رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اغتيال «حسن نصر الله»

بوابة الوفد الإلكترونية

«حزب الله» ينعى أمينه العام.. وتل أبيب تخترق مطار «الحريرى»

هجوم صهيونى على الجنوب اللبنانى بقنابل «خارقة للتحصينات»

أعلن أمس حزب الله اللبنانى استشهاد الأمين العام «حسن نصر الله» بعد ساعات من بيان قوات الاحتلال الإسرائيلى باغتياله، وقال بيان رسمى للجماعة، «لقد التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم أكثر من ثلاثين عاما، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهى المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطينى المظلوم».
وأظهرت لقطات فى أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أن الاحتلال استخدم قنابل تزن 2000 رطل فى تنفيذ تلك الهجمات فيما وصف بـ«ضربة دقيقة» على مقر القيادة المركزى لحزب الله، الذى قال إنه «يقع تحت المبانى السكنية فى قلب الضاحية فى بيروت»، ما أسفر عن تسوية عدة مجمعات سكنية بالأرض، فيما لم تتضح بعد الأعداد النهائية للضحايا والمصابين.
ونقلت شبكة CNN الأمريكية، عن «تريفور بول»، وهو خبير سابق فى التخلص من الذخائر المتفجرة فى الجيش الأمريكى، بعد تحليل مقطع فيديو وصور للضربة: «مع مستوى الضرر، من الصعب تحديد الذخائر والكمية الدقيقة، ولكن من المحتمل أن تكون عدة قنابل تزن 2000 رطل (907.18 كيلو جرام)، من نوع Mk 84s، أو MPR-2000، أو BLU-109 (خارقة للتحصينات)، أو مزيج منها».
وكانت إسرائيل قد أعلنت رسميا اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبنانى فى الغارات التى استهدفت مقر قيادة الحزب فى حارة «حريك» بالضاحية الجنوبية لبيروت نشرت إسرائيل صورة لكافة القادة الذين اغتالتهم منذ أشهر.
وأكدت مصادر عبرية أن العملية ارتكزت على عديد من الغارات الثقيلة التى استهدفت الأمين العام لحزب الله. وأوضحت كان هناك موافقة على عملية الاغتيال من المستوى السياسى المتمثل فى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، فضلا عن أن الموافقة تمت يوم الأربعاء الماضى قبل ذهابه للأمم المتحدة لإلقاء كلمته.
وأشارت المصادر إلى أن «نتنياهو» أعطى الضوء الأخضر لاغتيال «نصر الله» فى اجتماع الخميس الماضى الهاتفى بين رئيس الأركان الإسرائيلى هرتسى هليفى ووزير الحرب يوآف جالانت ونتنياهو «للتأكد من أن الظروف مناسبة لتنفيذ عملية الاغتيال».
وكان نتنياهو أشار خلال كلمته بالأمم المتحدة إلى أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى حزب الله، إذا قامت بضرب المستعمرات الإسرائيلية.
وكشفت عدة مصادر عن اختراق تل أبيب لبرج المراقبة بمطار رفيق الحريرى فى بيروت وطلبت من العاملين هناك عدم السماح بهبوط طائرة إيرانية وإلا سيتم إسقاطها. وبالفعل تم منع الطائرة من الهبوط من قبل إدارة المطار.
ويبدو أن الضربة التى قُتل فيها «نصر الله» وقائد منطقة الجنوب «على كركى» شملت عدداً من قيادات الحرس الثورى الإيرانى، وجاءت الطائرة لإجلاء من بقى منهم حياً وجثث من قُتل، قبل أن يتم التعرف عليهم محلياً. وعلى ما يبدو أن هجوم حارة حريك قد حقق لإسرائيل أكثر مما تتمنى من أهداف. وربما كان قائد الحرس الثورى، «إسماعيل قاآنى»، فى بيروت أثناء الهجوم.
