رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أرض الصومال.. بؤرة مشتعلة في منطقة القرن الأفريقي

تداعيات متسارعة في منطقة القرن الأفريقي، نجمت عن زيادة مطامع أديس أبابا في الحصول على منفذ بحري مطل على البحر الأحمر، على حساب سيادة دولة الصومال.

 

 في ضوء ذلك حذرت مصر مواطنيها من السفر إلى إقليم أرض الصومال بجمهورية الصومال الفيدرالية، مناشدة المصريين المتواجدين في الإقليم المغادرة في أقرب وقت وفرصة عبر مطار هرجيسا.

 

و هو ما يدفعنا للتساؤل التالي؛ هل سيتحول منطقة القرن الأفريقي إلي ساحة للحروب؟ بعد تحذير الخارجية المصرية والذي يأتي بعد غلق المكتبة المصرية في صوميالاند، بالإضافة إلي رصد مخاوف أديس أبابا من حجم العلاقة والتعاون بين مقديشو والقاهرة.

ملاحظات أولية بين العلاقة المصرية الصومالية: 

 قد يبدو أن التعاون العسكري الذي وُقِّع بين مصر والصومال يوم 15 أغسطس الماضي، أزعج السلطات الأثيوبية، فردت عليها بتعين سفيرا  لها في إقليم أرض الصومال غير المعترف به حتي الآن، والذي يمثل خطوة عدائية من إثيوبيا على سيادة دولة الصومال.

ويأتي الأتفاقية بين البلدين، علي خلفية العلاقات الوطيدة التي تجمع القاهرة ومقديشو منذ ستينات القرن الماضي، وهذا ما دفع مصر برفض مذكرة التفاهم بين أديس أبابا وأرض الصومال، وعبرت من خلال وزارة الخارجية المصرية قاطع على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة الصومال الفيدرالية علي كامل أراضيها، ومعارضتها لأي إجراءات من شأنها الافتئات علي السيادة الصومالية، مشددة علي حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.

 وزارة الخارجية الإثيوبية:

 خرجت وزارة الخارجية الإثيوبية، بيانًا تعبر عن غضبها، بالتعاون العسكري بين الصومال والقاهرة، واعتبرتها مصدرتهديد لأمنها  القومي، محذرة مقديشو: "التواطؤ مع جهات فاعلة خارجية بهدف زعزعة استقرارنا"، ويتعين على القوى التي تحاول تأجيج التوتر لتحقيق أهدافها قصيرة الأجل أن تتحمل العواقب الوخيمة".

 فيما دخلت حكومة أرض الصومال الانفصالية على خط التوتر، وأصدرت بيانًا صعدت فيه ضد مصر، وانتقدت إرسال قوات مصرية إلى دولة الصومال، وأغلقت المكتبة الثقافية المصرية في هرجيسا.

 

أسباب الخلاف بين الصومال وإثيوبيا:

 لم يكن التوترات بين إثيوبيا والصومال جديدة، فقد سيطرت أديس أبابا على إقليم أوجادين الصومالية، فضلًا عن قيامها بغزو الصومال عسكريًا في الفترة ما بين 2006-2009

 

 ولم تكتفِ بالماضي ولكن في القرن العشرين تسعي إثيوبيا لوضع قواتها علي إقليم جديد من الأراضي الصومالية، من خلال  توقيع  إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال الأنفصالي في يناير 2024، بحصولها علي حق استئجار منطقة ساحلية وإنشاء قاعدة عسكرية مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، مما قوبل برفض قاطع من الحكومة الصومالية التي اعتبرت الاتفاقية انتهاكا صريحا لسيادتها.

 

وهددت الحكومة الصومالية، بطرد 10 آلاف جندي إثيوبي، متواجدين كجزء من بعثة حفظ السلام، وبموجب اتفاقيات ثنائية لمحاربة الحركات الأرهابية، في لحظة إلغاء مذكرة التفاهم بين أديس أبابا وأرض الصومال.

 

وتري حكومة الصومال أن صوماليلاند، التي لم تحصل علي اعتراف دولي رغم تمتعها بالحكم الذاتي العملي لأكثر من 30 عامًا جزء من الصومال، ورغم معرفة أثيوبيا بأنها تابعة لمقديشو تعاونت مع أرض الصومال بشكل غير قانوني، من أجل خروجها من كابوس الدولة الحبيسة، بهدف إنشاء قاعدة عسكرية بحرية وتنويع منافذ إيوبيا التجارية علي سواحل خليج عدن والبحر الأحمر عمومًا.

 

 

في ضوء ذلك توجهت لإقليم أرض الصومال التابعة للحكومة الصومالية، من أجل توقيع مذكرة تفاهم للحصول علي منفذ بحري عن طريقة ميناء بربرة، في المقابل تسعى أرض الصومال إلي الحصول علي أول اعتراف دولي بها من جانب أثيوبيا.

