رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من الدعم المالي إلى الحظر النفطي.. استراتيجيات الدول العربية في حرب أكتوبر

البرلمان العربي للسيسي: الجيش المصري أعاد للأمة العربية كرامتها

 البرلمان العربي
البرلمان العربي

 تمكنت مصر وسوريا من تحقيق مفاجأة استراتيجية ضد إسرائيل في ٦ أكتوبر١٩٧٣، واحتفلت معظم الدول العربية بهذا الانتصار، حيث اعتُبر بمثابة استعادة للكرامة العربية بعد الهزيمة في حرب 1967، وانتصار مصر في أكتوبر كان ثمرة لتضامن عربي شامل، ودعم  من الدول العربية وجامعة الدول العربية. هذا الدعم لم يكن فقط عسكريًا، بل شمل أيضًا الجوانب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، مما ساهم في تغيير موازين القوى في المنطقة.

 

 ومن جانبه هنأ البرلمان العربي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وحكومة وبرلمان وشعب مصر، بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، مؤكدًا أن ما حققته القوات المسلحة المصرية من تضحيات عظيمة في هذه الحرب أعادت لمصر وللأمة العربية بأكملها عزتها وكرامتها.

 

 ووجه البرلمان العربي تحية إعزاز وتقدير لأرواح الشهداء والمصابين الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة لحماية الوطن وصون مقدساته، مشيرًا إلى أن تضحيات أبطال أكتوبر رسمت الطريق للأجيال المقبلة وساهمت في الحفاظ على أمن واستقرار الأمة العربية.

 

 ومن جهته قال الإعلامي الفلسطيني وهيب إن ما حدث في أكتوبر عام 1973 أمر يدرس في الكثير من الجامعات العسكرية، فالمقاتل المصري فاجأ دول العالم بانتصاره المذهل، موضحًا إن نصر أكتوبر ملحمة وطنية بكل ما تحمله الكلمة، فالاحتفال بنصر أكتوبر هو احتفال بيوم الفخر والنصر والكبرياء والعزة والشرف.

 

 وأضاف وهيب، أن العام الحالي يتزامن مع ما تشهده المنطقة من أوضاع كارثية في المنطقة، وعدوان إسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى لبنان واليمن، واصفًا الجيش المصري بمثابة عمود الخيمة للمنطقة.

 

تضامن الشعوب العربية:

 شهدت المدن العربية وقت ذاك مسيرات جماهيرية ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والدم لمساندة الجيش المصري، وإعلانات عن دعم مصر في معركتها، كما أصدرت الدول العربية بيانات تأييد لمصر، مشيدة بشجاعة القوات المسلحة المصرية، واستجابة بعض الدول بتقديم الدعم المالي والعسكري لمصر.

 

 ووصفت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، حرب أكتوبر بأنها غيّرت مجرى التاريخ، ومثلت إنجازًا مصريًا وعربيًا كبيرًا.

 

 وقد أعلنت حكومة البحرين على لسان الشيخ خليفة القرار التالي: (تعلن حكومة دولة البحرين أنها بالنظر للموقف الذي تقفه الولايات المتحدة الأمريكية من الأمة العربية، وهي في غمرة نضالها العادل والمشروع ضد العدو الصهيوني، وانسجامًا مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، فقد قررنا وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة  إلى إنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أمريكا، لمنح تسهيلات لبواخرها في ميناء البحرين.

 

 فيما عقدت جامعة الدول العربية اجتماعات عدة طارئة لتنسيق المواقف والتعاون بين الدول الأعضاء، تم الاتفاق على تقديم الدعم لمصر وسوريا في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

 

 أكدت جامعة الدول العربية أهمية الوحدة العربية في مواجهة التحديات، مشددة على ضرورة التضامن بين الدول الأعضاء، وساهم النصر في تغيير موازين القوى في المنطقة، مما دفع بعض الدول العربية إلى إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل، أدى النصر إلى تعزيز المفاوضات المستقبلية حول السلام، بما في ذلك اتفاقية كامب ديفيد.

