رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ﺣﻜﺎﻳﺎت اﻷم.. ﺑﺎﺑﺎ ﺷﺎرو.. ﻣﺠﻼت اﻷﻃﻔﺎل.. ﻣﺤﻄﺎت ﻓﺎرﻗﺔ ﻓﻰ ﺻُـﻨﻊ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ

أدب اﻟﻄﻔﻞ.. المﺤﺎرب اﻷﻫﻢ ﻓﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻮﻋﻰ

بوابة الوفد الإلكترونية

«الزناتى»: ضرورة تضافر المؤسسات والوعى بما يقدم للطفل

«الزراع»: نحيا أزهى عصور أدب الطفل

 

«شليل»: ما يقدمه الغرب يمثل خطورة على شخصية أطفالنا

بغلاف تتلقفه العيون فضولاً يبدأ الأمر، صفحة تلو صفحة، تغريه ألوان البهجة المنطلقة بين السطور، وقصة بعد أخرى، وحكاية تلو حكاية تبدأ الحكاية الأهم.. ويبزغ مع النهار ضوء ساطع، طفل تأسره الحروف وتخلب لبه الصور والمغامرات.. طفل شب مختلفاً، مميزاً، واعياً، فقد صار طفلاً قارئاً.

بوصفه ظاهرة إبداعية؛ بات أدب الطفل ضرورة ملحة، خاصة فى عصر لم تعد فيه الأسرة المبرمج الوحيد لشخصية الطفل وفكره. فإذا كان أدب الطفل فى الغرب قد بلغ الغاية، نظرية وتطبيقاً، فكرة وتجسيداً، فإنه فى عالمنا العربى يحتاج إلى دفعة قوية لذا تفتقر دراسة أدب الطفل إلى جهد إضافى واهتمام أكبر وعناية أكثر، لأنه أدب لا يقل أهمية عن أدب الكبار، بل قد يفوقه.

حقيقة لم يكن بمتوقعٍ أن تسهم قصة «حكاية أمى الإوزة» التى كتبها الشاعر الفرنسى شارل بيرو باسمٍ مستعارٍ أول الأمر، عام 1697م، فى بعث نوع أدبى جديد، انطلقت فورته فى جميع أنحاء أوروبا، مرتكزاً على الموروث الشعبى للقارة العجوز وتقديمه للأطفال.

أما فى العالم العربى فقد ظهرت أولى بوادر الكتابة فى أدب الطفل على يد أمير الشعراء أحمد شوقى (1868 -1932م) الذى تنبه مبكراً إلى حاجة الطفل العربى إلى هذا الضرب من الأدب، فألف قصائد شعرية متعلقة بهذه الفئة العمرية، كقصيدة «الصياد والعصفورة» و«الديك الهندى» و«الدجاج البلدى»، التى ضمنها ديوانه «الشوقيات» الذى صدر فى 1898م.

أما ما دون قبل شوقى من أدب فلم يُسطر خصيصا للأطفال، لكنه كان مصدراً غنياً بالقصص والأشعار التربوية الهادفة، التى اختار منها المربون فى العصور المتأخرة ما يناسب عمر الطفل وقدراته. ومن هذا المنطلق تصدى بعض الكتاب فى العصر الحديث لإعادة كتابة حكايات «ألف ليلة وليلة» بتنقيحه من الخرافات والخوارق وبعض المشاهد «الإباحية» وتقديم فصول منها كتمثيليات على خشبات المسارح.

بعد عهد شوقى برز اسم لامع يصنف على رأس رواد أدب الطفل فى مصر والعالم العربى اقتباساً وترجمة وتعريباً، ألا وهو كامل الكيلانى (1897 -1959م) الذى بدأ مشواره الأدبى بتأليف قصته الشهيرة «السندباد البحرى» فى 1927م، كما كَتَبَ رائعته «من حياة الرسول» التى ذلل ويسر فيها سيرة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- لتتماشى مع فهم وإدراك البراعم الصغيرة، ثم  دوت أسماء أخرى واصلت المسيرة فأبدعت فى هذا المجال، نذكر منهم على سبيل المثال أحمد نجيب (1928م) وعلى الحديدى ويعقوب الشارونى فى مصر، وسليمان العيسى (1921 -2013م) فى سوريا، وجعفر الصادق فى العراق.

وكان آخر من فقدناهم فى مجال أدب الطفل الكاتب والصحفى المصرى أحمد عمر، مؤسس وأول رئيس تحرير لمجلة “ماجد” الإماراتية، عن عمر ناهز 85 عاماً.

