رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نستكمل حديثنا اليوم عزيزى القارئ مع اجتياح قوات الدعم السريع لولاية سنار والسيطرة على عاصمتها سنجة فى نهاية يونيو الماضى، نزح 135 ألف شخص إلى ولاية القضارف وحدها، كما فر آخرون إلى إقليم النيل الأزرق وكسلا ونهر النيل شمالى البلاد، وجميعهم يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية، ويفاقمون محنة النزوح فى السودان، ومع تواتر تهديدات قوات الدعم السريع بالتقدم نحو ولايات أخرى واجتياحها، ترتفع المخاوف من تقلص المساحات الآمنة فى السودان مما يفاقم الوضع الإنسانى ويزيده صعوبة، لا سيما أن المدن التى يتوقع انتقال الحرب إليها تضم آلاف النازحين، وهى تضيق بهم فى الوقت الراهن، وهم فى ظروف بالغة التعقيد فى ظل نقص الغذاء والإيواء، وتوسعت قوات الدعم السريع شرقاً، وتجاوزت مدينة الدندر التى تضم جسر نهر الدندر وهو معبر رئيسى للمواطنين نحو ولايات شرق البلاد، وقطعت الطريق المؤدى إلى ولاية النيل الأبيض، وهى بذلك تعطى احتمالات كثيرة لهجماتها القادمة على قواعد الجيش التى صارت بمثابة جزر معزولة، الملاحظ هنا أن قوات الدعم السريع تخطط خلال المدى القريب للسيطرة على ولاية النيل الأبيض، والسؤال الذى يدور فى مخيلتى هل الجيش السودانى يعتمد على تشتيت جهود قوات الدعم السريع فى القرى والمناطق النائية التى ليست لها تأثيرات ميدانية، مع التركيز على حماية القواعد العسكرية المهمة، حيث تعزز القوات المسلحة وجودها وهل وهى جاهزة لمواجهة أى هجمات أو مغامرات جديدة للدعم السريع.

ترجح خطط وتكتيكات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، فرضية مزيد من التوسع فى نطاق الحرب، وسط مساع دولية وإقليمية لإنهاء الصراع المسلح فى السودان عبر التفاوض الذى يحظ بترحيب شعبى كبير، لكن تصطدم تلك الجهود برغبة كل من طرفى القتال فى الحسم العسكرى، حتى يتسن له تشكيل المشهد مفرداً، وأرى عزيزى القارئ إنه لا سبيل أمام الجيش السودانى غير تحقيق الانتصار على قوات الدعم السريع، التى تنتشر بشكل غير مؤثر حتى الآن، وتتوسع فى القرى والمناطق بصورة غير فعالة، ولا تعكس بأى نوع من التقدم الميدانى، وإنما هى تحركات الغرض منها النهب والحصول على أكبر قدر من الغنائم من المواطنين، ومهما توفر للجيش السودانى من قوات لا يمكن أن يغطى القرى كلها، ويلاحق الدعم السريع لكنه من الممكن أن يظل محافظاً على القواعد الاستراتيجية والمهمة، ويمكنه من إجراء عمليات نوعية للقضاء على الدعم السريع، والانتشار الكثيف لا يعنى الانتصار أو التفوق الميدانى، وهو غير مزعج حتى الآن على الأرض، ولا يغير فى ميزان قوة القوات المسلحة التى سوف تستمر فى محاولة ضرب خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع التى أصبحت من وجهة نظرى فاقدة للقيادة والسيطرة، وإن الحرب فى ولاية سنار لا يمكن قياسها بحسابات المعارك العادية، وقطع الطرق ومنع إمداد المواطنين، وهى محاولة لإيجاد منفذ حدودى ربما يؤمن الإمداد اللوجستى والبشرى، لكن من الملاحظ أن قوات الدعم السريع أصبحت تركز على المناطق الصغيرة بعد أن استعصت القواعد الكبيرة من أجل توسيع نطاق السيطرة، وتضييق الخناق على القواعد العسكرية الكبيرة، الهدف الرئيسى لقوات الدعم السريع توسيع عملياتها فى شرق البلاد والتركيز على الشريط الحدودى بعد السيطرة على إقليم دارفور، إلى إعلان حكومة موازية بعد تأمين خطوط إمداد لها، ولكن هذه التحركات عطلت الحركة على الطريق الرابط مع إقليم النيل الأزرق، والنيل الأبيض من اتجاه الشرق، فأصبح المواطن مهدداً فى معاشه، ويخشى التشريد القسرى.

عزيزى القارئ، إننى أحاول قدر استطاعتى شرح الأوضاع على الأرض لكى نعرف جميعاً كم المعاناة التى يعانيها المواطن السودانى، وكم التهديدات للأمن القومى المصرى من جراء الحرب فى السودان، وأن أطراف الحرب فى السودان ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فتقوم قوات الدعم السريع بانتهاكات شتى فى حق المواطنين، ويستهدف الجيش المدنيين بعمليات القصف العشوائى، فهو مخالف للقوانين الدولية والمحلية، كما تغلق المسارات، وتتفاقم المأساة الإنسانية، والمجتمع الدولى يدرك ذلك، ودعا إلى حل سلمى، لكن حكومة الأمر الواقع فى بورتسودان تتعنت وترفض التفاوض، وللحديث بقية

[email protected]