رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

للوطن وللتاريخ

تأتى نتائج الثانوية العامة أو الأزهرية أو الشهادات المعادلة كل عام لتحدث حالة من الغضب والجدل والقلق داخل غالبية الأسر المصرية، خاصة إذا حصل الابن أو الابنة على مجموع لم يتمكن به من اللحاق بما يطلقون عليه «كليات القمة».

والحقيقة التى يجب أن يعرفها ويدركها جيداً كل طالب ترك مرحلة الثانوية بغير رجعة أن المجموع قبل كل شىء وبغض النظر عما يحدث فى الامتحانات هو رزق من الله قد كتبه لك لكى تذهب إلى كلية معينة للحصول على رزقك من خلالها سواء عبر الدراسة أو أى طريقة أخرى.

وأنا على المستوى الشخصى لا أفضل مصطلح كليات القمة والايهام بأن من لم يلتحق بكليات القطاع الطبى أو الهندسى لأى سبب قد فاته الكثير وأنه لا طريقا للنجاح سوى بهذه الكليات وهو أمر لا علاقة له بالواقع الذى نعيشه على كافة المستويات ولا علاقة له أيضا بالفكر الحديث والتعليم الأوروبى سواء خارج مصر أو داخلها والذى أصبح يبحث عن مسارات تتواكب مع متطلبات المرحلة القادمة.

بالتأكيد ليس معنى ما نقوله هو التقليل من شأن كليات القطاع الطبى أو الهندسى أو غيره، وإنما نريد أن تصل رسالة واضحة لكل الأبناء بأن نجاحك فى المرحلة القادمة يرتبط فقط بأن تكون مؤهلاً ذاتياً لبذل الكثير من الجهد فى أى مجال دون الاكتفاء بالدراسة التقليدية النظرية أو الشهادة العلمية ومواكبة سوق العمل واحتياجاته.

ويؤلمنى جداً النظرة لنتيجة المرحلة الثانوية بمختلف أنواعها على أنها مقياس النجاح والفشل للطلاب، حتى يصل الأمر فى بعض الأحيان إلى تغير نظرة الطلاب لأقرانهم، وتصنيفهم حسب المجموع، وتغير المعاملة بين عشية وضحاها بمجرد إعلان نتيجة المرحلة.

وما يزعجنى بشكل أكبر أن كل هذا يحدث فى ظل تنوع غير مسبوق من التعليم الجامعى سواء من جامعات حكومية أو أهلية أو خاصة أو جامعات تكنولوجية أو مئات المعاهد العليا الموجودة فى كل أنحاء مصر، والقدرة على النجاح فى أى مجال لأى طالب يضع هدفه أمامه بمجرد دخول أبواب الجامعة.

إن ما يحدث فى العالم اليوم يؤكد أن المستقبل من صنع أيدينا نحن، وأن العلوم البينية التى يرتبط فيها أكثر من مجال داخل إطار تعليمى واحد هو سيد الموقف للاستفادة الواضحة من تنوع العلوم، خاصة الحديثة منها، وأن النجاح هو دخول المجال للنجاح فيه وإحداث نقلة نوعيه به حتى لو كان هذا المجال بنسبة 50% فى التنسيق أفضل من الفشل داخل كليات يتم اللحاق بها بأكثر من90% أو أن نجد أنفسنا أمام خريج فاشل فى مجاله مهما كان رقم تنسيقه.

خلاصة القول إن القضية الأولى لأى طالب تخطى المرحلة الثانوية يجب أن تكون كيفية التفكير فى اختيار مسار تعليمى يستطيع من خلاله إحداث نقلة نوعية له ولأسرته والقدرة على الابتكار والإبداع فيه ليجنى ثماره، لأن وضع الألقاب قبل الأسماء بعد التخرج لا قيمة له طالما لم تكن هناك فائدة من العلم ولم يعد علما ينتفع به لخدمة البشرية واحتياجاتها..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله