رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

23 مليون سوري يخشون تكرار تجربة رواندا

بقايا من لاجئ سوريا
بقايا من لاجئ سوريا علي ضفاف الموت

منذ وقوع الثورة السورية فى مارس 2011 خرج حوالى 800 ألف سورى من بلده ثم تمت مضاعفة العدد أن وصل إلى 1٫6 مليون فى أقل من 4 شهور، وسجل أكبر تدفق من عام 2013 إلى 2015 والذى زاد علي 4 ملايين لاجئ سورى خارج سوريا فقط، بالإضافة إلى أكثر من 23 مليون سورى داخل بلادهم يحتاجون إلى المساعدات، وهو ما يمثل أكبر تحد للمفوضية السامية لشئون اللاجئين والتابعة للأمم المتحدة منذ حرب الإبادة الجماعية فى رواندا منذ عشرين عاما،و يعد نصف هؤلاء اللاجئين من الأطفال ويقل أعمارهم ما بين 6 و18 سنة.

و إذا عايشنا اللاجئين السوريين رحلة هروبهم منذ خروجهم من منازلهم متجهين إلى أي من البلاد المستضيفة، فسنجدهم يقطعون الأميال سيرا على الأقدام ليلا حتى يتجنبوا القذف نهارا، نزحوا فى أول الأمر إلى الدول المجاورة و على رأسها الأردن، و لبنان و تركيا ثم مصر و العراق منذ 2013.

أحوال اللاجئين السوريين فى البلاد التى نزحوا إليها:

 

الأردن:

تؤوى الأردن أكثر من 622 ألف سورى معسكرات هى زعتارى الذى يجمع ما بين 81٫500 ألف لاجئ ويعد بمثابة رابع أكبر مدينة فى الأردن، وتم فتحه فى يوليو 2012، كما يوجد معسكر الأزرق ومرجيب الفهود ومدينة سيبر.

ما برنامج اللاجئين السوريين فى هذه المعسكرات؟

يبدأ اللاجئ يومه بالوقوف فى صف طويل أمام سيارات النقل أو الكاميونات التى تحمل المواد الغذائية التى تبعث بها مفوضية اللاجئين، ويقف اللاجئ دون حتى محاولة لمعرفة ماذا سيأخذ فهو على استعداد لتلقى أى غذاء لأنه لا يملك شيئاً، ولديه أسرة يريد إطعامها، كما أنه يتم صرف كوبونات يمكن استبدالها بأطعمة مجففة وخبز من المحال المتنقلة فى المعسكرات، وتحاول مفوضية اللاجئين إقامة الملاعب الرياضية وفصول دراسية للأطفال.

وفى دراسة للدكتور محمد علوان وأحمد ثياب تم إعدادها فى الأردن، وجدوا أن السوريين فى بداية الحرب فى 2011 سافروا إلى الأردن بشكل ودى حيث توجد صلات أنساب وأصهار بينهم وبين الأردنيين، واستضافتهم العائلات هناك ثم طالت المدة ونزح الآلاف وراءهم هربا من ويلات الحرب والنزاعات المسلحة، كما توصلت الدراسة إلى أن 90% من اللاجئين يؤمنون بثقة فى العودة إلى سوريا، وكانوا على يقين أن السلطات الأردنية لن ترفض دخولهم واستضافتهم على أراضيها.

ويعيش اللاجئون فى معسكر زعتارى فى خيم بيضاء لا تحميهم من برد الشتاء ولا مياه الأمطار، بينما يعيشون فى كرافانات فى معسكر الأزرق الذى تم افتتاحه فى إبريل 2014، وتم تصميمه على أن تستقر الأسر فى حجرات معدنية مجهزة لإطفاء روح التجمع الأسرى الآمن، كما توجد به سوبر ماركت وطرق و قرى صغيرة.

