3 عبادات تدافع عنك في قبرك
قال الدكتور مختار مرزوق العميد السابق لكلية أصول الدين بالأزهر، أنه على المُسلمِ الحِرصُ على الاستِكثارِ في الحَياةِ الدُّنيا مِنَ الأعمالِ الصَّالحاتِ مِن صَلاةٍ وصَدَقةٍ وغَيرِها.
وتابع مرزوق أن المسلم إذا ماتَ انقَطَعَ عَمَلُه، ولا يَستَطيعُ فِعلَ شَيءٍ؛ فالأعمالُ الصَّالحةُ تَكونُ للإنسانِ مُؤنِسةً له في قَبرِه وحافِظةً له مِنَ العَذابِ.
وأضاف مستشهدًا َبقولُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يُؤتى الرَّجُلُ في قَبرِه، أي: تَأتيه المَلائِكةُ الموكَّلةُ بسُؤالِه في القَبرِ، فإذا أُتيَ مِن قِبَلِ رَأسِه، أي ناحيةَ رَأسِه، دَفعَته تِلاوةُ القُرآنِ، أي: مَنَعَهم مِنه تِلاوتُه للقُرآنِ، فيَأتونَ مِن قِبَلِ يَدَيه، أي: مِن أمامِه، دَفعَته الصَّدَقةُ، أي: مَنَعَهم مِنه صَدَقاتُه، فيَأتونَ مِن قِبَلِ رِجلَيه فيَدفعُهم مَشيُه إلى المَساجِدِ؛ بُيوتِ اللهِ، وهَكَذا بَقيَّةُ الأعمالِ الصَّالحةِ تَكونُ حَولَه.
كما في رِوايةٍ أُخرى: إذا وُضِعَ المَيِّتُ في قَبرِه كانتِ الصَّلاةُ عِندَ رَأسِه، والزَّكاةُ عن يَمينِه، والصَّومُ عن يَسارِه، والصَّدَقةُ والصِّلةُ والمَعروفُ والإحسانُ إلى النَّاسِ عِندَ رِجلَيه، فيُؤتى مِن قِبَلِ رَأسِه فتَقولُ الصَّلاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ثُمَّ يُؤتى مِن قِبَلِ يَمينِه فتَقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ثُمَّ يُؤتى مِن قِبَلِ يَسارِه فيَقولُ الصَّومُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ثُمَّ يُؤتى مِن قِبَلِ رِجلَيه فتقولُ الصَّدَقةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ.
وانتهى مرزوق أنه في الحَديثِ فَضلُ هذه الأعمالِ الصَّالحةِ المَذكورةِ، وفيه أنَّ الأعمالَ تُصَوَّرُ على شَكلٍ مَحسوسٍ تَحفَظُ صاحِبَها.
دعاء الرسول عن عذاب القبر
« اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ».
«اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه».
« اللهمّ اجزه عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا، اللهمّ إن كان محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيّئاته، اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته».
« اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة».
