رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

من إيجابيات الأزمات الكبرى، أنها تُظهر معادن الرجال، وشجاعتهم ونُبْلهم ومواقفهم ومكارم أخلاقهم ومدى إنسانيتهم.. وقبل ذلك مدى ولائهم وانتمائهم لأشقائهم في الدين واللغة والمصير.
مأساة غزة كشفت بوضوح عن تجرد بعض «ذوي القربى» من آدميتهم وإنسانيتهم، ولم تكن كافية لتعاطف بعض المحسوبين على العرب، خصوصًا من المشاهير والمؤثرين والنُخَب، مع قضية فلسطين العادلة، والمقاومة المشروعة ضد المحتل.
مجازر وإبادة جماعية وتجويع وتهجير وقصف متواصل على مدار 11 شهرًا، وارتقاء أكثر من 41 ألف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى، ومئات المفقودين تحت الركام، ووضع إنساني كارثي في قطاع غزة، لم يُحرك ساكنًا لدى بعض المشاهير، الذين يسيرون عكس بوصلة الجماهير، ويلهثون وراء جَنْي مزيد من الأموال!
بكل أسف، منذ بدء عملية «طوفان الأقصى»، واستمرار الوحشية «الإسرائيلية»، كنا ننتظر مواقف شجاعة وأعمالًا فنية داعمة للمستضعَفين في غزة والضفة وعموم فلسطين المحتلة، وإظهار القوة الناعمة، التي لم نكن نُدرك أنها أصبحت «تحت الطلب»!
إن الحديث عن طبيعة الفن ودوره المجتمعي، وكذلك علاقته بالواقع، يتجسد في مهمته الأساسية، بأن يكون مرآةً تعكس قضايا الأمة المصيرية، من خلال تقديم صورة تعكس هموم الواقع، لكن مأساة غزة، ربما لم تكن ملهِمَة بالقدر الكافي لهؤلاء «المتربحين» من الفن!
على مدار قرابة عام، نتابع على استحياء «غثاء الفن»، ربما تخيب ظنوننا، ونرى أغانٍ ودراما، كأضعف الإيمان، لدعم صمود المقاومة في مواجهة «الاحتلال الصهيوني»، وإنعاش ذاكرة الأمة المهترئة، حول قدسية وعدالة قضية العرب والمسلمين الأولى.. لكن شيئًا من توقعاتنا لم يتحقق.
اللافت أن كثيرًا من مشاهير الفن الغربيين، كانوا أكثر إنصافًا وإنسانية، ولعل مثالًا واحدًا نعتبره كافيًا للدلالة على ما نقول، وهو مغني الراب الأمريكي الشهير «ماكليمور»، الذي لا يدع مناسبة أو حفلة حول العالم، إلا ويجدد فيها تأييده لفلسطين، ليس بالـ«كوفية» وحدها، وإنما بمواقف واضحة وصريحة لا تحتمل التأويل، حيث نراه دائم الهجوم على سياسات أمريكا وألمانيا وعموم أوروبا والغرب، لدعمهم المطلق لـ«إسرائيل» بالمال والسلاح والدعم الاستخباراتي واللوجيستي في حربها الظالمة على غزة.
لم يكن «ماكليمور» وحده فقط، بل إن كثيرًا من الفنانين والمشاهير حول العالم، كانوا صوتًا إنسانيًّا قويًّا ومعبرًا عن حركة الشارع ونبض الناس، رغم تعرضهم لخسائر مالية فادحة وحملات تشويه ممهنجة وفسخ عقود، بسبب التضامن مع الفلسطينيين.
أخيرًا.. يُفترض أن تكون علاقة «المشاهير» بالجمهور تشاركية، لكن الحاصل هو أن كثيرًا منهم يأخذ من دون أن يعطي، وكلّما أخذوا شعروا بأنهم يستحقون المزيد، ثم يبدأون خطواتهم السريعة نحو الانفصال عن أزمات أمتهم، في أكبر عملية خيانة للمبادئ الإنسانية.
فصل الخطاب:
يقول الإمام «الحسين بن عليّ»: «إذا لم يكن لكم دِين، وكنتم لا تخافون الآخرة، فكونوا أحرارًا في دنياكم».

[email protected]