رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لا يتعجب المرء من السياسات المستفزة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة المتطرفة فى تل أبيب، والمتصاعدة لجر منطقة الشرق الأوسط كلها إلى صراع إقليمى طويل الأمد.

لا يتعجب المتابع للحرب الوحشية الإسرائيلية من ذلك السلوك، لأن الجميع يدرك أن مثل هذا الصراع المستدعى هو طوق النجاة لحكومة نتنياهو، وهو السبيل الأمثل لنجاته من المحاكمة بتهم الفساد.

ولا شك أن السلام والوصول إلى حالة الاستقرار يدفع التيارات المتصارعة داخل إسرائيل إلى تنحية رئيس الحكومة اليمينية الدموية، لذا لا تمر ساعات قليلة على تداول أى أنباء بشأن قرب التوصل لتسوية للحرب، حتى تفتح إسرائيل جبهات صراع جديدة باستفزازات مزعجة تغتال فيها قيادة سياسية ما، أو تقصف مواقع مدنية، أو تمارس عملا تخريبيا.

لا يشعر أى متابع للصراع العربى الإسرائيلى باندهاش من مثل هذه الاستفزازات، ولا يستغرب تمادى البطش الوحشي، لكنه بلا شك يستغرب من ردود الأفعال الدولية التى تبدو عاجزة تماما عن وقف أى اعتداءات على السلام أو ممارسات عاصفة بأمن البشر هنا أو هناك.

فالمفترض أن العالم الأوروبى بمبادئه وقيمه المعلنة يكرر فى خطابه العام انحيازه الدائم للسلام وسعيه الحثيث لترسيخ الاستقرار والهدوء فى مختلف بقاع الأرض، انطلاقا من الحرص المعلن على حياة البشر وأمنهم واستقرارهم. لكن شتان بين الخطاب المطروح، وبين الواقع الفعلى غير المكترث بالممارسات الدموية التى يمارسها النظام الصهيوني، والتى لا تخلف سوى الخراب.

ولا شك أن الاقتصاديات الأوروبية تأثرت بشكل كبير بالحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت فى 2022، وشهدت حركة التجارة الدولية تباطؤا كبيرا، كما شهدت الاستثمارات العالمية انكماشا واضحا، وهو ما انعكس بصورة لافتة على فرص العمل المتاحة، وقطاع التوظيف.

من هُنا، فإن هذه الاقتصاديات تهتم بصورة عملية باستتباب الأمن والاستقرار خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، لأن مصالحها المباشرة ترتبط بتوقف الحرب، وليس بتوسيع نطاقها.

ولذا، فإننا نشهد بين الحين والحين حالات غضب عارمة داخل مجتمعات أوروبا تجاه بعض سياسات حكوماتها، إذ تراها تلتزم الصمت إزاء تصعيد الصراع من جانب إسرائيل، وهكذا رأينا على مدى شهور طويلة انتفاضات طلابية قوية معبرة عن توجهات شباب بات يرفض سياسات الصمت أمام الجرائم الإسرائيلية ويرى فيها تهديدا لمصالحه المستقبلية.

وفى تصوري، فإننا فى مصر والعالم العربى نمتلك رصيدا قويا من الدبلوماسية الدولية، والامكانات الفكرية، والعلاقات المتينة بالمؤسسات الكبرى التى تُمكنا من مجابهة استفزازات حكومة نتيناهو بقوة وفاعلية فى مختلف الساحات الدولية، رفضا لأى سياسات تمس حالة الاستقرار فى المنطقة. وهذا يُحتم علينا ممارسة دور واضح لدعوة المجتمع الدولى للتدخل لوقف الحرب وكبح جماح الصراع كى لا يتطور ويتسع.

لقد أثبتت التجارب العملية أن أى صراع حاد يندلع فى الشرق الأوسط يؤدى إلى هجرات كثيفة، ولجوء واسع النطاق ناحية الشمال، وهو ما يمثل عنصر قلق لدى المجتمعات الغربية التى تسعى للحفاظ على سماتها الديموغرافية.

إننا ندرك أن قواعد اللعبة السياسية فى الشرق الأوسط تتبدل كل يوم، لكن ما يبقى واضحا ومؤثرا هو التقييم الحقيقى للمصالح الاقتصادية، وهو ما يُحتم علينا خوض حرب دبلوماسية قوية تجاه سياسات الاستفزاز الصهيوني، والوقوف بقوة ضد جرجرة أطرافا جديدة فى المنطقة لصراعات يخسر فيها الجميع، ما عدا النظام الصهيونى القابع على رأس السلطة الإسرائيلية.

وتبقى مصر دوما راية السلام الخفاقة التى يلتف حولها الجميع سعيا للاستقرار، وطلبا للسلام والأمان وتنمية الإنسان تنمية مستدامة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.