رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

متحدث الصحة "للوفد": اتخذنا جميع الإجراءات الاحترازية حيال القادمين من السودان

متحدث الصحة
متحدث الصحة

 انتشار الكوليرا بالسودان وإعلان وصوله إلى درجة الوباء، والإعلان عن ظهور أول حالة لشلل الأطفال، أثارت مخاوف وتساؤلات عن انتقال وباء الكوليرا في دول أخرى بخلاف السودان، وهل يمكن أن يصل إلى مصر مع وجود جالية سودانية كبيرة على أراضيها، ووجود حدود مشتركة تمتد لمئات الكيلوات، واستمرار الحرب الأهلية الدائرة هناك ونزوح الآلاف للآن إلى مصر.

 وفي تصريح خاص "للوفد"، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، اتخاذ الوزارة كافة الإجراءات الاحترازية من فرق الحجر الصحي على منافذ الدخول المختلفة حيال القادمين من السودان منذ بداية الأزمة هناك، وغيرها من المناطق المصابة بالمرض. والتي تتضمن ترصد كافة الأمراض الوبائية والمعدية ومنها الكوليرا، ومناظرة الحالات القادمة من السودان، تأكد من إصابتها من عدمه ومتابعتها، وإعطاء التطعيمات اللازمة ضد بعض الأمراض الوبائية، ومنها شلل الاطفال، فضلًا عن متابعة الموقف الوبائي الإقليمي والعالمي بصفة يومية.

 وتتصاعد تلك المخاوف والتساؤلات المجتمعية بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تسجيل آلاف حالات الإصابة بالكوليرا في السودان، واعلان  وزارة الصحة السودانية رسمياً أن الوباء عاد للانتشار..بتأكيدات وزيرها هيثم محمد إبراهيم، رسمياً انتشار الكوليرا. وتوضيحه بان  "الفحص المعملي للإسهالات المائية بمعمل الصحة العامة استاك أثبت أنها كوليرا".. ووراء وفاة أكثر من ٣٠٠ حالة وذلك بعدما بعدما أفادت المسؤولة في الصحة العالمية مارجريت هاريس  أن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية أدت إلى تفاقم انتشار الأمراض منها الكوليرا، إذ تسبب المرض البكتيري في وفاة أكثر من 300 شخص.وتاكيد الاصابة ل 11327 حالة إصابة بالكوليرا و316 حالة وفاة.و نبهت إلى أن حالات حمى الضنك والتهاب السحايا في ارتفاع أيضًا. وأنه من المتوقع أن تكون الأعداد أكثر مما يتم الإبلاغ عنه".

 وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، حذرت سابقا من أن السودان وصل إلى "نقطة انهيار كارثية"، مع توقع تسجيل عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها جراء الأزمات المتعددة. وأشارت إلى أن المجاعة والفيضانات أضيفت إلى قائمة التحديات التي يواجهها ملايين الأشخاص في البلاد، في ظل أكبر أزمة نزوح بالعالم، وفق فرانس برس.

 ومنذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي، بين القوات المسلحة والدعم السريع وتآكل القطاع الصحي، تفشت بعض الأمراض الوبائية كالكوليرا والملاريا والحصبة وحمى الضنك بشكل متسارع، ما أدى إلى وفاة المئات، وسط شح في المساعدات الطبية ومراكز العلاج.

 وكل هذا زاد من وتيرة مخاوف المصريين .. والتساؤلات عن هذا الوباء وتاريخه فيما مضي بمصر، والكوليرا ضربت  مصر مرات عديدة، خلال أعوام 1831، 1834، 1850، 1855، 1865، 1883، 1895، 1902، 1947، فكان الوباء الأول بعهد كلوت بك، مؤسس مدرسة الطب، الذي حاول هو وتلاميذه القضاء عليها دون جدوي، و تسببت فى وفاة 3 آلاف مواطن يوميًا، حتي انحسرت فجأة، وفي العام التالي عام 1832، تم إنشاء مكاتب الصحة لأول مرة في مصر، وخاصة في دمياط ورشيد والعريش، وتم تشكيل المجلس الصحي الذي كان النواة الأولي لمجس الكروتينات والصحة البحرية، وعلى الرغم من ذلك فإن وباء عام 1834 تسبب في مقتل الآلاف ومن قبله ، بينما امتد الوباء السادس ليشمل مكة المكرمة بالسعودية وينهي حياة 30 ألف حاج.وكان قدوم الوباء لمصر فى المرة السادسة، حين تم نقل الحجاج عبر الباخرة سدني المتجهة للسويس، حيث أخفي قبطان السفينة المرضى، وكان عددهم 15 ألفًا من كافة أنحاء العالم، وفي الإسكندرية قبل ترحيل الحجاج المصابين بالكوليرا، انتقل المرض فمات حوالي 4 آلاف شخص، أي 22% من عدد سكانها، وكان يموت يوميا في دمياط 96 شخصا، وفي القاهرة حصدت 6 آلاف مواطن، بما يوازي 22% من السكان، ثم انتقلت إلي كافة المحافظات وقُدر عدد الوفيات عام 1865 بـ 60 ألفا من السكان في أقل من 3 أشهر من شهور الصيف.