 أسهم الراحل بشكل كبير فى تأسيس واحدة من أشهر مجلات الأطفال فى العالم العربى، حيث أدار تحرير المجلة عدة عقود، ما جعلها الأكثر انتشاراً وتأثيراً بين الأطفال العرب.

واستمر أحمد عمر فى رئاسة تحرير مجلة “ماجد” حتى عام 2009، حيث ترك بصمة لا تُنسى من خلال تطوير شخصيات محبوبة مثل “زكية الذكية” و”النقيب خلفان”. ورغم تقاعده، استمر فى المساهمة بأعماله الإبداعية التى أثرت فى العديد من الأجيال.

ولأنه ليس بمقدور أى كاتب مهما بلغ نبوغه الإبداعى أن يكتب قصة للأطفال، يمكنها أن تصل وتمتع وتؤثر، فهو ذلك السهل الممتنع، القابع فى منطقة التميز، فكاتب أدب الطفل لديه من المقومات الكثير والكثير؛ خاصة أنه يلقى تحديات عظاماً فى ظل عصر الإنترنت وغلبة ألعاب الأطفال الإلكترونية التى تمثل الآن محارباً قوياً فى صراع اجتذاب الطفل والتأثير عليه بشكل يعانى منه معظم إن لم يكن كل الآباء والأمهات، فكيف يمكن للكتاب أن يجد فرجة ولو بسيطة يدلف منها إلى عالم الصغار ويلقى اهتمامهم؟ هل يتوقف الأمر على مدى فاعلية وجودة وقدرة هذا النوع من الأدب، وهل للأسرة دور فى الأمر، ومدى حاجة أدب الأطفال لدعم مؤسسات الدولة وغيرها كى يتحقق حلمنا بأن نرى يوماً كتاباً فى يد كل طفل وليس هاتفاً جوالاً.

* تضافر جهود كل المؤسسات لدعم الطفل

الكاتب الصحفى حسين الزناتى

بداية يرى الكاتب الصحفى حسين الزناتى، رئيس تحرير مجلة علاء الدين، ونائب رئيس تحرير الأهرام، أن لأدب الطفل فاعلية كبيرة تفوق أى نوع أدبى آخر، ذلك أن ما يسمعه ويقرؤه ويراه الطفل فى مراحل نشأته الأولى هو ما يشكل وجدانه واتجاهاته، والمسئول فيما بعد عن سلوكه.

فكل ما قدم من برامج وحكايات وكتب للأطفال مثل بابا شارو وبابا ماجد وماما نجوى، ورسومات الفنان الكبير بيكار، وغيرهم هو ما شكل عقل ووجدان أجيال تالية.

ويضيف الزناتى أن الحكايات المقدمة للطفل هى الأقرب لنفسيته قبل مرحلة القراءة والكتابة، فهو يرتبط بما تحكيه الأم أو الجدة ويؤثر على شخصيته، ثم تأتى مرحلة المشاهدة والقراءة وهى الأخطر، فحسب ما تقدم من رسائل سواء إيجابية أو سلبية تكمن الخطورة، لذا لابد من مراعاة ما يقدم من أفلام كرتون وألعاب وكتب وغيرها.

وعن مدى حاجة أدب الطفل وما يوجه له لدعم عموماً تابع الزناتى أن الطفل وما يقدم له من أدب بحاجة شديدة جداً جداً لدعم من الأسرة ومن المؤسسات ومن الدولة، وقد لاحظنا الفتره الأخيرة مشروعات مهمة لمحتوى الطفل، مثل ما تقدمه المتحدة، و«قادرون باختلاف»، ولمسنا اهتمام الرئيس نفسه بقضايا الطفل والحرص على وجود الأطفال فى كل حدث من الأحداث والمناسبات الرسمية مثل يوم الشهيد والأعياد.

ويؤكد الزناتى أن الاهتمام بالطفل هو أكثر أهمية بكثير جداً جداً من الاهتمام بالشباب لأن الاهتمام بالطفل يعنى تشكيل شخصية منذ البداية، وهو ما يساعد فى حدوثه كل المؤسسات مثل المؤسسة الدينية والمؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية وطبعاً تأتى فى مقدمتهم الأسرة، وللأسف فإن قدرة الأسرة على التأثير أصبحت أقل تأثيراً الآن، ويقتصر تأثيرها فى أنها كيف تقوم الطفل فيما يراه فيما يتلقاه، وكيف تحدد له مساراً متزامناً لما يراه وما يكون رغماً عن الأسرة.

