رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في ذكرى مولده.. هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟

ذكرى المولد النبوي
ذكرى المولد النبوي

أجابت دار الإفتاء المصرية عن أحد التساؤلات الهامة في ذكرى المولد النبوي خلال حملتها (قالوا وقولنا عن مولد النبي) لرفع الوعي والتنوير بحقيقة وصحيح الدين الإسلامي الوسطي بعيدا عن التشدد والتطرف الديني.

 

مَن الذي كان يقرأ المولد من الصحابة؟ 

 

قالت دار الإفتاء المصرية أن البعض تسائل وقالوا: مَن الذي كان يقرأ المولد من الصحابة؟، فقلنا: إن طرح السؤال بهذه الطريقة فيه إيهام شديد على عوام الناس بأن قصة المولد النبوي الشريف لم يكن لها أصل في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والحق أن يقال: هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟

هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟

وهنا وضحت دار الإفتاء أن قصة المولد النبوي الشريف ما هي إلا سرد خالص لجزء من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الجزء متعلق بفترة زمنية تبدأ من إرهاصات (ممهدات) مولده الشريف مرورًا بذِكر معجزات وقعت في فترة حمل السيدة آمنة رضي الله عنها به صلى الله عليه وآله وسلم وختامًا بذِكر لحظة مولده المبارك مع ذكر مجموعة من صفاته وكمالاته البشرية.

وتابعت أن ذلك ما يجعلنا نقول إن قصة المولد بشكل عام نوع من ذكر محاسنه وشمائله ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا له أصل عظيم في الدين، فقد مدحه الله تعالى فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وقد مدح نفسه فقال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، ومدحه جمع من الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر النبي على أحد منهم ذلك، مثل سيدنا حسان بن ثابت وكعب بن زهير وأم معبد والعباس عم النبي، وهذا مما لا يخفى على أحدٍ.


وانتهت دار الإفتاء المصرية أنه ما دامت قصة المولد بهذه الحال، فما المانع من ذِكرها وسردها في يوم مولده المنيف؛ وقد ألَّف فيها جماعةٌ من العلماء الذين لا يشق لهم غبار؛ ومنهم: الحُفَّاظ: ابن دحية، والعز، والعلائي، والعراقي، وابن ناصر الدين الدمشقي، والناجي، والسيوطي، وابن كثير.

 

الإرهاصات التي سبقت المولد النبوي

 لقد نقل الأحبار والكهن والرهبان خبر قدوم نبي، وأنه سيكون خاتم الأنبياء، فبعد عيسى -عليه السلام- انقطعت الرسالة فترة من الزمان، وهذا زاد لهفتهم إلى لقاء ذلك النبي، وقد بشّر عيسى -عليه السلام- بني إسرائيل بقدوم محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).

 وكان بنو إسرائيل يعتقدون أن هذا النبي المبعوث سيكون منهم، فكانوا يقولون: "اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان"، ولما جاء سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو ليس منهم كفروا به، قال -تعالى-: (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ).

 ومن الإرهاصات -أي البشارات والأمور الخارقة للعادة التي تحدث قبل مجيء النبي تبشيراً لنبوته- التي ظهرت للنبي الله محمد هو النور الذي رأته أمه في المنام والذي خرج منها حين حملت به، فأضاء لها قصور الشام، كما أنه ظهر نجم لامع في السماء للنبي اسمه أحمد، يختلف في خصائصه عن باقي النجوم، فعرف اليهود بعدها أن النبي قد ولد، وقد قال أحد أحبار الشام: (قد خرج في بلدك نبي، أو هو خارج، قد خرج نجمه، فارجع فصدقه واتبعه).