وتستخدم حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو مع لبنان نفس السيناريو مع غزة من خلال القصف المكثف على البنية التحتية اللبنانية كتمهيد للمرحلة القادمة من الحرب، وإذا صح الإعلان الإسرائيلى حول عملية اغتيال «نصر الله»؛ فإن التقديرات داخل تل أبيب للمشهد اللبنانى ستختلف وتأخذ منحنى آخر.
ويعتبر «نصر الله» فى التقديرات والوعى الإسرائيلى هو الشخصية الأكثر خطورة على إسرائيل منذ الثمانينات، وإذا صحت التصريحات الإسرائيلية بشأن اغتياله ستعد هذه إحدى أهم العمليات العسكرية النوعية منذ حرب لبنان الأولى.
واستعرض حساب «إسرائيل» التابع للحكومة على منصة إكس صور أبرز القادة الذين اغتالتهم الطائرات الإسرائيلية على رأسهم حسن نصرالله، فضلا عن مسئول جبهة الجنوب على كركى بالإضافة إلى إبراهيم عقيل، قائد وحدة الرضوان، وفؤاد شكر الذى كان مسئولا عن كافة عمليات الحزب الحربية، ووسام طويل الذى تولى قبل عقيل وحدة الرضوان.
وضمت الصور «طالب سامى عبدالله» مسئول وحدة النصر، و«محمد ناصر» مسئول وحدة عزيز، بالإضافة إلى قياديين آخرين سقطوا خلال المواجهات بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضى.
وقال مصدر مقرب من حزب الله إن الاتصال انقطع مع نصر الله فى أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس الأول الجمعة. فيما لم تصدر الجماعة أى بيان حول مصيره، على الرغم من مرور ساعات على الهجوم.
وأعلن المرشد الإيرانى «على خامنئى» أن على إسرائيل أن تعرف أنها لا تستطيع إلحاق ضرر كبير بالبناء القوى لحزب الله، وذلك فى أول بيان له عقب الإعلان عن مقتل «نصر الله». 
ولم يظهر فى كلمة «خامنئى» إشارة إلى مقتل «نصر الله»، لكنه قال إن «على المجرمين الصهاينة أن يعلموا أنهم صغار جدا ولا يستطيعون أن يلحقوا ضررا كبيرا بالبناء القوى لحزب الله فى لبنان». وأضاف أن «كل قوى المقاومة فى المنطقة تقف إلى جانب حزب الله». وأوضح أن مصير هذه المنطقة ستقرره قوى المقاومة وعلى رأسها الحزب اللبنانى. 
واعتبر «خامنئى» أن لبنان سيجعل العدو الغازى الشرير والمنبوذ يندم على أفعاله.
وأشار إلى أن العصابة الإرهابية الحاكمة فى النظام الصهيونى لم تتعلم درسا من حربها الإجرامية المستمرة منذ عام فى غزة وشدد بقوله «فرض على كل المسلمين أن يقفوا إلى جانب الشعب اللبنانى وحزب الله الفخور بإمكانياتهم، وأن يساعدوا فى مواجهة النظام الغاصب والظالم والخبثاء».
وقالت مصادر مقربة إنه تم نقل إن الزعيم «خامنئى» إلى مكان آمن داخل طهران مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة. وأضافت أن إيران على اتصال مستمر مع حزب الله اللبنانى وجماعات أخرى متحالفة معها لتحديد الخطوة التالية بعد إعلان إسرائيل اغتيال نصر الله.
كما استتبعت عملية البيجر هذه بسلسلة اغتيالات شكلة ضربات مؤلمة وموجعة للحزب، ورسمت العديد من علامات الاستفهام حول هذا الخرق الأمنى غير المسبوق. فيما توعد حزب الله برد قاس وحاسم، لكنه اكتفى بإطلاق مئات الصواريخ نحو الشمال الفلسطينى المحتل الذى يضم عشرات المستوطنات الإسرائيلية.