وبالتالى لابد أن تساعد المؤسسات الأسرة والعكس، بأن نصل بالطفل إلى بر الأمان والوصول لبر الأمان يحتاج إلى مجهود كبير جداً جداً، وإمكانات كبيرة جداً يحتاج إلى دعم لكل المؤسسات المتعلقة بالطفولة مثل صحافة الطفل والمجلس القومى لثقافة الطفل والمراكز الثقافية المنتشرة فى كل أنحاء الجمهورية، وكيفية وضع برامج خاصة بالطفل وتنمية مواهبه وقدراته، وهو ما يحتاج لتنسيق كبير بين الدولة التى يجب أن تحدد دور كل مؤسسة ويكون هناك تعاون ودرجة كبيرة من الوعى لأن الجهود المشكلة كبيرة لكنها مبعثرة، وليست فى سياق واحد.

ويختتم حسين الزناتى بقوله: نحن بحاجة لتوحيد جهود كل المؤسسات حتى نجنى ثماراً، وتصبح النتيجة أكثر قدرة على بناء جيل جديد يملك القيم الإيجابية لهذا المجتمع مثل الانتماء والولاء وقيم الخير والعمل وإتقان العمل وكل ما يؤدى إلى تطور المجتمع وليس العكس، فملف الطفل بمصر يحتاج إلى كثير من الدعم والوعى والإدراك أن صناعة إنسان تبدأ من هذه السن وبقدر أهمية هذا الهدف وتحقيقه على قدر ضروره أن يكون هناك دعم وأن يكون هناك وعى للقيام بهذا الدور.

* ضرورة تطوير كُتاب الأطفال لما يقدمونه

الكاتب عبده الزراع

فيما يؤكد الكاتب عبده الزراع، رئيس شعبة أدب الطفل باتحاد الكتاب، وعضو لجنة فنون الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، أن أدب الطفل له دور كبير فى تأسيس النشء وتربية روحه وذوقه، وترقية وجدانه ومشاعره، من خلال الأغنية الشعبية التى تغنيها الأم لطفلها الوليد، «نام نام وادبحلك جوزين حمام» و«يا طالع الشجرة هات لى معاك بقرة.. وتكون حلابة.. تحلب وتسقينى بالمعلقة الصينى..» وغيرها، مروراً بالحواديت والحواديت التى تحكيها الجدات قبيل وقت النوم للأطفال، ثم مرحلة قراءة القصص التى تحمل قيما إيجابية ودينية وعلمية وأخلاقية تبث عبر مضمون القصة بعيدا عن التلقين، فتفيد الطفل وتربيه وتوجهه، بالإضافة إلى الشعر بإيقاعه الراقص والممتع وصوره المحفزة للخيال، أدب الطفل له تأثير السحر على عقول ومشاعر الأطفال.

ويتابع الزراع: وأرى أننا نعيش أزهى عصور أدب الأطفال من حيث كثرة دور النشر، واهتمامها بنشر كتب الأطفال واليافعين، بجانب دور النشر الحكومية مثل هيئة الكتاب، وهيئة قصور الثقافة، والمركز القومى لثقافة الطفل، وغيرها من قطاعات وزارة الثقافة.

وزيادة المسابقات التى تهتم بأدب الأطفال مصرياً وعربياً وارتفاع قيمتها المادية ما أدى إلى تكالب كتاب الكبار على الكتابة للأطفال ربما يفوزون بواحدة من هذه الجوائز، علاوة على الجوائز التى تقدم للأطفال أنفسهم فى الشعر والقصة والمسرح، والرسم، من خلال بيوت وقصور الثقافة، والمركز القومى لثقافة الطفل، ومن خلال وزارة التربية والتعليم، وجمعيات المجتمع المدنى التى تعمل فى مجال الطفولة، ويكفى أن نشير إلى مسابقة الدولة للمبدع الصغير التى حضرت حفل توزيع جوائزها منذ أيام، مسابقة رائعة ومفرخة حقيقية للمواهب الأدبية والفنية والمبتكرين، لذا نشكر السيدة انتصار السيسى حرم رئيس الجمهورية على تبنيها لهذه الجائزة، وللمجلس الأعلى للثقافة الذى يطلق الجائزة واخص بالذكر الأستاذ أحمد السيد أمين الجائزة على هذا الجهد الكبير.