 وفى عام 1883 كان الوباء السابع للكوليرا، وتوفى 15 ألفا، معظمهم من أهالي بورسعيد والمنزلة والمطرية والدقهلية، وقد قدر عدد الذين ماتوا في الوجه البحري بنحو 36 ألف مواطن.

وكان قد اكتشف الطبيب الألماني كوخ لميكروب الكوليراحيث سافر كوخ إلي مصر ومكث بالمستشفي اليوناني بالإسكندرية وشرع في عمل أبحاث، ثم اتجه إلي الهند بعدها ليظهر علم الميكربولوجي للوجود، حيث أمكن التعرف علي طرق العدوي للوباء ووسائل انتشاره وأمكن وضع قواعد لمكافحته والوقاية منه.

 وهذا الكوليرا أدي لقيام الحكومة بإنفاق مليون و400 جنيه لحرق المادة المكونة للكبريت وإلقائها في الشوارع، حيث كانت هي الطرق المتبعة لمكافحة مرض الكوليرا وقتها قبل ظهور الأمصال والتطعيمات والأدوية الفعالة..ثم كان   الوباء الثامن فى عامى 1895-1896 فقد كانت عدد الإصابات به قليلة، ولولا عادة السكان في دفن الموتي في منازلهم والتستر عليهم لأمكن القضاء علي الوباء..وصولا الي الوباء التاسع كان عام 1902، والذي ضرب قرية موشا بأسيوط، وكان بسبب قيام العمدة بالتستر علي المرض من خلال القادمين من مكة المكرمة، حيث انتشر بعدها فى القاهرة من خلال امرأة كانت قادمة من موشا، وأدي الوباء لموت 34 ألفًا و595 مواطنًا، وبلغ عدد القري والنجوع التي زارها الوباء عدد 2026، وقد انتهي وباء موشا عام 1902م ليختفي ويعاود الظهور مرة عام 1947.وللمرة العاشرة والأخيرة التي يمر بها الوباء على مصر، بحسب محاضرة نادرة تعود لعام 1948 نشرتها وزارة المعارف، والتى نشرتها بوابة الأهرام العام الماضي، للدكتور سيف النصر أبو ستيت، عن تاريخ الأوبئة فى مصر وخاصة وباء الكوليرا. 

 وكان الوباء قد راح ضحيته عشرات الالاف من المصريين على مدار 150 عاما. .وقتها  استخدمت مصر الطائرات لنشر مواد تكافح المرض، حيث كان يتم حرق المادة المكونة للكبريت وإلقائها في الشوارع قبل ظهور الأمصال والتطعيمات والأدوية، بحسب تقرير لمفتش صحة القاهرة آنذاك الدكتور حمدي بك.   

وبحسب المحاضرة النادرة عام 1948 فإن الدكتور أبو ستيت أشار إلى أن "التطعيم ضد الكوليرا ليس ضمانا كافيا ضد العدوى، ولكنه يقلل فرصة العدوى ويقلل احتمال الوفاة إذا حدثت الإصابة".

ولا يزال وباء الكوليرا يشكل "تهديدا عالميا" بحسب توصيف منظمة الصحة العالمية..مما يستدعي معرفته من اعراض وقاية وعلاجات...

 الكوليرا وكما تقول الدكتورة نادية عبد المطلب الاستاذ المتفرغ بمعهد تكنولوجيا الاغذية..هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث. وتتسبَّب  في الإصابة بإسهال وجفاف شديد. وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات،.ويرتفع خطر الإصابة بوباء الكوليرا عندما يُرغِم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية الأشخاص على العيش في الظروف المزدحمة دون وجود مرافق الصرف الصحي الملائمة..ومن رحمة الله بعباده امكانية علاج الكوليرا بسهولة. و الوقاية من الوفاة بسبب الجفاف الشديد عن طريق استخدام محلول إمهاء بسيط وغير مكلِّف.

