عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يتذكر طلبة حقبة الثمانينات كيف تعاملت المدرسة المصرية مع حصص الكمبيوتر!

 

كان من المحرمات اقتراب الطالب من جهاز الكمبيوتر خوفاً على صحة الجهاز.. الضغط على زر التشغيل منتهى الأحلام والأمنيات للطلبة في حصة الكمبيوتر التي كانت أقرب إلى جلسة تلقين مسميات ومكونات ذلك الجهاز الغامض وليست حصة عملية للتدريب علي « لغة البرمجة العقلية».

مرت السنوات وصارت تلك التكنولوجيا الرقمية هي الثورة الصناعية الثالثة التي انطلق قطارها في ميدان التعليم منذ ما يزيد على أكثر من 15 عاماً، بل باتت معها أجهزة الكمبيوتر درباً من الماضي، حتى أن باحثين دوليين يتوقعون اليوم – وبقوة- اختفاء جهاز الكمبيوتر في غضون 3 سنوات قادمة !.

لقد أصبح طلبتنا اليوم على اتصال دائم وتآلف مستمر ومشاركة فاعلة مع ثورة التكنولوجيا التي صارت في متناول  أيديهم عبر أجهزة الهاتف المحمول التي تلبي كل احتياجاتكم وتطلعاتهم!.

عاماً تلو عام، كانت تأتي المدرسة – ولا تزال- متأخرة تكنولوجياً، فهي التي تحاول كل حين اللحاق بركب الطلبة وليس العكس، وسط توقعات باختفاء المدرسة في شكلها التقليدي في غضون 10 سنوات كأحد أهم تداعيات الثورة الصناعية الثالثة!.

إن تقريراً دولياً حول مستقبل الوظائف صدر عن منتدى القمة العالمية للتعليم مؤخراً يشير إلى أن 65% من الأطفال الذين يتلقون تعليمهم الآن في المرحلة التأسيسية سوف ينخرطون في وظائف جديدة لم تأت بعد، والأكثر من أي وقت مضى، فإن المهارات التي نعلّمها لطلبتنا اليوم هي التي ستضمن الإعداد الأمثل لهم ليكونوا جاهزين للمستقبل.

وحدّد التقرير المهارات الأكثر احتياجاً من جانب طلبتنا بحلول العام 2020م، وهي التكنولوجيا، والتصميم والإبداع ، والتفكير الناقد ، وريادة الأعمال.

باختصار، مستقبل طلبتنا الذين هم على مقاعد الدراسة الآن في مهب الريح، ذلك أن المدرسة مطالبة بأن تحمل على عاتقها مهام «تطبيق» المعرفة وليس مجرد «اكتسابها» وكفى!.

الثورة الصناعية الثالثة التي يشار إليها على أنها ثورة رقمية في المقام الأول، دفعت بالعديد من الأنظمة التعليمية إلى تعديل المسار والخروج من عباءة المدرسة التقليدية إلى اعتماد نموذج «التعليم الذاتي» الذي يقوم على تغذية العقول بمهارات تطبيق المعرفة والاستفادة من التكنولوجيا ضمن  بيئة تعلم عالمية تفاعلية وبلا حدود!.

وفي نتائج دراسة دولية حول مستوى رضا البالغين عن جودة حياتهم، فإن الصحة العاطفية والفكرية للأطفال تلعب دوراً مؤثراً في حياتهم المستقبلية، إذ أكدت الدراسة أن دخل الأسرة يشكل نسبة نصف في المئة فقط في الفوارق بين معدلات رضا البالغين عن جودة حياتهم، فضلاً عن أنه ومع اعتماد قواعد السلوك المتبعة للأطفال، فإن أكثر العناصر التي يمكنها أن تلعب دوراً محورياً في مستويات الرضا لديهم في مرحلة البلوغ هي تطورهم العاطفي والعقلي في مرحلة الطفولة.

وخلصت الدراسة إلى حاجة صناع السياسات التعليمية إلى التركيز على الصحة العاطفية والجسدية والعقلية لبلوغ أهدافهم بتحقيق معدلات عالية من السعادة وجودة حياة الطلبة.

 ختاماً، ربما قد قفز إلى عقلك السؤال التالي: أيهما يأتي أولاً، توفير فرص الحصول على التعليم.. أم ضمان جودة تلك الفرصة التي لم تأت حتى تاريخه؟!..

نبدأ من الأول.

 

[email protected]