مضيفاً: إذن يوجد دعم كبير من الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة، وإن كنا نطمح فى المزيد لأن الطفل المصرى يستحق الكثير من الاهتمام، وأن يكون له قناة خاصة بالطفل، ومهرجان سينمائى يليق بقيمة مصر وعمقها الثقافى، وأخيراً أصبح لدينا مهرجان للطفولة افتتح منذ أيام وهو مهرجان (نبتة) نتمنى له أن يزدهر وينمو مثلما تنمو النبتة وتكبر وتصير شجرة وارفة الظلال، وأن يكون له مهرجان لمسرح الطفل، الأحلام كثيرة وارى أنها بدأت تتحقق على أرض الواقع.

وعن دور كُتاب الأطفال ينهى الزراع حديثه قائلاً: بلا أدنى شك يقع عبء كبير على كتاب الأطفال بضرورة تطوير كتاباتهم لتواكب مخيلة طفل اليوم، لأنهم هم من يشكلون ذائقته الإبداعية والفنية.. الكاتب لهذا النوع من الأدب يعرف أنها رسالة سامية لابد أن يؤديها على أكمل وجه، ويقدمها فى أفضل صورة.

* دور الغرب فى طمس هويتنا منذ الطفولة

الكاتب السيد شليل المتخصص فى أدب الأطفال

بينما يحدثنا الكاتب السيد شليل، المتخصص فى أدب الأطفال، عن مدى خطورة ما يقدم للطفل قائلاً:

للأسف الشديد نجح الغرب فى طمس هويتنا العربية وفرض علينا ثقافته الخاصة، من خلال الأفلام الكرتونية الساذجة، التى كانت تبثها بعض القنوات العربية، وحظيت آنذاك بمتابعة الكبار والصغار، وأصبحت مادة للسخرية والضحك، على مكائد جيرى الفأر، ومناوشاته مع جاره توم القط، فكنا ننتظر ونترقب كيف سيرد الصاع بصاعين، ونخمن أنسب طريقة لانتقامه، من غريمه وعدوه اللدود، ولا نعلم أن مجرد التفكير بهذه الطريقة، يعد جريمة ومرض نفسى، سيترتب عليه كوارث مستقبلية، من العنف والتجاوز والانفلات الأخلاقى.

ويتابع شليل: إن من مصلحة الغرب ظهور أجيال مريضة نفسياً، محطمة معنويا محدودة التفكير، عديمة الأحلام مغيبة، ولن يتحقق لهم ذلك إلا إذا حرموهم من كل شىء، جيد مفيد جميل وسيروهم كيفما أرادوا.

ورغم أننا نملك البديل، النماذج التاريخية المشرفة، والكوادر الدينية والكوميدية، فخرج علينا بقلظ وماما نجوى، وبوجى وطمطم وبكار، وعمو فؤاد» للعبقرى فؤاد المهندس، الذى كان يبث مجموعة من القيم والمبادئ و«فطوطة»، للراحل سمير غانم، وبسنت ودياسطى ذلك القروى البسيط الذى يحلم بكل شىء، دون العمل لتحقيق ذلك والمفتش كرومبو وأحداثه البوليسية، وسوبر هنيدى والقبطان عزوز وسلاحف النينجا والمغامرون الخمسة وظاظا وجرجير.

وجاءت تجارب مؤسسة الأزهر الشريف، لتكمل المسيرة عبر عدة أفلام، منها نور فى قرية الطيبين ونور وبوابة التاريخ ونور والكتاب العجيب.. وهذا العام نور ورسالة النور..

المميز فى هذه التجربة (نور ورسالة النور) أن رسالتها واضحة منذ البداية النور مفردة متعددة الدلالة والتأويل، نور العقل ونور الدرب ونور الشخصية الأساسية ونور القلوب..ونور تصحيح الأخطاء ونور العلم ونور العقائد.

فكرة دكتورة نهى عباس وصياغة وسيناريو وحوار عبدالمنعم حسين وعمرو الطاروطى وشاركهم التجربة بالصوت بعض الأطفال الموهوبين منهم شكران حسين.

ويضيف السيد شليل: رغم قلة هذه الأعمال القيمة وعدم استمرارها لارتفاع تكلفتها، وفى ظل غياب الراعى لها، والمنوط بذلك الدولة المصرية، فما زال الطفل العربى تحت تأثير المطرقة والسندان، يهرب من رداءة وسذاجة المتاح، ليبحث عن بغيته فى العالم التقنى، ولدى الغرب مستسيغاً السم، على أمل العثور على محتوى مرئى ومقروء جيد، يحترم عقله وقدراته ويفوق خياله.