بُهت الذي كفر
فقدت إيران وعيها ، وانعقد لسانها ، فالصدمة كانت أكبر من طاقتها ، كشفتها ، بل عرتها ، وأظهرت للعالم كم هي تافهة وضعيفة مواقف الذين يعملون في الظلام ، وكم هي كاذبة أحلام الذين يديرون شؤونهم من خلال مرجعيات تتغذى على زرع الكراهية والأحقاد .
كثيرون فوجئوا بحجم القرار في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة العربية ، خاصة أولئك المشككون دوماً في إرادة أهل الخليج ، وقوة أهل الخليج ، أولئك الذين ينظرون إلينا من فوق ، يظنون أنهم يتعاملون مع أناس خرجوا من الصحراء إلى الحضارة ولكنهم لم يتخلصوا من ثقافة الصحراء ، وما هذا الذي نقدمه للعالم من نماذج لا تتكرر سوى قشور صنعتها الثروات النفطية ، ربما لأننا وكما قلت يوم أمس الأول طيبون ومتسامحون ، وانشغلنا بالبناء لتبرز هذه الدول الفاعلة على كل المستويات ، تحدينا الزمن والتاريخ ، واستثمرنا في الإنسان أغلب ثرواتنا ، فهو الرصيد الدائم ، وأسسنا إلى علاقة انتماء وولاء ووفاء بين الوطن والمواطن والحاكم والمحكوم ، أزلنا الحواجز ، ولم نستنسخ المظاهر الخادعة ، لم نصنع أصناماً ، ولم نندفع خلف الأوهام ، لأننا وجدنا رجالاً يسيرون بنا ومعنا إلى العلياء ، رجالاً أكلوا بعد أن شبعنا ، وشربوا بعد أن ارتوينا ، وبنوا بعد أن ضمتنا البيوت ، وعلمونا قبل أن يعلموا أولادهم ، ولم يغمض لهم جفن إلا بعد أن نمنا آمنين مطمئنين .
نحن نعرف قادتنا ، ونضع كامل ثقتنا فيهم ، ففي وجودهم لا نخاف على أنفسنا أو على عيالنا ، وبقدر ما كنا قلقين من التمدد الإيراني ، كنا ننتظرهم ، ونحن نعلم أنهم منشغلون بذلك الهم