رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

«بريطانيا تنتقم.. زرعت الكيان الصهيوني في فلسطين لتمزيق المنطقة العربية.. وزرعت الكيان الإخواني لتمزيق مصر داخلياً»

عام  1928 هو العام الذي تقرر فيه تأسيس جماعة الاخوان المسلمين علي يد الشيخ حسن البنا.. هذه معلومة يعرفها القاصي والداني.. لا جديد فيها.. لكن هناك عشرات الأسئلة التي يجب طرحها بهذه المناسبة.. هل  مصرـ في ذلك الوقت ـ كانت أمة كافرة.. أو مارقة.. أو منحرفة.. أو ملحدة؟!.. هل مصر المسلحة كانت في حاجة إلي جماعة تطالب المسلمين بأن يدخلوا الاسلام كافة؟!.. هل كانت  مصر في حاجة إلي مشروع ديني جديد؟!.. أم أن مصر كانت في حاجة إلي مشروع لنهضتها اقتصادياً واجتماعياً.. إلي أياد تبني المدارس والمصانع والمستشفيات.. إلي إحداث نهضة  علمية؟!.. إلي مزيد من البناء والتعمير؟!.. إلي انتشال المصريين من الفقر والمرض؟!!

قبل عام 1928 بسنوات.. كانت مصر قد بدأت تسترد عافيتها.. كانت في طريقها إلي نهضة كبري.. قامت ثورة 19 ضد الاستعمار الانجليزي.. ونجحت الثورة في الحصول علي الاستقلال لأول مرة.. حيث أصبحت  مصر في عام 1922 دولة مستقلة ذات سيادة.. ثم صدر أول دستور وطني يمنح المصريين حقوقهم المسلوبة ويقلص سلطات الملك.. ثم بدأت النهضة الاقتصادية والصناعية تنطلق علي يد المصري العظيم طلعت باشا حرب الذي أنشأ بنك مصر ومنه أنشأ 23 شركة صناعية وتجارية كبري.. مازالت حتي اليوم من أهم الشركات العاملة في مصر والتي يعتمد عليها الاقتصاد الوطني.

إذن من زرع الاخوان المسلمين في جسد الأمة المصرية.. تنهش  فيه وتمزقه.. وتعرقل نهضتها وتجرها إلي صراعات وتفجيرات واغتيالات وفتن وشائعات.. تجرها إلي أسفل سافلين؟!!!

تعالوا نرصد ماذا كانت مصر قبل عام 1928 وما بعدها...

مع بداية القرن التاسع عشر حدثت في مصر نهضة اقتصادية وعسكرية وزراعية وتعليمية  وعلمية كبيرة علي يد والي مصر «محمد علي باشا».. ثم أعقبتها نهضة معمارية وثقافية علي يد أبنائه..  انشئت في مصر قناة السويس.. وخطوط السكك الحديدية قبل أن تدخل فرنسا وألمانيا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.. كانت مصر مقبلة علي نهضة صناعية وزراعية هائلة.. وبسبب الظلم والتفرقة التي  كان يعيشها شعب مصر في ظل حكم الخديو توفيق قامت الثورة العرابية ضد الخديو والأوروبيين الذين بدأوا السيطرة علي مصر.. طالب «عرابي» بحقوق المصريين المسلوبة.. وبجيش مصري وطني.. ومساواة ضباط مصر بنظرائهم من الأتراك والشركس.. ورغم أن الثورة العرابية فشلت إلا أنها كانت نواة لظهور الحركة الوطنية المصرية التي ظهرت  مع مطلع القرن العشرين تطالب بالاستقلال من الاحتلال البريطاني ووضع دستور وطني للبلاد.

في عام  1882 احتلت بريطانيا مصر وكان لها السيادة علي الوطن.. وفي عام 1883 تم تعيين أول معتمد بريطاني في مصر وهو اللورد كرومر الذي بدأ يستخدم سياسة القبضة الحديدية في حكم البلاد.. ما أدي الي تصاعد الاحتجاجات الشعبية..  وبدأت الحركة الوطنية في التصدي للاحتلال بقوة.. وقتها عمد الاحتلال إلي تدمير الصناعة المصرية الوليدة التي  نشأت في عهد والي مصر «محمد علي باشا».. وعمد أيضاً إلي فتح كل الأبواب لاستيراد السلع من بريطانيا.. وتحويل مصر إلي مزرعة للقطن وذلك للوفاء باحتياجات مصانع القطن البريطانية.. وتم تبوير الحياة السياسية المصرية.. كان الاستعمار البريطاني يريد تحويل الأمة المصرية إلي جثة هامدة.

مع بدايات القرن العشرين. بدأت الحركة الوطنية تنتفض من تحت  التراب.. وظهرت قيادات شابة جديدة علي رأسها الزعيم «مصطفي كامل».. ورويدا رويدا بدأ عود الحركة الوطنية يشتد.. وتمت الدعوة لاقامة الجامعة المصرية.. والتف الشعب المصري ثانية  وراء قياداته الوليدة مطالبا بالجلاء والدستور.

