رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صرخات يتجاهلها المسئولين ..

"الموت" يحاصر منطقة بنجر السكر بالإسكندرية

تلف محصول الذرة بالإسكندرية
تلف محصول الذرة بالإسكندرية

تعيش منطقة بنجر السكر التابعة لمدينة برج العرب بغرب الإسكندرية، والتى تضم أكثر من 30 قرية كارثة حقيقية بسبب ندرة مياه الرى، مما أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية مثل الذرة والطماطم والفلفل والبطيخ.

أزمة مياه الري بمنطقة بنجر السكر، تكبد صغار الفلاحين بتلك القرى خسارة آلاف الجنيهات، وسط صرخات الفلاحين التي لا يسمعها مسئولو وزارة الزراعة ولا المحافظة ولا حى العجمى، تلك الصرخات التي تؤكد تأخر مياه الري تسبب فى موت الأرض الزراعية من العطش وجفاف  البذور التي أكلتها  الغربان والطيور قبل الرى والزراعة.

 الرى تغلق بوابات الترع 

وقال منعم محمد مزراع بقرى بنجر السكر، إن أهالى البنجر يواجهون مشاكل فى الرى خاصة فى فصل الصيف، حيث إن طبيعة الأراضى هناك تحتاج إلى الرى عن طريق الغمر، وهو ما يحتاج إلى منسوب مياه عالٍ، مشيرًا إلى أن وزارة الرى تغلق بوابات الترع التى توصل المياه إليهم حتى تستطيع أن تصل إلى الأراضى تجاه مارينا والساحل الشمالى والحمام.

وأكد محمد القاضى أحد أهالى قرية بنجر السكر، أن المنطقة تواجه مشكلة كبيرة لتأخر مياة الرى، فأن مشكلة جفاف خط (8) المغذي لمياه رى الأراضى الزراعية يضرب 4 قرى متاوة من قرى بنجر السكر وهى قرى 14،  18،  19، 20.

 وأضاف أن مياه الصرف التى تمر من ترعة النصر إذا أحسنت الوزارة استغلالها يمكن أن تروى 15 ألف فدان بالتنقيط، وخاصة أنه تم وضع ماكينة رفع مياه الصرف الزراعى فى مكان خاطئ فى مدخل قرية 18، وتقوم برى قرية (18) ونصف قرية (14)، وكان من المفترض وضع تلك المكينة عند مدخل قرية (20) وتعميق المصرف لتتمكن من رى 4 قرى كاملة، وأضاف أن مياه الرى بالمناوبة كانت تصرف للقرى لمدة 7 أيام ثم تتوقف لمدة 10 أيام، أما الآن أصبحت مدة توقف صرف مياه الرى تصل إلى 40 يوما، والسبب هو التعديات على الظهير الصحراوى، والرى على تلك التعديات من خلال حفر آبار غير مطابقة للمواصفات التى تقرها وزارة الرى، بالإضافة إلى حصول أحد المستثمرين على أرض بجوار فرع (20) بعرض 2 كيلو يحصل على مياه من ترعة النصر مباشرة مما يؤثر على رى القرى المجاورة وصغار الفلاحين، قائلا: "من قاموا بوضع أيديهم والتعدى على أراضى الدولة حصلت على مياة الرى، ونحن صغار الفلاحين لا نجد المياه لرى أراضينا".

وأشار إلى أن الفلاحين تقدموا بشكوى إلى وزارة الرى والتى أقرت بفترة مناوبة يتم خلالها صرف المياه لمدة 10 أيام ووقفها لمدة 20 يومًا، واضطر الفلاحين إلى القبول بالأمر الواقع إلا أن الـ2 يوم المقررة أصبحت 40 يومًا ثم امتدت إلى 60 يومًا مما أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية، حيث إن إنتاجية فدان القمح انخفضت إلى النصف بالاضافة إلى تلف محصول البطيخ والذرة والطماطم.