 

لبنان:

نزح إليها أكثر من مليون سورى منذ اندلاع الحرب والصراع فى 2011، فيوجد 1 سورى من بين 5 لبنانيين الذى يبلغ تعدادهم 5 ملايين فقط،و لم توافق السلطات اللبنانية على إقامة المعسكرات الرسمية للاجئين خوفا من سوء فهمها سياسيا مع القيادة السياسية السورية، وتحسبا وتجنبا لأية احتمالات من الفتنة الطائفية بين السوريين واللبنانيين، ومن ثم اجتهد اللاجئون فى إقامة المعسكرات بشكل ذاتى فى صنع الخيم اليدوية، أو الإقامة فى البيوت المؤجرة أو الأماكن المهجورة والبنايات المهمشة، حتى وصل الأمر إلى تأجيرهم لأماكن إقامة الأبقار والدواجن فى الريف، ولكن سجلت الأسعار ارتفاعا ملحوظا وتقلصت أعداد فرص العمل نظرا للتنافس الشديد عليها بين أهل البلد من اللبنانيين وإخوانهم من سوريا.

 

تركيا:

تعد تركيا من البلاد القريبة جدا وعلى الحدود الشرقية السورية ومعبرا هاما إلى أوروبا، وصلت أعداد اللاجئين فيها إلى 1٫9 مليون سورى،  ويعيش معظمهم شكل تجمعات مشردة يحاولون إيجاد فرص للعمل والتغلب على عائق اللغة.

 

العراق:

دارت الأيام وبعد أن استقبلت سوريا أكثر من مليون عراقى بعد الغزو الأمريكى فى 2002، فتحت العراق حدودها مع سوريا فى 2013 واستقبلت 249٫726 لاجئا سورياً يقيمون فى 7 معسكرات،معظمهم من الأكراد الذين أقاموا فى إقليم كردستان فى الشمال فى محافظة الدهوك، والذى يسمح لاكراد السوريين بالعمل بتصاريح رسمية فيه دون باق المحافظات العراقية.

 

مصر:

تستضيف مصر 380 ألف لاجئ سورى، تم تسجيل 136 ألفاً منهم كلاجيء فى المفوضية السامية لشئون اللاجئين فى القاهرة، وتطالب مصر وحدها الدول المتبرعة فى توفير 380 مليون دولار لتغطية مكونات اللجوء والاستجابة فى 2015، والتى تشمل المعونات الغذائية ومواد الإغاثة والمساعدات النقدية لتلبية احتياجات سبل المعبشة الأساسية،  وخدمات التسجيل.

كما ستستفيد المجتمعات المستضيفة للاجئين فى مصر من التطوير الذى ستحدثه هذه المعونات الدولية فى البنية التحتية فى مجالات الصحة والتعليم والتدريب وبناء قدرات مقدمى الخدمات والدعم الإدارى للسلطات المحلية.

ومن المعروف أن البنية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر تعانى من الكثير فى أوجه القصور منذ اندلاع ثورة 25 يناير فى 2011، مما يصعب الأمر على السلطات المصرية فى الوفاء بالتزاماتها تجاه إخواننا من اللاجئين السوريين، إلا أن تقدم الحكومة المصرية كما سبق وصرح السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، بأن مصر سجلت أكبر عدد من الأطفال السوريين المقيدين ف مدارسها حيث بلغوا 39٫314 ألف طفل و14 ألف طالب جامعى.

وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين على موقعها الرسمى باستمرار التبرعات حيث تحتاج

إلى توفير احتياجات اللاجئين وخاصة السوريين الذى بلغ معدل الإنفاق عليهم داخل وخارج سوريا حتى ديسمبر 2014 8٫4 بليون دولار.

لم يكتف اللاجئون من النزوح إلى البلدان المجاورة، بل نزحوا إلى أوروبا عبر المتوسط من تركيا أو البلاد الوسيطة مثل مصر وتونس أى المطلة على البحر المتوسط ، أو سيرا على الأقدام وقطع آلاف الأميال ليلاً ونهارا حاملين فيها أولادهم ومتعلقاتهم، وكما شاهدنا من المجر إلى صربيا ثم كرواتيا.

