عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يوم الاحد الماضى دعيت الى ندوة نظمها المجلس القومى لحقوق الانسان برئاسة السفيرة مشيرة خطاب لمناقشة تقرير الحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الامريكية وتم مناقشة الجزء الخاص بمصر لأن التقرير يشمل كل دول العالم وهو تقرير يصدر بصفة سنوية منذ عام 1998. 
وتم عرض ما جاء فى التقرير من جوانب إيجابية وأخرى سلبية حول وضعية الحريات الدينية فى مصر.. ولأن هذا التقرير فى البداية هو تقرير سياسى منحاز وليس تقرير حقوق محايدا، فهناك خلاف فى المنهج الذى اتبعه التقرير منذ البداية، لأنه يحمل عبارات سياسية منحازة  للكيان الصهيونى واعتبار ما حدث يوم 7 أكتوبر الماضى هجوما إرهابيا وليس دفاعا عن النفس، ومن هذا المنطلق شن التقرير هجوما على الأزهر الشريف وعلى النظام التعليمى فى الأزهر معتبرا ان الأزهر يقف حجر عثرة على ممارسة أصحاب الأديان الأخرى  شعائرهم الدينية.
والأمر الثانى فى التقرير انه ما يزال يعتبر جماعة الاخوان الارهابية جماعة دينية محرومة من ممارسة أنشطتها الدينية، متجاهلا حرق الكنائس والمساجد الذى تم على يد أعضاء هذه الجماعة فى السنوات الماضية وهنا يكشف التقرير ان الولايات المتحدة لا تزال تغازل جماعة الاخوان ولا تزال تعمل على اعادتها الى الحياة مرة اخرى بعد ان قضت عليها ثورة 30 يونيو وهو ما اشرنا اليه فى اكثر من مقال ان الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحمى الإرهاب وجماعات الإرهاب وان حربها على الإرهاب هى مخصصة لأعمال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى.
وطالما ان الجماعات الارهابية لا تقترب من الكيان الصهيونى او من الولايات المتحدة فهى جماعات سياسية او دينية فى وجهة نظرهم حتى لو خربت ودمرت الاف الكنائس والمساجد واغتالت العشرات من  المدنيين الأبرياء وخربت المنشآت العامة والخاصة فى أى مكان فى العالم. 
التقرير يؤكد وبوضوح ان واضعيه أرادوا تحويل حوادث فردية لم تتكرر الى ظواهر وعليها تبنى أحكام دائمة ومستمرة رغم اعترافهم ان الحكومة المصرية قدمت لهم تسهيلات كبيرة فى زيارة أماكن الاحتجاز للتأكد من ممارسة السجناء شعائرهم الدينية بكل حرية، وكذلك احتفال مصر برأس السنة اليهودية وتطوير وترميم معبدين يهوديين وافتتاحهما فى احتفالية كبيرة.
التقرير فى مجمله سياسى بحت ولا يجوز للمنظمات الحقوقية مناقشته او الرد عليه، لكن الرد على التقرير مسئولية وزارة الخارجية المصرية التى يجب ان تصدر الآن تقارير عن أوضاع الحريات فى كل دول العالم، وخاصة الدول التى عينت نفسها حامية للحريات مثل الولايات المتحدة التى شهدت خلال الأشهر العشرة الماضية أبشع أنواع الانتهاكات للحريات وقمع كل معارضى العدوان الإسرائيلى على المدنيين فى غزة.. وصعود اليمين المتطرف فى الدول الأوروبية الذى يحمل عداء عنصريا لكل ما هو غير أوروبى ولا يتوانى فى انتهاك ليس فقط الحريات الدينية لغير الأوروبيين ولكن الحريات السياسية والمدنية والثقافية والاجتماعية 
آن الأوان  ان نتعامل مع الإدارة الأمريكية الند بالند وان نفضح أوضاع حقوق الانسان بها وان نرصد كل الانتهاكات والأكاذيب التى تروجها الادارة الامريكية بانها حامية الحريات والديمقراطية فى العالم وفق ما تدعيه بالقيم والتقاليد الأمريكية.