فنزويلا صورة طبق الأصل!
تتعرض فنزويلا هذه الأيام لمحاولات تستهدف أمنها واستقرارها من خلال سعي الحركات اليمينية وقوى الثورة المضادة لزعزعة هذا الاستقرار وجر البلاد إلى حالة من الفوضى مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ووسائل إعلامها المضللة وهو الأمر الذي يواجهه الشعب الفنزويلي بكل فئاته من عمال وفلاحين وفقراء بالالتفاف حول حكومة الرئيس نيكولاس
مادورو والتمسك بنهج الزعيم الراحل شافيز.. ولعل ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مؤخرا، من أن حكومته لا تستبعد فرض عقوبات على فنزويلا، واللجوء إلى الميثاق الديمقراطي للأمريكتين في منظمة الدول الأمريكية، خير دليل على أن أمريكا وضعت نصب أعينها القضاء على فنزويلا أو هى محطة جديدة نحو الأطماع الأمريكية، والصراع الخفى مع الروس لتقسيم العالم بينهما، لذلك فما يقوله «كيرى» مدعيا أنهم يأملون في قدرة جهود الدول المجاورة، القلقة للغاية، على تشجيع الحوار الضروري لإحراز تقدم في البلد اللاتيني، وأن أوباما تواصل مع دول مجاورة لفنزويلا لايجاد سبل لدعم البلاد في حوار يقلل التوتر الذي تشهده منذ اندلاع احتجاجات المعارضة، في 12 من فبراير الماضي لا يخرج عن كونه السم فى صورة دواء.. وبالتالى لا تتعجب من قول كيرى بأن الحكومة الفنزويلية استخدمت الولايات المتحدة كورقة سياسية لتشتيت الانتباه عن قضايا داخلية في بلادها إزاء المشكلات الاقتصادية الضخمة والاستقطاب في فنزويلا.
إن التدخل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في شئون فنزويلا لا يشذ عن السياسة العدوانية تجاهها، إلى جانب أن النفط الذي يتدفق من أراضيها يجعلها محط أطماع تجارية في أمريكا الشمالية، وأمريكا خير ممثل للجشع النفطي في التاريخ، وحرب أفغانستان والعراق والتدخل في فنزويلا يلقي الضوء على هذه السياسة التي ترمي للسيطرة على نفط العالم... لقد عانت أمريكا اللاتينية طويلاً من التدخل الأمريكى فى شئونها الداخلية، وفرض سياسات وأيديولوجيات خاصة على قادتها. ومن ناحية ثانية، شكلت أمريكا اللاتينية مكانا مثاليا لنشوء المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وظهور جيل من السياسيين لا يترددون فى انتقاد سياساتها ومناصبتها العداء. فعلى امتداد التاريخ، شكل القرب الجغرافى من جارتهم الشمالية وبالا عليهم، جلب لهم الكثير من المتاعب، وساهم بشكل رئيسى فى صياغة السياسات الوطنية والخارجية لتلك الدول. وقد سئل الرئيس المكسيكى الأسبق «فارجاس» فى أوائل الثلاثينيات الماضية وبلاده غارقة فى المشاكل عن «حقيقة أزمة المكسيك»، فأطرق الرجل لحظة يفكر، ثم قال مكررا السؤال «أزمة المكسيك؟»! ثم أضاف جوابه «أزمتها أنها قريبة جداً بحدودها من الولايات المتحدة، بعيدة جدا بروحها عن الله».. وفى الواقع أن فنزويلا وأقرانها من الدول اللاتينية هى أرض خصبة للصراع الروسى الأمريكى، وإذا كان الروس قد كسبوا أبناطاً إبان حكم بوش الذى اهتم بالحروب فى العراق وأفغانستان.حيث استعادت روسيا بعض مواقع نفوذها فى القارة اللاتينية، والحصول على بعض التسهيلات العسكرية، وإجراء بعض