رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

القطن فريسة الحشرات والآفات بالشرقية.. والتغيرات المناخية تؤثر على الإنتاج

محصول القطن
محصول القطن

يتأثر القطاع الزراعي في محافظة الشرقية، بشكل سلبي جراء ظاهرة التغيرات المناخية التي طلت علينا خلال السنوات القليلة الماضية، ومن المؤكد أن هذا التأثير سيؤتي بثماره على إنتاجية الأرض الزراعية التي تبلغ 808 الفًا و493 فدان، وهو ما يمثل نحو 10% من إجمالى مساحة الأراضى الزراعية في مصر.

يقول المهندس سمير راشد، نقيب الزراعيين بالشرقية، إن التغييرات المناخية من ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة العالية، ستؤثر على خواص الأرض الزراعية: «الطبيعية، والكيميائية، والحيوية»، فضلًا عن انتشار الآفات والحشرات والأمراض على المزروعات، وبالتالي سيكون التأثير واضح على المحصول نفسه، مشيرا إلى أن محصول القطن سيتأثر بشكل مؤكد والتي تبدأ أولى عمليات الجني هذا العام 2024 خلال الأيام العشر القادمة.

 وأشار إلى التغيرات المناخية  ستؤثر على الاستهلاك المائى للمحصول، وتضعف من انتاجيته، لافتا إلى إنه خلال زيارته لأحد الحقول اليوم تلاحظ له انتشار «حشرة الجاسيد» بين محصول القطن، موضحًا أن «الجاسيد» من الحشرات سريعة الحركة، والتي كانت مختفية خلال العقود الماضية عن الأراضي المصرية، إلا أن ظهورها الآن يرجع إلى التغيرات المناخية، حيث أن الحشرة تقفز بسرعة من مكان لآخر عند محاولة الإمساك بها، وتقوم الحشرة بالتغذية على العصارية النباتية لأوراق النبات المُصاب، وهو ما ستؤثر على الانتاجية بنسب تتراوح ما بين 20: 25٪.

وأوضح المهندس أحمد العساس، مدير عام المكافحة بزراعة الشرقية، أن عدد الأراضي المنزرعة بمحصول القطن في الشرقية هذا العام بلغ 48 ألفًا و648 فدان، وذلك من خلال صنفين الأول سوبر جيزة 97 من طبقة الاقطان طويلة التيلة، وهو صنف لأول مرة يتم زراعته في 5 مراكز بالشرقية هم: «بلبيس، منيا القمح، القنايات، الزقازيق، ديرب نجم» بمساحة 8500 فدان، والصنف الثاني هو جيزة 94، لافتًا إلى إنه من المتوقع أن تكون حصيلة فدان القطن من 9:12 قنطار للفدان، إلا إنه وبسبب التغيرات المناخية وتأثيرها قد تتراوح إنتاجية الفدان من 7: 9 قنطار للفدان.

وتطرق مدير عام إدارة المكافحة في حديثه لـ"الوفد"، إلى أن تقاوي وزارة الزراعة والمعتمدة من معهد بحوث القطن، هي المسموح بها فقط دون غيرها للزراعة في الأماكن المحددة سلفًا من الجهات المعنية وفقًا للقرار 88 لسنة 2024 والخاص بتحديد مناطق زراعة أصناف القطن لموسم 2024، وذلك لعدم خلط الأصناف في المنطقة الواحدة، والوصول لأعلى إنتاجية وجودة ممكنة.

ونوه إلى أن عملهم يبدأ بالمتابعة من مرحلة تجهيز الأرض للزراعة حتي الجني، والقيام بتنفيذ الحملات القومية والبرامج الارشادية، وعمل الحقول الارشادية والمدارس الحقلية، لتطبيق كافة التوصيات الفنية الزراعية الحديثة، وتعريف المزارعين بالأصناف الجديدة وتوصياتها الفنية وذلك عن طريق تنفيذ الحقول الارشادية والندوات الحقلية فى إطار التعاون بين معهد بحوث القطن وإدارة الإرشاد الزراعي بالمراكز المعنية بزراعة القطن للعمل ضمن الفرق الإرشادية الريفية للمحاصيل الصيفية، فضلا عن متابعة أعمال المكافحة ورش المحصول، ومتابعة وصول الأسمدة إلى المزراعين.