رصدت مفوضية اللاجئين فى الأمم المتحدة 270 ألف لاجئ ومهاجر من جنسيات مختلفة إلى أوروبا ، تم تسجيل 150 ألف سورى من بينهم كلاجئين، توزع اللاجئين السوريين وغيرهم على العديد من بلدان أوروبا الغربية والشرقية، إلا أن ألمانيا والسويد سجلوا أكبر عدد من استيعاب اللاجئين.

 

المانيا:

 فى دراسة حديثة أعدها المكتب الاتحادى الألمانى للاجئين و الهجرة فى مدينة نورنبيرج، وجد أنه فى النصف الأول من العام الحال 2015 وجدت أن ألمانيا بمفردها تستضيف 39٫332 الف لاجئ سورى من أصل 160 ألف لاجئ آخر من كوسوفو 17٫9% والبانيا 13٫6 % وصربيا 9٫9 % ثم إريتريا 7٫6%.

يتلقى كل لاجىء فى ألمانيا فور وصوله 143 يورو شهريا بالإضافة إلى بعض الأمور العينية ويزداد المبلغ فور انتقاله من السكن المشترك لأنه يتطلب المزيد من الطعام والملابس، وتشجع الحوافز المالية التى يتم صرفها على نزوح المزيد من المهاجرين إلى ألمانيا، والتى أصدرت فيها المحكمة الدستورية فى 2012 حكما بأحقية حصول طالب اللجوء على دعم يكفى لضمان حياة كريمة.

ثم يتم إيواء هؤلاء المهاجرين فى مراكز لمدة 3 شهور و تستكمل ألمانيا بناء المزيد من المراكز بحلول العام القادم 2016، ويتوقع توماس دى ميزير وزير الخارجية الاملانى أن تستقبل بلاده نحو 800 ألف لاجئ بنهاية عام 2015، ويقول إن لديهم أكبر عدد من طلبات اللجوء منذ عام 1949 يتركز حول القادمين من سوريا والعراق وأفغانستان ودول البلقان.

 

السويد:

تستضيف السويد 30 ألف لاجئ سورى أتى معظمهم بالطائرات من تركيا، واستقبلتهم السلطات السويدية فى نقطة تمركز تسمى مارستا تقع بجانب مطار استوكهولم فى العاصمة، يقدم فيه المهاجر طلبا للجوء ثم يجلس لتلقى مستلزمات النوم ليومين على الأكثر ويتناول الطعام وتؤخذ بصماته، ثم تجرى له مقابلة مع المسئولين لبحث حالة لجؤه، ثم يبحثوا له عن شقة داخل أنحاء السويد، وفى العادة يفضل اللاجئون السوريون ألمانيا والسويد نظرا لشهرة الأخيرة عالميا بإحترام حقوق الإنسان وحماية اللاجئين.

ولم تقتصر الأمور بوفود اللاجئين السوريين إلى ألماني والسويد وتمركزهم هناك بل تحولت جزيرة كوسى فى اليونان إلى مركزا لإيوائهم بالإضافة إلى أيسلندا التى وقف الكثير من مواطنيها يطالبون حكومتهم باستيعاب المزيد من اللاجئين.

إلا أن انتونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامى لشئون اللاجئين يحذر بشدة من ترك ألمانيا والسويد فى تحمل العبء الأكبر فى استيعابهم للاجئين، وفى لقائه مع صحيفة دى فيلت الألمانية طالب جوتيرس باق الدول من التضامن واستقبال أعداد أكبر من الفارين من ويلات الحروب و النزاعات على مستوى العالم.

 

ومن المعروف أن خبراء الاجتماع يحذرون من تغيير نمط الحياة فى أوروبا بعد ما شهدته من تدفق غزير من اللاجئين وخاصة المسلمين، وسمى بعضهم أوروبا فى المستقبل الجمهورية الإسلامية الأوروبية، كما طالب بعض أعضاء البرلمان الأوروبى بتخصيص كوتة فى البرلمان وكافة مؤسسات الاتحاد الأوروبى للاجئين نظرا لزيادة أعدادهم الملحوظة والتى باتت لا يمكن إنكارها خاصة بعد أنصهارهم فى المجتمعات الأوروبية.