رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة حب

يبدو أن القدر كتب على أبنائنا الطلاب أن يكونوا حقل تجارب على مر السنين.. ففى الدول المتقدمة هناك استيراتيجية ثابتة تحكم العملية التعليمية لا تتوقف عند مرحلة معينة.. بل إن هذه الإستيراتيجية تتضمن الرؤية والرسالة والأهداف والمناهج خلال السنوات القادمة.. والتغيير فى هذه الدول مستمر ولا يتوقف على عنصر أو عنصرين من المنظومة التعليمية ولكنه يشمل جميع العناصر بما فيها المناهج لكن الأمر يتم تطبيقه طبقًا لاستراتيجية ورؤية مدروسة وعلى مراحل متدرجة بعد التطبيق التجريبى الذى يخضع لعمليات تقييم واسعة.

والأهم من هذا أن استيراتيجية التغيير لا ترتبط بوزير خرج من منصبه أو وزير جديد يتولى المسئولية.. لكنها منظومة لا تعتمد على الأشخاص.

هذا ما يحدث فى الدول المتقدمة أما فى مصر فالوضع مختلف.. وللإنصاف فإن هذا الاختلاف ليس وليد اللحظة ولا المرحلة التى نعيشها.. فمسألة تحويل طلابنا إلى حقل تجارب وإجراء تغييرات جوهرية فى المنظومة التعليمية هو أمر مستمر منذ عقود حتى أننى ما زلت أذكر مسألة إلغاء صف كامل من العملية التعليمية وهو الصف السادس ثم عودته من جديد حتى أن التغييرات الجوهرية فى المنظومة التعليمية فى ذلك الوقت كانت ضحية للخلافات الشخصية بين الدكتور فتحى سرور والدكتور حسين كامل بهاء الدين.. فالنظام التعليمى عندنا لا يخضع لإستراتيجية ثابتة وإنما يتغير بتغير الوزراء فكل وزير يأتى فى المنصب يحاول اختراع العجلة ليبدأ من جديد طبقًا لرؤيته الشخصية هو ومن يستعين بهم فى المرحلة التى يتولى فيها المسئولية.

لذلك لم تكن القرارات التى فاجأنا بها وزير التعليم الجديد مستغربه.. فهذا أمر طبيعى يحدث فى مصر مع كل وزير جديد.. لكن الشىء الغريب والمثير فيما حدث لم يكن له علاقة بمبدأ التغيير الذى تعودنا عليه.. ولكن الأمر هنا يتعلق بالطريقه والأسلوب قبل طبيعة التغيير والقرارات المنظمة له.

على مدار أكثر من 17 عامًا قضيتها محررًا لشئون مجلس الوزراء تابعت عن قرب كيفية إدارة المنظومة التعليمية.. اقتربت أكثر من المرحوم الدكتور عاطف عبيد عندما كان رئيسًا للوزراء.. تحدثت معه بكل صراحة حول الوضع الذى وصلنا إليه بالرغم من الآمال والأحلام الكبيرة التى نتطلع إليها فى العملية التعليمية.

تحدثت مع الدكتور عاطف عبيد حول أوضاع التعليم فى مصر والطريق إلى الإصلاح.. فكانت إجابته شافية ووافية.. قال لى التعليم مدخلات ومخرجات ومسألة الإصلاح الشامل عملية صعبة ومعقدة حتى لو وجهنا الجزء الأكبر من الميزانية إلى التعليم كما فعلت سنغافورة وماليزيا.. وكانت رؤيته ببساطة تأسيس تعليم مواز بمدخلات ومخرجات مختلفة وهو ما تم ترجمته فى تجربة مدارس المستقبل التى تبنتها حرم الرئيس وبدأت بإنشاء مدرسة فى كل محافظة ونجحت نجاحًا كبيرًا وتم التوسع فيها بشكل مدروس لكنها سقطت فى أعقاب الثورة وأصبحت مدارس عادية بل أسوأ.

كنت أتمنى أن يتمهل وزير التعليم الجديد فى قراراته ويقرأ ويدرس التجارب السابقة حتى يبدأ تجربته الجديدة.. كنت أتمنى أن يقرأ ويستفيد من خبرات من سبقوه لأنه لو فعل هذا ما كانت هذه القرارات الجوهرية والسريعة وما صدرت بهذه الطريقة غير المعقولة وهو ما سنتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.