 

وأكد أنهم أوصوا المزارعون بأن مكافحة حشرة «جاسيد القطن، تبدأ بمكافحة الحشائش، وذلك من خلال النقاوة اليدوية والعزيق حتى لا تكون مصدر للعدوى، واستخدام المصائد اللاصقة الجاذبة لجذب وجمع الحشرات، ومنع النمو الكثيف عن طريق إزالة الأوراق والتفرعات السفلى والجانبية قبل إسبوعين، وخلال فترات عقد الثمار، مع التوصية برش النباتات عند ظهور الإصابة وعندما يصل متوسط أعداد حشرة جاسيد القطن (الحشرات اليافعة أو الحوريات) إلى 10 أفراد على الورقة الواحدة، وتتم المكافحة بمبيدات حشرية متخصصة بالتناوب بين مجموعتي النيكونيوتيد والبايروثرويد، مع التركيز على مكافحة الحشرة في الأجزاء السفلى من النبات.

وذكر المهندس رمضان عباس، مدير عام إدارة صان الحجر الزراعية، أن المساحة المنزرعة بمحصول القطن في نطاق صان بلغ 9000 فدان، وأن مواعيد زراعته الطبيعية تبدأ من منتصف شهر مارس في محافظات الوجه البحري، إلا أنه بسبب التغيرات المناخية؛ تأخرت عملية الزراعة إلى بداية شهر أبريل، حتى أن بعض المزارعين تأخروا إلى نهاية شهر مايو الماضي، وهو الأمر الذى من شأنه سيؤثر على ميعاد جني المحصول لبداية شهر سبتمبر القادم، وبالتالي ستؤثر على الإنتاجية وجودة المحصول، مؤكدًا أن كمية الإنتاج من وحدة الفدان تختلف من مزارع لآخر، وبسبب عوامل مناخية وعوامل الخدمة من عمليات الري في مواعيدها وحتى نضوج آخر لوزة، ومواعيد المكافحة والرش، مشيرًا إلى أنهم يضعون أمام أعينهم مصلحة المزارعين، ويقومون معه بدور الناصح الأمين، من توجيه إرشادات فنية مع بداية الزرع والتوصية بعملية الري حتى آخر لوزة، مع صرف الأسمدة بحسب الكميات الواردة إلى الجمعيات الزراعية.

 

ومن جهته، اشتكى علي سلامة كبير المزارعين بمنطقة صان الحجر، من الخسائر المُعرض لها من محصول القطن هذا العام، وذلك بسبب تأثير إرتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية، فضلا عن قلة ما يتحصل عليه من الأسمدة من الجمعية الزراعية، قائلا: «زارع السنة دي 20 فدان قطن، وبسبب التغيرات المناخية، وقلة ما تم صرفه من الكيماوي من الجمعية، تعرض المحصول لانتكاسة شديدة بسبب انتشار الحشرات والآفات»، حيث تلاحظ لهم حدوث تجعد للأوراق ومن ثم حدوث جفاف، وعقب ذلك تساقطت الأوراق بقوله: «لقيت ورقة القطن لفت لتحت، وتحولت لشكل قرطاس، وبعد كده سقطت، رغم أنني دائم في رش المحصول».

وتابع: الجمعية الزراعية صرفت عدد 2 شيكارة من الكيماوي للفدان، علما بأن الفدان الواحد يحتاج إلى 4 شكائر، ولذلك اضطروا إلى شراء باقي مستلزماتهم من الأسمدة من السوق السوداء والتي تزيد فيها الشيكارة الواحدة إلى 1200 جنيه، الأمر الذي يعرضهم إلى خسائر كبيرة، فضلًا عن قلة إنتاجية الفدان والتي تقلصت من 12 قنطار إلى 8 قناطير فقط، مطالبًا المسؤولين بإهتمام أكبر لهم، حتى يساهمون في زيادة الإنتاجية ورفع جودتها، والعمل على مساندة الاقتصاد القومي من تقليل الاعتماد على الفاتورة الاستيرادية والمساعدة في عملية التصدير وبالتالي تزيد من العملة الأجنبية الداخلة إلى البلاد.