 

 المساعدات العسكرية:

لعبت الدول العربية دورًا حيويًا في تقديم الدعم المالي لمصر خلال حرب أكتوبر، حيث قدمت أغلب الدول العربية دعم عسكري، على سبيل المثال، قدمت الجزائر لواءً مدرعًا وصل بأكمله يوم 17 أكتوبر تقريبًا وتم وضعه في قطاع الجيش الثالث تحت قياده الفرقة الرابعة المدرعة، قام الرئيس الجزائري آنذاك "الهواري بومدين" بزيارة موسكو في نوفمبر 1973 ودفع 200 مليون دولار إلى الاتحاد السوفييتي ثمنًا لأي أسلحة أو ذخائر قد تحتاج لها مصر أو سوريا بنسبة 100 مليون دولار لكل دولة.

 

 وقامت ليبيا بإرسال كميات ضخمة من النفط لدعم المجهود الحربي، وتبرعت  بمبلغ 40 مليون دولار و4 ملايين طن زيت، وأرسلت إلى الجبهة المصرية سرب ميراج 5 ليبي تمركز في جناكليس منذ منتصف الحرب، لكن لم يتم إشراكه في الحرب، خوفًا على أرواح الطيارين الليبيين، بالإضافة إلى السرب 69 ميراج-5 المصري، الذي قاده طيارون مصريون، وكان تم تمويله بأموال ليبية.

 

 على الرغم من أن القوات السعودية لم تشارك بشكل كبير في العمليات القتالية على الجبهة المصرية، إلا أن المملكة ساهمت بوحدات عسكرية تم نشرها على الجبهة السورية، كما أرسلت العراق أسراب طائرات ميج 21 وميج 17 وفرقة مدرعة وفرقة مشاة.

 

التأثير على أسعار النفط:

 أحد أهم التحركات الاستراتيجية التي اتخذتها الدول العربية كان قطع النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل.

وبناءً على طلب مصر ودول أخرى، قادت السعودية تحركًا داخل منظمة أوبك لرفع أسعار النفط العالمية وتقليص الإنتاج.

 

 وقامت السعودية والإمارات بتقليص الإنتاج، مما تسبب في إعادة تشكيل موازين القوى الدولية ودعم مصر وسوريا ماديًا وسياسيًا، وفي 17 أكتوبر 1973، قررت السعودية ودول أخرى في الخليج حظر تصدير النفط إلى الدول الداعمة لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة وهولندا، وهو ما أثر على الاقتصاد العالمي ودفع القوى الدولية لإعادة النظر في سياساتها تجاه الشرق الأوسط.

 

 وقام الملك فيصل بن عبدالعزيز بدورٌ دبلوماسي  في توحيد الصف العربي وإقناع العديد من الدول بالتوقف عن دعم إسرائيل، كما عمل على توسيع الدعم الدولي للقضية العربية في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.

 

 عندما بدأت حرب أكتوبر كان حاكم الإمارات الراحل الشيخ زايد، في زيارة للعاصمة البريطانية، فقام بعقد مؤتمر صحفي بلندن ليؤكد أن بلاده ستقف إلى جانب مصر بكل حسم، وقال الشيخ زايد في المؤتمر عبارته التي بقيت في ذاكرة المصريين "ليس المال أغلى من الدم العربي وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا"، ثم قطع زيارته ليعود ويشارك مع باقي الدول في دعم مصر بمعركتها ضد إسرائيل.

 

 وقرر الشيخ "زايد" ، قطع النفط عن إسرائيل والدول التي تساندها مثلما فعلت المملكة العربية السعودية، وتبعته في ذلك الدول العربية، مما شكل عامل ضغط قويًا على إسرائيل وحلفائها.

 

 كان انتصار 6 أكتوبر 1973 نقطة تحول مهمة في التاريخ العربي الحديث، حيث كان نموذجًا للتضامن العربي والتعاون المشترك في مواجهة التحديات، هذا الدعم لم يكن فقط عسكريًا، بل شمل أيضًا الجوانب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، مما ساهم في تحقيق انتصارات أكتوبر المجيدة وتغيير موازين القوى في المنطقة، وأكد على أهمية دعم القضايا العربية في المحافل الدولية، كما ساهم في إعادة تشكيل السياسات الإقليمية والدولية.