 

مالا تعرفه عن أرض الصومال؟

 

 حصلت أرض الصومال علي استقلالها في عام 1960، واندمجت مع الصومال بعد ماكانت شبه صحراوية تقع علي ساحل خليج عدن، وكانت تحتلها إيطاليا.

وفي عام 1991م، انفصلت أرض الصومال وأعلنت استقلالها عن جمهورية الصومال عقب الإطاحة بالرئيس الصومالي الأسبق سياد بري، وبالرغم من ذلك غير معترف بها دوليًا.

يبلغ عدد سكان أرض الصومال التي عاصمتها هرجيسا، 5.7 مليون نسمة، ومساحتها 177,000 كيلو متر مربع.

بوادر حرب: 

 قالت الدكتورة أماني الطويل، خبيرة في الشأن الأفريقي، إن تصاعد التوتر في أرض الصومال نتيجة الاصرار الإثيوبي علي الوجود فيها والذي أصبح له طابع عسكري.

وأضافت الطويل لـ"الوفد"، أن تحذير وزارة الخارجية المصرية علي ضرورة مغادرة رعاياها صوميالاند، لأنه يجعل الوجود المدني المصري اما مستهدف او مهدد ومن هنا جاء التحذير.

وردًا علي السؤال السيناريوهات المحتملة، أوضحت خبيرة في الشأن الأفريقي، أن السيناريوهات مفتوحة وبالتالي الاحتكاك ممكن.

مذكرة التفاهم بين أرض الصومال وإثيوبيا:

 بينما أوضح اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية، أن في الآونة الأخيرة حدث تصعيد وجاء عقب توقيع مذكرة التفاهم بين أرض الصومال وإثيوبيا، الذي سيحق لحصول الأخيرة لمنفذ بحري مطل علي البحر الأحمر مقابل اعترافها صوميالاند، ويعد ضد السيادة الصومال وممكن يؤدي الإنقسام البلاد.

 وقال عبد الواحد لـ"الوفد"، إن أرض الصومال رفضت تعاون مصر الصومالي العسكري، وردت بغلق المكتبة الثقافية التي عملت منذ ستينات القرن الماضي وتجددت من فترة، فضلًا عن طردها للمصريين، مشيرًا إلي أن أثيوبيا منذ يومان دعمت منطقة بونتلاند الصومالية بالأسلحة والذخائر.

 وأضاف خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية، أن تحذير وزارة الخارجية المصرية، جاء بعد التوترات التي تشهدها أرض الصومال، خوفًا علي المواطنين المصريين، قائلًا:" من الممكن استهدافهم يأتي كسلاح وضغط علي مصر، وسيكون الحجة أن ميليشات أرهابية السبب في ذلك".

 وأستطرد حديثه لـ"الوفد"، أن التعاون العسكري المصري الصومالي، يأتي في الإطار الشراكة العسكرية الذي يطلق عليه الدبلوماسية العسكرية، ودور مصر في تلك الشراكة في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، يساهم الجيش المصري في تدريب الصوماليين.

ولفت إلي أن تواجد القوات المصرية في الأراضي الصومالية لن يكن جديد، ولكن في عام 1996، كان القوات تحمي مطار مقديشو لمدة ثلاث سنوات وكان اللواء محمد عبد الواحد، ضمن البعثة التي كانت تابعة للأمم المتحدة".

وقال إن أهمية التواجد القوات المصرية في الأقليم لمراقبة الوضع المشتلعة الذي يحده من كافة الجوانب بصراعات ونزاعات داخلية وحدودية، فضلًا عن التنافس الأقليمي والدولي للأهميته الجوسياسية.

وتابع أن العلاقة بين مصر والصومال تعد مصالح مشتركة، لأن هناك جار مشاغبة وهي إثيوبيا، تهدد مصالح الصومالية ومحتلة أراضيها منذ سنين، كما تفرض عداءة استمراري مع مصر من خلال ملف المياه.

 وأكد  اللواء محمد عبد الواحد، أن أثيوبيا ستنفذ مذكرة التفاهم وستضع قواعد عسكرية وبحرية علي الأراضي الصومالية، وستعترف بأرض الصومال كدولة.

 وردًا علي سؤال، احتمالية حدوث حرب بين الصومال واثيوبيا وتدخل مصر، قال:" المتوقع أن اثيوبيا ستتخذ إجراءات تصاعدية لان البحر الأحمر بالنسبة لها حياة أو موت، ويهدد نفوذها في الإقليم"، مؤكدًا بصعوبة الصلح بين الصومال واثيوبيا لأن بينهما كراهية منذ قرن.