وتابع: "تقدمنا بشكوى إلى وزارة الزراعة وطلبنا لجان معاينة وفوجئنا برد وزارة الزراعة بأن الحياة وردية وأنه لا يوجد مشاكل فى المياه والمحاصيل بحالة جيدة"، مؤكدًا أنهم لا يريدون مسؤولين لا يجلسون فى التكيف ولا يرى الحياة على أرض الواقع.

ولفت معوض زيدان مزارع قرية 19 بنجر السكر، إلى أن الدولة تفرض علينا 13% فوائد من قيمة تقنين الأرض الزراعية، ولا نجد ما نسد به مبلغ التقنين هذا العام، ومن أين نأتى بالمبلغ المطلوب والزراعة تلفت، أرجو من الدولة أن تعطى الفلاحين حقهم حتى يتمكنوا من سداد حق الدولة فى المقابل، مشيرًا إلى أن المياه لم تصرف إلى القرية من عيد الفطر المبارك إلا مرة واحدة فقط".

 

  تلف المحاصيل الزراعية 

وأوضح عبيد حامد مزارع  بقرية 10 بنجر السكر، أن المحاصيل الزراعية تعرضت للتلف  والمسؤولين قاعدين فى التكييف، متسائلًا:" كيف لمجموعة قرى كاملة أن تعيش وتمارس أعمال الزراعة وتربية الحيوانات بدون مياه لمدة 60 يوم، احنا ادمرنا ولا أحد يشعر بنا والمسئولين لم تشعر بنا  و"مش لاقين ناكل ولا قادرين نعيش "، مشيرًا إلى أن المزارعين يعانون من ارتفاع أسعار بيع المبيدات الكيماوية بالجمعيات الزراعية، والتى تصل إلى 100% عن السوق الحر وطالب بمناوبة واضحة للمياه كما كانت فى السابق 10 أيام صرف و20 يوم توقف، متسائلا أين وزير الزراعة ووزير الري من تلك الكارثة.

وتسائل على عثمان مزارع  قرية 19 بنجر السكر:" لمادا لم نجد احد يشعر بنا"؟، لاننا صغار الفلاحين لا نستطيع الحصول على المياه، ولو كان فى أحد كبار المستثمرين فى القرية لكانت المياة لم تنقطع عنها، المسئولين اهملوا   صغار الفلاحين وتركت أراضيهم تموت، وزراعتى دمرت، ولم أستطيع سداد قيمة 300 جنية فواتير كهرباء ومياه هذا الشهر بسبب خسارة المحاصيل الزراعية، "هل نسرق ولا ننهب عشان نقدر نعيش؟"

قال عمرو السيد مزارع، زرعت 6 أفدنة ذرة، والمحصول تلف تمامًا ولن تصل إنتاجية المحصول إلى طن واحد بسبب توقف مياه الري، وإلى الآن لا أستطيع ري المحصول بسبب توقف المياه لمدة 40 يوم متواصلة، مما كبدني خسائر تصل إلى آلاف الجنيهات".

وأشار إلى أن الذرة زراعة صيفية وتوقف المياه يعنى تلف المحصول خاصة وأن الأمر يتكرر، ونعانى من ضعف المياه منذ عدة سنوات ولا حياة لمن تنادى، مضيفًا:" حاولنا الشكوى أكثر من مرة إلى وزارة الزراعة وكان الرد بأنه لا توجد مشكلة، وكشف أننا لكى نذهب إلى محطة المياه التي تبعد عن القرية حوالي 2 كيلو لكي نملأ المياه للمنازل وذلك لان قرى بنجر السكر محرومة من المياه سواء فى المنازل والأراضى نحن نعيش حياة صعبة ولم أحد يشعر بنا، شركة المياه والزراعة والمسئولين بالمحافظة يعلمون تماما بمشكلتنا ورغم ذلك لم أحد يسأل عننا إلى متى تستمر اللامبالاة والاستهتار بحياة الفلاحين الدين هم يمثلون أمن قومى لأن الزراعة والغذاء أمن قومى يلزم الاهتمام بهم".