رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صانعو البهجة

الفول... نعم  الفول  ولا شىء غير الفول  وحده الآن صانع البهجة لجموع المصريين وسط هذه الأجواء الكئيبة المقبضة إرهاب وهباب وكدب ودعاشنة ودهاشنة وتوك شو وزحمة وخنقة وزبالة وتخلف وهبل ودجل باسم الدين  كل شىء حولنا الحقيقة كفيل بالقضاء على أى بهجة وسعادة وخفة ظل كان يتمتع بها شعب مصر فى الماضى

عندما كان يفطر بالفول بالزيت الحار أو أى زيت ويحبس بكوباية شاى ويمكن سيجارة فرط وينصرف إلى عمله مهما كان شاقا ثم يستمتع بماتش كورة للأهلى أو الزمالك مع تعليق الظريف جدًا الكابتن لطيف وشكره للجميع بما فيه الطقس  وبعدين بالليل يسهر المصرى على صوت الرائعة العبقرية أم كلثوم  ليحيا ساعات من البهجة والسعادة مهما كانت قسوة الحياة فقد كانت الناس مؤدبة وبسيطة وتطلعاتها متواضعة وهمومها قليلة وتتركها على الله إنما على الأقل لم يكن ما يعرف بالإخوان ينكدون علينا حياتنا فقد قضى عليهم عبدالناصر قضاء مبرمًا وعادوا إلى الجحور كما كانوا قبل 23 يوليو وشوف بنفسك أفلام الأبيض والأسود على روتانا كلاسيك واستمتع بالقاهرة أو الإسكندرية أو الريف المصرى وشوف الناس كانوا محترمين ومؤدبين وهاديين ورايقين وشوف أفلام إسماعيل ياسين وشرفنطح والشاويش عطية ونجيب الريحانى وقارن بينها وبين موته والألمانى وأفلام السبكى وانت تعرف الفرق بين مصر زمان ومصر الآن ولابد ان يتبادر إلى الذهن سؤال من يصنع البهجة للمصريين الآن وسط كل هذا النكد لا فن  سينما أو موسيقى أو طرب ولا أى حاجة فقط نصيبة الإرهاب والإخوان والسلفيين وبلاء التوك شو وزعيق وتمثيل هابط من مقدمى هذه البرامج وإذا ارتفع ضغطك وبحثت عن شىء آخر تجد لا شىء يصنع البهجة وعليك ان ترجع أكثر من نصف قرن من الزمان وتفتش فى كنوز الماضى على اليوتيوب أو فى قنوات كلاسيك  بحثًا عن شىء من الزمن الجميل قد ينجح فى اخراجك من دوامة الاكتئاب والقرف التى هى طبيعة المرحلة ولا نعرف متى نخرج إلى دنيا البهجة والسعادة مثل كل البشر فى أوروبا والدول المتقدمة وحتى فى الدول الشقيقة  واوعى حد يقول لى احنا احسن من سوريا والعراق وليبيا ده فكر الفقر لماذا لا نقول متى نصبح كوريا أو اليابان أو سويسرا أو فرنسا أو الامارات أو الكويت أو البرازيل أو أى مكان فى العالم يعيش الناس فيه حياتهم متى نعيش حياة طبيعية يبدو ان امامنا الكثير من الوقت والجهد  حتى اننا نجتر الماضى ونتمنى ان تعود عقارب الساعة إلى الوراء ونرجع أيام

الكابتن لطيف وأم كلثوم وإسماعيل ياسين والريحانى  يا عالم نريد أى بهجة فى حياتنا.
ولكن رغم كل هذا السواد يبقى الفول وحده صامدًا فى مواجهة كل موجبات الاكتئاب ولولا الفول عند المصريين لكانت حالات الانتحار بالآلاف لانه ثبت علميًا أن الفول به مكونات غريبة تدفع هرمونات السعادة دفعا إلى الدم سيروتونين وادرينالين واوعى تصدق ان الفول يجعل متناوله يتنح ويأنتخ ابدا انه نعمة من الله للمصريين الغلابة فهو الأقل سعرا بين كل المأكولات واعلاها قيمة غذائية عضويا ونفسيا ولابد ان ندعو جميعًا لمحمد على باشا الذى أدخل زراعة الفول إلى مصر وأيضًا إلى العبقرى الذى لا أعرف اسمه الذى جعلنا نشارك الخيل والبغال والحمير فى الفول لنبنى عضلاتنا ونصنع البهجة فهذا الغذاء يجعلنا نتحمل الكثير بصبر يحسدنا عليه العالم كله بل ويجعلنا نحول الجحيم إلى جنة ونحيل كل شىء إلى نكتة حتى إرهاب الإخوان وتخلفهم ومظاهراتهم الكاذبة وأيضًا خطر الدعاشنة وتهديدهم للدنيا كلها وسنظل نحيا ونأمل فى ان يكون بكرة أحلى من النهاردة مهما كانت الظروف بفضل الفول الذى بقى وحيدًا بعد ان فارقنا كل صانعى البهجة الكورة والفن والكابتن لطيف وأم كلثوم وإسماعيل ياسين وأخيرًا الصبوحة الشحرورة التى كانت مثالا لحب الحياة  والافراط فى التفاؤل والحب والبهجة  وإلى أن يعود إلينا الأمل الذى فقدناه على يد الإخوان و25 يناير وقبلها على يد الرئيس الخالد مبارك إلى ان يعود الأمل والبهجة والسعادة الحقيقية ليس أمامنا إلا البهجة المزيفة والسعادة المصنوعة ولنأكل الفول بالهناء والبهجة وندعو ان يديمها نعمة ويحفظها من الزوال.
فكرة للتأمل
كل الدنيا من حولنا تفكر فى المستقبل وتستشرف افاقه الا نحن نجتر الماضى ونتحسر.

[email protected]