رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

.. وتحرقوه ليه؟!

في كل عام، وبمجرد حصاد محصول الأرز، تبرز مشكلة عويصة هي كيفية التخلص من قش الأرز.. ونعيش مأساة السحابة السوداء الناتجة عن إحراق هذا القش.. وكأننا لا نعرف وسيلة للاستفادة من هذا القش.. وهي مشكلة مشابهة لما عشناه أيام زمان، وهي التخلص من «قش الأرز» أي «السرس» الناتج بعد عملية تبييض حبات الأرز، وزمان كنا نستخدم هذا السرس في الافران البلدي.. لتسوية الفول وتحويله إلي فول مدمس.. وكانت الفلاحة المصرية -زمان - تستخدم هذا السرس ومعه قليل من قش الأرز في صنع «أقراص الجلة» التي كانت تستخدمها الفلاحة زمان في الطبيخ وتسخين المياه وتسوية العجين.

والآن بعد انتهاء عصر وابور الجاز، وكوبونات الجاز.. ودخول الريف المصري عصر البوتاجاز استغنت الفلاحة عن «أقراص الجلة» بل وعن وابور الجاز.. وأصبحت تستخدم الآن البوتاجاز!! فكيف نواجه عصر وجود قش الأرز.. خصوصاً بعد أن زادت مساحة الأراضي التي تزرع بالأرز الآن.
< هنا="" نبحث="" عن="" كيفية="" الاستفادة="" من="" هذا="" القش="" وهذا="" السرس="" وتحويلهما="" إلي="" مصدر="" للثروة..="" لا="" أن="" يهدد="">
وأصبحت المشكلة هي كيف نكبس القش - ولو بمعدات بسيطة - ونقله إلي حيث يمكن استخدامه، في كثير من الأغراض.. والغبي هو من يري أن كبس الأرز واستخدامه في بعض الصناعات هو الحل الأفضل، والأغبي هو من يحرقه في الحقول.. ليتخلص منه دون أن ندري أنهم في أوروبا- وبالذات ألمانيا وفرنسا وايطاليا - يستخدمون مخلفات المزارع كمصدر للغاز الحيوي، أي البيوجاز، ومعظم المزارع تجد في المساحة الخلفية لها «مكامير» ضخمة يتم تجميع هذه المخلفات بها.. وبقليل من الاضافات يترك كل ذلك عدة أسابيع لتتم عملية التفاعل والتغير ليحصلوا علي كميات كبيرة من هذا الغاز الحيوي، يستخدم في تدفئة البيوت، وفي إنضاج المحاصيل التي تحتاج إلي إتمام عملية النضج.. وفي تجفيف بعض المحاصيل كتحويل العنب إلي زبيب.. أو انتاج بعض المربات والعصائر.. وغيرها.. بل وأيضاً استخدام هذا الغاز في كل الاستخدامات المنزلية مثل الطبخ والانارة، ثم يستخدمون ما يتبقي من «هذه الجورة» كسماد سليم غني ومجاني لتسميد الأرض الزراعية من جديد.. أي أن المادة لا تفني!!
< هنا="" نستعيد="" كيف="" استغل="" المصري="" القديم="" قش="" الأرز="" وقشره="" في="" صناعة="" الطوب="" اللبن="" «الأخضر»="" لبناء="" بيوته="" بعد="" خلط="" الطين="" بالرمل..="" بقش="" الأرز="" وقشره..="" ليحصل="" علي="" طوبة="" أقام="" بها="" المصري-="" حتي="" القرن="" الماضي="" -="" كل="" بيوته="" وقراه="">
فهل جنت الحضارة علي كل ذلك.. حتي نواجه الآن مشكلة التخلص من هذا القش.. حتي ان كبس القش يتكلف 200 جنيه وبذلك تحتاج الدولة إلي 200 مليون جنيه لكبس القش، كما يقول وزير شئون البيئة!! وبالمناسبة الوزير يتحدث - من مكتبه - أنه لا تراجع عن فرض غرامة فورية 2000 جنيه لكل من يحرق القش الآن.. وياسيدي الوزير قبل أن تفرض الغرامة.. وفر للمزارعين الوسائل السليمة للاستفادة من هذا القش لان الفلاح بحاجة إلي إخلاء الأرض من القش ليعيد زراعتها بالبرسيم.. يا تري عملتم كدة.. يا معالي الوزير!!
< وهنا="" نتساءل:="" مصر="" ليست="" أكبر="" دولة="" منتجة="" للأرز="" في="" العالم="" هناك="" دول="" تزرع="" الأرز="" أكثر="" منا..="" منها="" كل="" دول="" جنوب="" وجنوب="" شرق="" أسيا="" وفي="" مقدمتها="" أندونيسيا="" والفلبين="" والملايو="" «ماليزيا»="" وتايلاند..="" ولا="" ننسي="" الصين="" واليابان="" وكذلك="" بنجلاديش="" وباكستان="" والهند..="" فهل="" درسنا="" كيفية="" استغلال="" هذه="" الدول="" للقش="" الذي="" هو="" أضعاف="" أضعاف="" ما="">
وبالمناسبة هذا القش غني بالسليولوز وهو طعام طيب للمواشي والأبقار، سواء بعد إضافة قشور الحبوب مثل الفول والعدس و«قلاويح الذرة».. وياسيدي شوية فول وردة ليزداد غناء بما تحتاجه هذه المواشي.
< حرام="" حرق="" القش..="" ولا="" أعتقد="" أن="" العلم="" الحالي="" عاجز="" عن="" الوصول="" إلي="" وسائل="" عديدة="" للاستفادة="" منه..حتي="" ولو="" حولناه="" إلي="" اثاثات="" ودواليب="" وانتريهات..="" تماماً="" كما="" فكرنا="" في="" انتاج="" الخشب="" الحبيبي،="" وكانت="" عندي="" -="" في="" أبوظبي="" -="" غرفة="" نوم="" الماني="" بديعة="" صنعت="" بالكامل="" من="" مخلفات="" الاخشاب="" ومخلفات="" الغابات..="" ويمكن="" أيضاً="" استخدام="" القش="" في="" هذه="">
< ويا="" سادة:="" قبل="" ما="" تحرقوه..="" فكروا="" في="" استغلاله..="" لأنكم="" هنا="" تحرقون="" أموال="">