولا معقب لحكمه في خلافات الأمراء.  

وقالوا عن الرجل انه يحب الحق والخير معا، وعنده وازع ديني مختلف عن بقية أفراد الأسرة المالكة، وربما كان لتخرجه في مدرسة الشيخ عبدالله الخياط إمام وخطيب المسجد الحرام وإتمامه حفظ القرآن وعمره 10سنوات أثر في ذلك، وتوقفت وسائل الإعلام الغربية عند هذا المحور وقالت أن الدين سيكون له دور أكبر في السعودية في عهد الملك سلمان. 

أما دور الرجل في العمل العام والمعترك السياسي فقد بدأ عام 54 عندما تولي إمارة منطقة الرياض، وكان مقربا من الملك فهد رحمه الله وساعد علي هذا القرب كون فهد وسلمان ينتميان للجناح السديري في المملكة وهو الجناح الذي يضم سبعة أشقاء من أم واحدة وهي الأميرة حصة بنت أحمد السديري التي لقبت «بأم المساكين».

وكان سلمان يشارك بالرأي في مختلف القضايا السياسية في عهد شقيقه الراحل الملك فهد طيب الله ثراه، وساهمت تلك الفترة في تكوين خبرات الملك الجديد… وفي لمسة وفاء للملك فهد قال الملك سلمان في خطاب له منذ أسابيع لقد تربيت منذ صغري تحت مظلة ورعاية أبي الثاني الملك فهد.

وعندما ظل الملك سلمان أميرا للرياض سنوات طويلة…  كانت بصماته واضحة وجعل منها مدينة من أجمل مدن العالم حتي أطلقوا عليه وقتها أنه «الملك في الظل»، وكانت الرياض بالنسبة له الوطن والتاريخ..  الماضي والحاضر..  المستقبل والأمل. 

وسمعنا عن سلمان أنه كان مثالا للوفاء..  فقد كان وفيا للإنسان والأرض..  فعن الأرض قال عن الرياض التي  عشقها «عندما أغيب عنها أظل أتخيلها.. شوارها..  حدائقها..  كل شئونها..  أشعر بأنني موجود في كل زاوية من زواياها»..

أما الوفاء للإنسان فقد تجسد في ملازمته لإخوته الملك عبدالله والملك خالد والملك سلطان والأمير نايف في مرضهم..  فكان أنيسا لهم في وحشة المرض، جليسا علي راحتهم حتي لحظات الوداع. 

هذا ما سمعناه وعرفناه عن الرجل في الماضي.. أما في الحاضر  وتحديدا في الآونة الأخيرة فما وصل إلي مسامعنا كان شيئا آخر مختلفا لا يتطابق أبدا مع ما عرفناه وعهدناه في الماضي..  سمعنا عن الرجل أنه مريض وتم ترديد هذا الكلام كثيرا من قبل بعض وسائل الإعلام بطريقة ممنهجة ومغرضة.. صحيح أن التناول كان علي استحياء لكنه حدث. 

أجروا تغييرات واسعة ورتبوا لأوضاع مستقبلية بعيدا عنه. 

التزم الرجل الصمت وهو يعلم أن هذا الصمت ربما يغري ضعاف النفوس في التمادي وهو ما حدث بالفعل.. كتم الرجل أحزانه ولملم جراحه، وترك الألسنة تلوكه دون أن يخرسها .. ربما لأنه كان لا يريد أن يعجل بالصدام مع المتآمرين عليه خاصة أنه يعرفهم جيدا ويعرف ماذا يريدون وإلي أي شيء يخططون.. وكانت تلك أولي خطوات سلمان في التأسيس لحقبة جديدة من عمر المملكة.