 وتنتج عدوى الكوليرا بسبب أحد أنواع البكتيريا، يسمى ضمة الكوليرا. بحسب نادية عبد المطلب وتؤكد بحسب قرأتها ومتابعتها ان الآثار المميتة للمرض هي نتيجة لسم تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. يتسبب السم في إفراز الجسم لكميات هائلة من الماء، مما يؤدي إلى الإسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح ..وتشير الي أنه قد لا تسبب بكتيريا الكوليرا المرض لدى جميع الأشخاص الذين يتعرضون لها، لكنها لا تزال تمرر البكتيريا في البراز ، وهي يمكن أن تلوث الطعام وإمدادات المياه..ولذلك تعتبرمصادر المياه الملوثة هي المصدر الرئيسي لعدوى الكوليرا والتي تتواجد سطح التربة أو مياه الآبارالملوثة والمأكولات البحرية..مثل تناول الأسماك القشرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، وخاصة الأسماك القشرية، التي تأتي من أماكن معينة، للإصابة ببكتيريا الكوليرا..وايضا .الفواكه  والخضروات النيئة غير المقشرة مصدرًا متكررًا لعدوى الكوليرا في المناطق التي توجد بها الكوليرا. في البلدان النامية، يمكن أن تلوث الأسمدة أو مياه الري التي تحتوي على مياه الصرف الصحي الخام للخضار كما يمكن للحبوب مثل الأرز والدخن الملوثة بعد الطهي التي تُحفَظ في درجة حرارة الغرفة لعدة ساعات أن تنمو فيها بكتيريا الكوليرافي المناطق المنتشر بها الوباء

وعلى الرغم من أن الجفاف وهبوط الدورة الدموية هما أسوأ مضاعفات الإصابة بالكوليرا؛ إلا أن مشكلات أخرى قد تحدث،. بحسب الدكتور تامر أبو هميلة  رئيس اتحاد الصحة الافرو اسيوي ..تتمثل فيانخفاض نسبة السكر في الدم ومن ثم تنخفض مستويات السكر (الجلوكوز) وهو مصدر الطاقة الأساسي بالجسم — بدرجة خطيرة؛ بسبب عدم تناوُل المرضى الطعام من شدة الإعياء.ولذلك  الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر هذه المضاعفات حيث إنها تتسبَّب في حدوث نوبات مرضية، وفقدان الوعي، حتى الوفاة وهناك ايضاانخفاض مستويات البوتاسيوم. لفقدان  المرضى المصابون ا كميات كبيرة من المعادن في البراز، بما فيها البوتاسيوم. و انخفاض مستويات البوتاسيوم

وتاثيراته الضارة على القلب ووظائف الأعصاب؛ وهو ما يُشكِّل خطرًا على الحياة..كذلكالفشل الكلوي. عندما تفقد الكُلى قدرتها على الترشيح، تتراكم كميات زائدة من السوائل،  والفضلات في الجسم وما يشكله من خطرًا على الحياة..بما يتبعه  غالبًا  بهبوط دموي عند المرضى المصابين بالكوليرا..ويحذر رئيس اتحاد الصحة الافرو اسيوي المواطنين من التهاون واخذ الاحتياطات الوقائية علي محمل الجد...والاسراع باستشارة الطبيب عند الشعور باي اعراض للمرض وهي تتمثل في اسهال شديد وقيء في حالات العدوى الشديدة عندَ البالغين، يفقد الجسم أكثر من لتر من الماء والأملاح كل ساعة. يكون البراز غزيرًا ومائيًا ويوصف بأنه براز ماء الأرزّ. وفي غضون ساعات، قد تصبح حالة الجفاف شديدة، ممَّا يَتسبَّب في العطش الشديد، وتشنج العضلات، والضعف...ويؤكد علي أن الكوليرا وباء سريع الانتشار..مما يستوجب الاهتمام باي عرض.

ورغم اكتشاف لقاحٍ  للكوليرا فى عام 1885، إلَّا أنَّ وباء الكوليرا استمر بعدها فى الظهور حتى الآن، وكان آخر ضحايا الكوليرا مصرع 1 شخصا فى نيجيريا مطلع إبريل ٢٠٢٤..وهو مايعني علي الجميع التعامل بجدية وحذر ..وعلي جميع المستويات مع استمرار توافر ضيوف مصر وخاصة من السودانين والدول الأفريقية.