من «الكرنتينا» الفقيرة لرأس المقاومة

نشأ «نصر الله» فى حى الكرنتينا الفقير فى بيروت. وتنحدر عائلته من البازورية، وهى قرية ذات أغلبية شيعية فى جنوب لبنان الذى يشكل اليوم المعقل السياسى لحزب الله. وينتمى إلى جيل من الشبان الشيعة اللبنانيين الذين شكلت الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979 نظرتهم السياسية.
وقبل أن يتولى قيادة الجماعة، كان يقضى الليالى مع مقاتلى الجبهة الأمامية الذين يقاتلون الاحتلال الإسرائيلى. وقُتل ابنه الشاب هادى، فى معركة عام 1997، وهى الخسارة التى منحته مكانته بين القاعدة الشيعية فى لبنان.
وكان «نصر الله» هدفا أمس الأول الجمعة لقصف إسرائيلى عنيف لبيروت، وذلك فى أحدث حلقات سلسلة ضربات تصاعدت حدتها على مدى 10 أيام هزت الجماعة التى يقودها منذ 32 عاما.
وأصبح «نصر الله» أمينا عاما لحزب الله فى 1992 بينما كان فى الخامسة والثلاثين فقط، وأصبح الرمز المعروف للجماعة التى كانت يوما كيانا غامضا أسسه الحرس الثورى الإيرانى فى 1982 لمحاربة قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وقتلت إسرائيل سلفه السيد عباس الموسوى فى هجوم بطائرة هليكوبتر. وكان نصر الله زعيما للجماعة عندما نجح مقاتلوها فى نهاية المطاف فى إخراج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما أنهى احتلالا استمر 18 عاما.
وقاد «نصر الله» جماعة حزب الله اللبنانية منذ عشرات السنين وأشرف على تحول الجماعة إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمى، وصار أحد أبرز الشخصيات العربية وذلك بدعم من إيران.
وتجلى نفوذه الإقليمى منذ تفجر صراع أوقدت شرارته الحرب على غزة قبل ما يقرب من عام، إذ دخل حزب الله على خط المعركة بإطلاق النار على إسرائيل من جنوب لبنان «إسنادا» لحليفته حركة حماس.
ويعترف الجميع حتى خصومه بأنه خطيب مفوه يتمتع بكاريزما ويتابع خطبه الأصدقاء والأعداء على حد سواء. ويستخدم خطاباته لحشد قواعد حزب الله، وأيضا لإطلاق تهديدات محسوبة بعناية، وكثيرا ما يلوح بإصبعه وهو يطلق هذه التهديدات.
وقال الزعيم اللبنانى المثير للجدل، «كلمته الأخيرة» قبل أيام، عندما أصيب الآلاف واستشهد المئات من أعضاء حزب الله نتيجة انفجار أجهزة اتصالات فى هجوم إسرائيلى.
وتعهد «نصر الله» فى كلمة ألقاها فى التاسع عشر من سبتمبر بمعاقبة إسرائيل. فى رده على الهجمات التى استهدفت أجهزة الاتصالات «البيجر» وقال: «هذا ‏حساب سيأتى، طبيعته وحجمه وكيف وأين؟ هذا بالتأكيد ما سنحتفظ به لأنفسنا وفى ‏أضيق دائرة حتى فى أنفسنا». لم يكن نصر الله يعلم أن هذا التهديد، كان تهديده الأخير قبل الإعلان عن مقتله.
وشكل الصراع مع إسرائيل إلى حد كبير زعامته. فقد أعلن ما وصفه بـ«النصر الإلهى» فى عام 2006 بعد أن خاض حزب الله حربا استمرت 34 يوما مع الاحتلال ليحصل على شعبية فى العالم العربى. وسرعان ما أصبح شخصية مثيرة للانقسام فى لبنان والعالم العربى، مع اتساع منطقة عمليات حزب الله لتمتد إلى سوريا وخارجها، واتضاح الدور الإيرانى فى استخدام حزب الله لتحقيق أهداف طهران التوسعية فى المنطقة.
وبينما صور «نصر الله» مشاركة الجماعة فى سوريا، على أنها حملة ضد الجهاديين، اتهم منتقدون الجماعة بأنها أصبحت جزءا من صراع طائفى إقليمى. قال منتقدوه إن مغامرات حزب الله الإقليمية كبدت لبنان ثمنا باهظا، ما دفع دولا عديدة إلى تجنب بيروت وهو عامل ساهم فى انهيارها المالى عام 2019.
وسار «نصر الله» على حبل مشدود فى السنوات التى أعقبت حرب 2006، فيما يتعلق بدخول صراع جديد مع إسرائيل، فقام بتخزين الصواريخ الإيرانية لتشكيل «توازن الرعب» الرادع فى صراع بين التهديد والتهديد المضاد.
وفى عام 2020، تعهد نصر الله بأن يغادر الجنود الأمريكيون المنطقة فى نعوش بعد اغتيال القائد العسكرى الإيرانى قاسم سليمانى فى هجوم بطائرة مسيرة أمريكية فى العراق. وفى عام 2008، اتهم نصر الله الحكومة اللبنانية بإعلان الحرب من خلال سعيها لحظر شبكة الاتصالات الداخلية لجماعته.

