عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الناصية

جلس على مقعد وزير الثقافة حوالى 22 شخصية بعضهم من السياسيين، والبعض من المثقفين والفنانين والأدباء وأساتذة الجامعات.. ومع ذلك الذين سجلوا أسمائهم فى تاريخ الثقافة المصرية لا يزيدون على خمسة أسماء!

ومنذ نشأة وزارة مستقلة للثقافة عام 1958، ولا يعنى هذا التاريخ أن قبله لم تكن هناك ثقافة فى مصر بل كانت هناك إدارات مثل «الإدارة العامة للثقافة» وكانت تابعة لوزارة المعارف وقد أنشأت عام 1936، وكان قبل كل ذلك دار للكتب تأسست عام 1870.. وخلال هذه السنوات الطويلة جاء من جاء وذهب من ذهب من الوزراء ولكن لم يحفر اسمه منهم فى تاريخنا الثقافى سوى عدد قليل ممن قدموا أعمالًا عظيمة!

وأعتقد أن انشاء فرع لأكاديمية الفنون فى الصعيد، سيكون من الأعمال الباقية فى تاريخ أى وزير ثقافة.. وفرصة كبيرة لأى وزير لينضم لقائمة العظماء فى تاريخ الثقافة المصرية مثل أحمد لطفى السيد بك الذى أنشأ المعهد العالى لفن التمثيل عام 1930 مع إنه كان وزيرًا للمعارف العمومية.. وفيما بعد مثل الدكتور ثروت عكاشة وعبدالقادر حاتم.. والفنان فاروق حسنى، وغيرهم بالطبع ولكن يظل عددهم قليلا وبعدد أصابع اليد الواحدة!

وحقيقة لا أحاول دفع وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى تبنى هذه المبادرة الثقافية لأبناء الصعيد، ولكنها نصيحة سياسية وثقافية وإنسانية، فمن حق أطفال الصعيد الموهوبين أن يكون أمامهم حرية تعلم الموسيقى على أصولها، وأن يلعبوا الباليه على اصوله، والتمثيل والغناء والعزف والنقد.. وأن يكون متاحا وممكنا لأولياء الأمور الذين يرون فى أبنائهم موهبة ما بدخول أكاديمية للفنون بقربهم.. فمن يستطيع من أسوان أو قنا أو سوهاج أن يسافر ويقيم فى القاهرة حتى يتمكن من أن يدخل طفله الأكاديمية؟

ومن حق كل الصعايدة أن يكون لهم أكاديميتهم للفنون تكون قريبة منهم وقريبين منها كمنارة علمية وثقافية.. تتيح فرصا ممكنة ومتاحة للأطفال الموهوبين.. ولا أريد أن أدخل فى مواضيع نقص الخدمات والمرافق الحيوية فى الصعيد لأنها كثيرة وأيضًا لأن محافظات الوجه البحرى تعانى من نقص بعضها، ومع ذلك تظل ليس بحجم النقص الشديد الذى فى الصعيد، ويمكن أن يكون انشاء مثل هذه الأكاديمية أحد العزاءات الذى يجب تقديمها للصعايدة فى نقص بعض الخدمات.. ولا شك أن الصعيد حاليًا أفضل بكثير عما كان، وأن الدولة المصرية فى السنوات القليلة الماضية قامت بالكثير من أجل التنمية فى الصعيد مثله مثل الأقاليم الأخرى!!

ولقد وافقت حكومات متعاقبة على انشاء ألاف المدارس وعشرات الجامعات والكليات بالمحافظات، والحال كذلك مع مشيخة الأزهر الشريف التى أنشأت حتى العام الحالى 2023-2024، وحسب آخر التقارير 11.6 ألف معهد أزهرى فى كل المحافظات، فانه من الطبيعى أن يكون هناك توازن عددى، وإتزان تعليمى وثقافي!

وإذا كانت الدولة المصرية، تتمثل قدراتها الحقيقية والممكنة فى البشر، فإن قواها الناعمة، من إبداع فنى وثقافى، تجعل من هذه القدرات معنى وقيمة سياسية واقتصادية.. وأكاديمية للفنون فى الصعيد تضم مواهب أبنائه هى قيمة مضافة مستقبلًا للاقتصاد والسياسة المصرية.. وأعتقد أن كل الجهات والمسئولين الذين ناشدتهم على مدى هذه المقالات الخمس، يدركون أهمية وضرورة زيادة قوة هذه الدولة فى وقت هى فى اشد الحاجة إلى موهبة كل فرد فيها حتى ولو كان يغنى فى الشوارع!

[email protected]