رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"البودى جارد" يستقبل الإعلاميين فى مؤتمر "يانى"

الموسيقار ياني خلال
الموسيقار ياني خلال المؤتمر الصحفي

أصبحنا في مصر نجيد إفساد الأحداث الكبيرة، ولا نستطيع أن نستفيد منها، والأزمة أننا علي طول الخط لا نستفيد من أخطاء الماضي، ولا نعمل علي التصحيح، بل والأكثر من هذا أننا نكرر الأخطاء كما هي، وكأنه «كتالوج» نسير علي خطواته.. بالأمس القريب زار مصر الممثل الأمريكي العالمي مورجان فريمان، واكتشفنا وجوده بالصدفة، وعندما قامت الدنيا وطرح الإعلام القضية تحركت الحكومة وذهب إليه وزير السياحة هشام زعزوع لالتقاط الصور معه وتدشين حملة «هذه هي مصر».

ذهب «مورجان» وجاء «يانى»، وللحقيقة في زيارة «ياني» تم طرح الحدث إعلامياً قبل حضوره بفترة، ووقتها قلنا «الحمد لله طالما أن الرجل معروف موعد حضوره وحفلاته ستقام تحت سفح الهرم اليوم وغداً».

ولكن مع اقتراب المؤتمر الصحفي لـ «يانى» بعد وصوله بدأنا نستشعر بأن هناك حالة من التخبط، فالدعوة تم توجيهها للصحفيين عن طريق صفحة مخصصة لصحفيي الفن، وهذا معناه أن الدعوة أصبحت عامة لكل من «هب ودب».. وتأكدنا من هذا عندما وصلنا إلي مكان المؤتمر بأحد الفنادق الكبري أي شخص ذهب وقال إنه يعمل بالصحافة تم السماح له بالدخول عن طريق تسجيل اسمه ورقم تليفونه واسم الجريدة، ولم يقم السادة المنظمون بالاطلاع علي أي تحقيق شخصية، وبالتالي أنا شخصياً فوجئت بشخص ينتحل صفة صحفي بـ «الوفد»، وشهد الفنان الكبير يحيي خليل الذي كان يلازمني في المؤتمر الواقعة بنفسه.. والغريب أن المسئول عن دعوة الإعلاميين كان يكتفي بالمتابعة من بعيد.

سلبيات مؤتمر «ياني» لم تتوقف عند الدعوة أو السماح بدخول أي شخص فقط، لكن منذ اللحظات الأولي للوصول إلي الفندق وجدنا الزملاء الإعلاميين المكدسين في البهو المقابل لقاعة المؤتمر، ولم يتم السماح لهم بالدخول إلا قبل المؤتمر بـ 15 دقيقة، والإهانة لم تتوقف عند هذا الأمر، بل إن المؤتمر تأخر ساعتين عن الموعد المحدد له، ففي البداية أبلغنا بأن الموعد في السادسة والنصف، ثم قيل إنه في السابعة.. وبدأ المؤتمر في الثامنة والنصف.

والأغرب أننا سألنا أحد العاملين بالفندق: هل التأخير من «يانى»؟.. فأجاب: لا، الرجل جاهز منذ فترة طويلة.. ثم سألناه: هل الوزير تأخر؟.. فابتسم الرجل وهز رأسه، وقال: معالي الوزير أيضاً وصل.

وبدأ المؤتمر وبمجرد دخول الرجل ومعه الوزير بدأت التحركات في القاعة وصراخ من هنا، وكأن الحضور جماهير عادية وليسوا إعلاميين، وأمام المنصة فوجئنا بعدد من الـ «بودي جارد» يصطفون بالعرض، لدرجة أن بعض الحضور من المقاعد الأمامية ومنهم الزميل خالد عيسي من الأهرام المسائي، اشتكوا من عدم قدرتهم علي رؤية «ياني»، والبعض صاح من أجل إبعاد هذه الأجساد الضخمة من أمامهم.. مصورو الفضائيات في الخلف أيضاً اشتكوا من نفس

المشكلة، بدا الأمر وكأننا ننظم مؤتمراً صحفياً لأول مرة.

أيضاً من المشاهد التي أصبحت مكررة ونعاني منها في كل الأحداث التي ننظمها مشهد وجود الـ «بودي جارد» منذ وصول الصحفيين إلي مكان المؤتمر، ونحن لا نشاهد سوي أصحاب الأجساد الضخمة تتحرك في المكان.. طبيعي أن نشاهد شركات الأمن الخاصة في مكان الحفل من أجل التنظيم والحفاظ علي السلم العام للجميع، لكن ليس من المنطقي أن يتعامل البودي جارد مع الإعلاميين، لأننا لسنا بلطجية، اللهم إلا إذا كان الإخوة المنظمون الداعون للمؤتمر غير واثقين فيمن تمت دعوتهم، في كل الدنيا هناك مسئول إعلامي ومسئول استقبال في مثل هذه الأحداث، إلا في مصر أصبحنا نصدر الـ «بودي جارد» في أي حدث.. والغريب أن المنظمين كانوا يتعاملون مع الإعلام من خلف أجساد الـ «بودي جارد» وكأننا ذهبنا لاقتحام المكان وليس للتغطية الإعلامية.

هذه السلبيات قد يستفيد منها «ياني» في الزيارات القادمة، لأنه فنان عالمي يحاول الحفاظ علي صورته أمام العالم، ولكن المسئولين في مصر لن يستفيدوا من تلك السلبيات لأننا تعودنا منهم إلقاء تهم الفشل والإفشال علي الإعلام.

عموماً لو أرادوا حل هذه الأزمة، فالحل الأمثل أن يلجأوا لكيان مثل دار الأوبرا للمشاركة في التنظيم فيما يتعلق بالمؤتمرات الصحفية والاستقبال لأنهم أصبحوا متخصصين في هذا بحكم استقبالهم نجوماً عالميين من قبل خرجت المؤتمرات الصحفية لهم في أبهي صورها، منهم «ديمس روسوس» المغني اليوناني الراحل الشهير، وعازف البان فلوت الشهير «جورجي زامفير» أحد أهم مؤلفي الموسيقي التصويرية في العالم الذي يحمل الجنسية الرومانية، وغيرهما من الفرق العالمية التي زارت مصر.

وعلي الأقل إذا حدث مكروه داخل المؤتمر سوف نجد الجهة التي نحاسبها، فالأمر لا يخص وزارة أو وزيراً، لكنها سمعة مصر يا سادة.