من الخليفة المقبل؟

تسلم نعيم قاسم منصب أمين عام حزب الله خلفا لـ«نصر الله» «مؤقتا» وهو مرشح محتمل لخلافة نصرالله ويتولى منصب نائب أمين عام حزب الله منذ 1992، والذى ولد بمنطقة البسطة التحتا فى بيروت عام 1953. ومتزوج ولديه 6 أولاد.
1970.. التحق بكلية التربية فى الجامعة اللبنانية وحصل على الماجستير فى الكيمياء فى الجامعة نفسها. ودرس مناهج الدراسة الحوزية على يد كبار علماء الشيعة فى لبنان.
1974.. التحق بأفواج المقاومة اللبنانية التى تعد الذراع العسكرية لحركة المحرومين التى أسسها موسى الصدر. وعين نائب المسئول الثقافى المركزى فى حركة أمل وأصبح أمينا فى مجلس قيادة الحركة
وشغل منصب مسئول العقيدة والثقافة فى حركة أمل إلا أنه استقال لاحقا.
1982.. كان أبرز مؤسسى حزب الله وأصبح عضوا فى مجلس شورى حزب الله وتولى مسئولية الأنشطة التربوية والكشفية فى الحزب.
تقلد منصب نائب رئيس المجلس التنفيذى لحزب الله، قبل أن يترأسه.
1991.. عين نائب الأمين العام لحزب الله.
1992.. تولى منصب المنسق العام للانتخابات النيابية فى حزب الله.

هاشم صفى الدين
يعتبر هاشم صفى الدين، رئيس المجلس التنفيذى لحزب الله، الرجل الثانى فى الحزب، أبرز المرشحين لخلافته. كما أنه ابن خالة نصرالله وصهر القائد السابق لفيلق القدس الإيرانى قاسم سليماني. عدا عن أنه يشبه نصرالله كثيراً شكلاً ونطقاً بـ«لثغة الراء».
ولد عام 1964 فى بلدة دير قانون النهر جنوب لبنان، ثم تلقى تعليمه فى النجف وقم، مثل نصرالله، وكان من بين مؤسسى حزب الله فى 1982.
أما فى 1994 فطُلب منه العودة إلى لبنان ليتولى رئاسة المجلس التنفيذى فى حزب الله خلفاً لنصرالله، وذلك بعد عامين من تعيين الأخير أميناً عاماً للحزب فى أعقاب اغتيال إسرائيل لعباس الموسوى فى هجوم بطائرة هليكوبتر. وقد أُعد لخلافة نصرالله منذ 1994. ويعرف برجل الظل وتولى لـ3 عقود الملفات «الحساسة» تاركاً الاستراتيجية منها لنصرالله.