في عام 1919 قام الشعب المصري بثورته الكبري بزعامة سعد زغلول باشا لمواجهة القهر والظلم والاستبداد المتمثل في الاحتلال البريطاني.. وانتصرت في النهاية إرادة الشعب المصري.. واضطر المحتل البريطاني صاغراً إلي إلغاء الحماية علي مصر وإصدار تصريح 28 فبراير 1922 باعتبار مصر دولة حرة مستقلة ذات سيادة.. وليرحل الاحتلال من قلب المدن إلي قاعدته في منطقة القناة.. حيث كان يتمتع بحق الامتياز لقناة السويس.

في ذلك الوقت..  كان حزب الوفد هو حزب الأغلبية.. وهو الحزب الذي يشكل الحكومة..  ووقتها أيضاً أصر الوفد علي تحقيق آمال الأمة في وضع  أول دستور للبلاد..   دستور يقلص سلطات الملك ويمنح هذه السلطات للحكومة والشعب.. ومن  وقتها أصبح حزب الوفد ـ بعد ذلك ـ أكثر الأحزاب السياسية المصرية تمسكا بالدستور ودفاعا عنه.. وارتبط اسم الوفد فيما بعد بالصراع مع الملك من أجل حماية الدستور.

وصدر الدستور في 19 ابريل عام 1923.. فيما سمي بدستور 23.. قد  كان من أفضل الدساتير التي عملت بها مصر وأرقاها.. وقد حاول الملك فؤاد ـ في ذلك الوقت ـ أكثر من مرة خرق الدستور والتلاعب به والعدوان عليه.. إلا أن حزب الوفد وقف مدافعاً وصامداً أمام كل هذه المحاولات.

كانت أطماع بريطانيا في مصر لم تنته بعد.. كانت تدعم الملك في صراعه مع الوفد.. وكانت تحثه علي إقالة حكومة الوفد وتعيين حكومات أخري موالية للملك وللانجليز.. وكانت بريطانيا تدرك أن الوفد حزب الأغلبية يمكن أن يفسد لها مخططها الأكبر..  وهو زرع الكيان الصهيوني في جسد الأمة العربية.. ثم زرع كيان الاخوان المسلمين في مصر لتظل مصر في صراع داخلي يفقدها الاستقرار ويستنزف كل مواردها وقواها ووحدتها التي حاول الانجليز أنفسهم اشعالها بين عنصري الأمة مسلميها وأقباطها والتي تجلت وظهرت قوتها في مواجهة المستعمر البريطاني في ثورة 1919، لكن كل محاولات المستعمر فشلت وتحطمت فوق صخرة الوحدة الوطنية.

كان لبريطانيا.. كما زرعت الكيان الصهيوني في فلسطين.. مولته بالسلاح والمال والدعم السياسي والذي تمثل في إصدار وعد بلفور.. هي نفسها التي زرعت  الكيان الاخواني في مصر ودعمته بالمال وساهمت في تشكيل وتكوين الخلايا السرية ثم ساعدتهم علي تهريب السلاح من الحدود السودانية والحدود الليبية. لتدخل مصر في صراعات داخلية تهدر قوتها.

كانت مصر في الوقت الذي تتعافي وتجري الاصلاحات الاجتماعية عن طريق عشرات القوانين التي أصدرتها حكومة الوفد لإلغاء السخرة والبغاء وإصدار قوانين المعاشات الاجتماعية والقوانين التي تمنح العمال قوتهم وتنظم أعمال الشرطة وغيرها من القوانين.. كان الاخوان يخططون  لحرق السينمات وتصفية الحسابات مع خصومهم  بالتفجيرات  والاغتيالات.. لم يكن هدفهم كما صوروا للناس أنهم يدعون  إلي الله ورسوله.. كان هدفهم هو السلطة.. وفي سبيل ذلك كانوا ينافقون الملك ويمجدونه.. وينافقون ثورة 23 يوليو، ثم عندما لم يحققوا أغراضهم وأطماعهم ينقلبون عليها ويخططون لاغتيال قائدها جمال عبدالناصر.

الخلاصة.. ان الاخوان كانوا أخوان الشيطان.. وإلا لماذا  ينشرون الذعر والرعب والتفجيرات والاغتيالات في مصر.. ولماذا يدعون علي مصر والمصريين؟!.. ولماذا خرج من بينهم من يتمني أن تحتل اسرائيل أرض مصر؟!.. ولماذا خرج من بينهم من يتمني خراب مصر؟!..

ولماذا يسعون إلي إحداث حرب أهلية؟!.. ثم صحيح: لماذا قال أحدهم.. اللهم أمتني علي الاخوان؟!!!!!!!