رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

عندما نتحدث عن «البُعد الأخلاقي» لدى البشر، فإننا بالتأكيد نشير إلى معيارٍ متفردٍ، يجعل الإنسان إنسانًا، لكننا ربما نصطدم ـ في كل زمان ومكان ـ بـ«حلفاء الظل»، أو مَن يُسمون بـ«الطابور الخامس»، المتجردين من كل القيم، وكافة معاني الإنسانية والرحمة والوطنية والدين والأخلاق.
هؤلاء «الخونة» و«العملاء» المأجورون، يشتركون «خلف الخطوط» في مؤامرات تُحاك وتُدار من خارج حدود الأوطان، ويُشكلون سَنَدًا ودعمًا وقوة متحفزة، لدعم العدو، الذي يقوم بتكليفهم بمهام خسيسة، لا أقلها الوشاية على بعض المستهدَفين، خصوصًا إن كان المستهدَف «صيدًا ثمينًا»!
بالطبع، قد يوصف «الطابور الخامس» ـ في مفاهيمنا الحالية ـ بالخانعين، المرجفين، المحبِطين، التافهين، الجبناء الذين يقفون في منتصف الطريق، أو المثيرين للرعب والفزع، ويشيعون الفوضى وينشرون الشائعات، ليكونوا معول هدم في تماسك الجبهة الداخلية للأوطان.
على مدار ما يقارب ثمانية عقود، ينتهج «الكيان الصهيوني» سياسة الاغتيالات، التي لم تتوقف، منذ نشأة «الكيان اللقيط»، باعتبارها «استراتيجية ردع»، تستهدف قيادات دينية وسياسية وعسكرية وعلماء.. متجاوزة كل الحدود الأخلاقية والإنسانية.
خلال عام «طوفان الأقصى»، باتت سياسة الاغتيالات «الإسرائيلية» أكثر كثافة وتتابعًا وتمددًا، وباتت خريطة الاستهداف أوسع جغرافيًّا، لتلاحِق قادة المقاومة في كل مكان حول العالم، بدعم استخباراتي أمريكي ـ بريطاني، قذر!
ربما لم يُدرك «الصهاينة» بعد، أن الأمة لا تُهزم باستشهاد قادتها في المعارك، وإنما تُهزم بانكسار إرادتها على الاستمرار، لأن الشهادة مطلب الأحرار، وهي دليل إيمان بالقضية العادلة.. وذلك المنطق بالتأكيد لا يفهمه هؤلاء «اللقطاء».
كما أن خسارة قائد ـ مهما كان حجمه ـ في معركة غير عادلة، يزيد المقاومة طاقة إضافية، حيث لا قيمة لمقاومةٍ إن لم تُرْوَ بالتضحيات ودماء القادة والأبطال، ولذلك فهي دائمًا متجددة وقادرة على إنجاب عشرات القيادات الأكثر شراسة وصلابة.
للأسف، لم تكن المواقف العربية ـ رسميًّا وشعبيًّا ـ تتناسب مع فداحة جرائم اغتيال «حسن نصرالله»، ومن قبله «إسماعيل هنية»، وغيرهم من قوافل الشهداء في فلسطين ولبنان، وما تمثله سياسة الاغتيال القذرة من رسائل لإثبات هيمنة المحتل الغاصب وفرض إرادته.
إنه لشيء مخزٍ، ما تابعناه مؤخرًا، من مواقف متخاذلة لنُخَبٍ فكرية وثقافية وإعلامية «عربية»، وبعض «أدعياء الدين»، بتناولهم جرائم الاغتيال بالتَشَفِّي تارة، وبالشماتة والتشويه تارة أخرى، بل إن بعضهم بالغ في تكفير الشهداء، ونَعْتهم بتعبيراتٍ مُنْحَطَّة، لا تليق بقدسية الاستشهاد، في سبيل الله والوطن والأرض والعرض!
أخيرًا.. إن سياسة النَّفَس الطويل، والصبر الاستراتيجي، والعقلانية، ربما تُفيد مع دُوَلٍ تحترم قواعد الاشتباك وقوانين الحروب، والقيم الأخلاقية والإنسانية، لكنها تُعطي نتائج عكسية مع عدو مُنْحَطٍّ يدوس على جميع هذه القواعد، بأحذيته الملوثة بدماء القادة والأطفال والنساء والمُسِنِّين.
فصل الخطاب:
يقول «تشي جيفارا»: «الأقربون طعناتهم أخطر، لأنها تأتي من مسافات قصيرة»!

[email protected]