رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اتجاه

فى أعقاب اغتيال رئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية، وهو ضيف حفل تنصيب الرئيس الإيرانى، مسعود بزشكيان، فى العاصمة «طهران»، نهاية يوليو الماضى، تمكنت جنون العظمة، من رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وطغمته من القادة العسكريين، الذين علا خطابهم العنترى، وظنوها لحظة النصر المبين، ليس فى غزة أو لبنان وحسب، بل وتطاولوا بالتهديد لعموم دول الشرق الأوسط، وسط نشوتهم باغتيال أمين حزب الله، حسن نصر الله، عندما تعمد «نتنياهو»، تكرار تلك العبارة السخيفة، عن قدرة إسرائيل على الوصول لأى مكان فى العالم، حتى إنه بالغ بالقول، إن عملية تغيير الشرق الأوسط قد بدأت.

<< المفهوم أن كلام «نتنياهو»، كان موجها بالدرجة الأولى للنظام الإيرانى، حتى يفكر ألف مرة، قبل الرد العسكرى، على اغتيال «هنية» و«نصر الله»، أو على الأقل يكون ردا رمزيا، لا يحرج حكومته، ولا يقلل من فرحة التخلص من أمين حزب الله، الذى كانوا يعتبرونه التهديد الوجودى لدولتهم «إسرائيل»، حتى إنه - نتنياهو - تصور الانفراد بالمنطقة، وتغول باستعراض القوة، طوال عام كامل من العدوان على قطاع غزة، وصولا لسلسة اغتيال قيادات «حماس» و«حزب الله»، من دون أن تتصدى له مواقف جادة، عربية أو دولية، وقاده غروره المجنون، لأن يغامر باجتياح برى فى جنوب لبنان، قد تلاحقه هزائم نوعية هناك، فى ميادين المقاتلين من حزب الله.

<< جاء الرد الإيرانى مزلزلا، لم يكن يتوقع «نتنياهو» وقادة الجيش، أن يستهدف العمق الإسرائيلى، ويدمر قواعد جوية وعسكرية، وبنى تحتية فى عموم البلاد، والأشد أثرا أنه كسر كبرياء وعنترية رئيس الحكومة، غير الإذلال والمهانة، التى ستلاحقه نفسيا، طالما سقطت أحلامه ومشروعاته التوسعية، فيما تحدث به عن تغيير الشرق الأوسط، الذى تصور أنه بدأ للتو، حتى ردته الضربات الإيرانية إلى مربع الواقع، وكشفت زيف وعوده لشعب إسرائيل، التى تتعلق بالنصر وتحرير المختطفين وإعادة تسكين الشمال، بخلاف ما أصاب قواته من فوضى وارتباك على جبهات المواجهة، سواء الإيرانية أو فى غزة ولبنان، وجبهات الإسناد من العراق وسوريا واليمن.

<< «نتنياهو» يدور فى خياله المريض، أنه بالدعم الأمريكى والغربى، سوف يحقق أهدافا ثلاثة، من فتح جبهات حرب فى كل اتجاه، ولأنه استشعر وربما تأكد من صمت عربى عام، راح يدمر ويقتل فى غزة ولبنان، ويستعرض جيش بلاده، على أنه القوة الوحيدة فى المنطقة، وهذا الهدف الأول.. أما الثانى، ويعنى بتحقيق الأمن الاستراتيجى لإسرائيل، إذا ما تخلص من حزب الله وقياداته، وتفكيك بناه العسكرية.. والهدف الثالث، ويأمل به الصهاينة، أنه لو تحقق النصر فى الحروب الجارية، فسوف تتشكل تحالفات جديدة مع إسرائيل، أى التطبيع مع دول عربية، على مسار اتفاق «إبراهيم»، الذى تبادلت بموجبه العلاقات- فى العام 2020- مع الإمارات والبحرين والمغرب.

<< أما ما يشغل «نتنياهو» مع الجانب الإيرانى، ثلاث مشاكل، ينظر لها على أنها تهديد وجودى لدولة إسرائيل، وهى بالنسبة له ثلاثة أهداف، يعمل على تحقيقها.. الأول، ويتعلق بالإصرار على تدمير البرنامج النووى، الذى يخشى أن يُمكِن إيران من امتلاك «السلاح النووى».. وثانيا، ملاحقة أى محاولات إيرانية، للمضى فى تطوير البرنامج الصاروخى، باعتبار أنه يستهدف «تل أبيب»، فى أى وقت.. والهدف الثالث، السعى لضرب صناعة «المُسيرَات»، حتى لا تتوازى مع الصواريخ، فى هزيمة إسرائيل فى أى حرب محتملة، وهو ما لن يتمكن من تحقيقه، وبالتالى يظل الشرق الأوسط على غير ما يريده «نتنياهو»، وتبقى إيران كابوس القلق، وبينهما الدول العربية فى صمت وبدون فعل.

 

[email protected]