رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

‮«‬السـلام‭ ‬لكِ‭ ‬يا‭ ‬مـريم‮»‬

بالترانيم‭ ‬والزغاريد‭.. ‬ الآلاف‭ ‬يجتمعون‭ ‬فى‭ ‬محبة ‭ ‬‮«‬أم‭ ‬النور‮»‬‭ ‬ بأسيوط

بوابة الوفد الإلكترونية

«‬زفة‭ ‬موكب‭ ‬العذراء‮»‬‭ ‬  طقوس‭ ‬قبطية‭ ‬حفظتها‭ ‬الأجيال‭ ‬فى‭ ‬دير‭ ‬درنكة



‮«‬السلام‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬مريم‭ ‬يا‭ ‬بكر‭ ‬بتول‭ ‬وعروس‭.. ‬السلام‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬مريم‭ ‬يا‭ ‬تابوت‭ ‬عهد‭ ‬النعمة‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬يمجد‭ ‬الأقباط‭ ‬العذراء‭ ‬والدة‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‭ ‬مخلص‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬الشرور،‭ ‬وتعلو‭ ‬أصوات‭ ‬الترانيم‭ ‬والألحان‭ ‬الممزوجة‭ ‬بدقات‭ ‬القلوب‭ ‬التى‭ ‬تعشق‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬ويفيض‭ ‬لها‭ ‬الوجدان‭ ‬حباً‭ ‬توحدت‭ ‬عليه‭ ‬البشرية‭ ‬بمختلف‭ ‬الطوائف‭ ‬والأديان‭. ‬
صوم‭ ‬البتول
تختتم‭ ‬الكنائس‭ ‬القبطية‭ ‬الأرثوذكسية،‭ ‬الأربعاء‭ ‬الموافق‭ ‬‮٢١‬‭ ‬أغسطس‭ ‬الجاري،‭  ‬فترة‭   ‬‮«‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬مريم‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬بدأ‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مسرى‭ ‬حسب‭ ‬التقويم‭ ‬القبطي‭ ‬واستغرق‭ ‬15‭ ‬يوماً،‭ ‬شهدت‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬الإيبارشيات‭ ‬والكنائس‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬شفاعة‭ ‬البتول‭ ‬إقامة‭ ‬‮«‬النهضة‭ ‬الروحية‮»‬‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬قداسات‭ ‬إلهية‭ ‬والعشيات‭ ‬والترانيم‭ ‬والعظات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬صلاة‭ ‬الذبيحة‭ ‬‮«‬فى‭ ‬الكنيسة‭ ‬الكاثوليكية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬تمجيد‭ ‬‮«‬البتول‭ ‬أم‭ ‬النور‮»‬‭.‬
يعود‭ ‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬الرسل‭ ‬الأوائل،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أصوام‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬ويمتنع‭ ‬فيه‭ ‬الأقباط‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬والبيض‭ ‬والألبان،‭ ‬بينما‭ ‬يُسمح‭ ‬بتناول‭ ‬السمك،‭ ‬وكغيرها‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬التى‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬يرتبط‭ ‬بها‭ ‬طقوس‭ ‬خاصة‭ ‬وأطعمة‭ ‬تشتهر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬ومنها‭ ‬طعام‭ ‬الملوخية‭ ‬الناشفة‭ ‬والشهير‭ ‬بـ«الشلولو‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬أكله‭ ‬تعود‭ ‬للعصور‭ ‬الفرعونية‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬المثلج‭ ‬والثوم‭ ‬والليمون‭ ‬والملح،‭ ‬ولكنها‭ ‬ارتبطت‭ ‬بفترة‭ ‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬ويربط‭ ‬المؤرخون‭ ‬هذه‭ ‬الوجبة‭ ‬بالعذراء‭ ‬بسبب‭ ‬أحداث‭ ‬قد‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬العائلة‭ ‬المقدسة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.‬
يعتبر‭ ‬صوم‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬من‭ ‬أحب‭ ‬الأصوام‭ ‬لقلوب‭ ‬جميع‭ ‬المسيحيين‭ ‬بمختلف‭ ‬طوائفهم‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬كنائس‭ ‬تُطلق‭ ‬على‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬‮«‬الشهر‭ ‬المريمى‮»‬‭ ‬ويعنى‭ ‬تخصيص‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬للعذراء‭ ‬وتعد‭ ‬أيام‭ ‬فرحة‭ ‬وسعادة‭ ‬للجميع،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬أنها‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬يوماً‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يُنذر‭ ‬أسبوع‭ ‬صيام‭ ‬قبلها‭ ‬ليصبح‭ ‬21‭ ‬يوماً‭.‬
تشترك‭ ‬كنائس‭ ‬الأقباط‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬والروم‭ ‬الأرثوذكس‭ ‬والكاثوليك‭ ‬فى‭ ‬مدة‭ ‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬لكن‭ ‬الأخيرة‭ ‬عادة‭ ‬تسبقهم‭ ‬فى‭ ‬بدء‭ ‬الصوم،‭ ‬بينما‭ ‬تبلغ‭ ‬مدة‭ ‬الصوم‭ ‬عند‭ ‬‮«‬السريان‭ ‬والأرمن‭ ‬الأرثوذكس‮»‬‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬فقط،‭ ‬ويصوم‭ ‬أتباع‭ ‬الروم‭ ‬الكاثوليك‭ ‬أيام‭ ‬الجمعة‭ ‬المنحصرة‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬أغسطس‭ ‬حتى‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬ذاته،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الكلدان‭ ‬الكاثوليك‮»‬‭ ‬فيكون‭ ‬يوماً‭ ‬واحداً‭ ‬فقط‭.‬
محبة‭ ‬أم‭ ‬النور‭ ‬توحد‭ ‬الجميع
‮«‬أنت‭ ‬هى‭ ‬أم‭ ‬النور‭ ‬المكرمة‭ ‬من‭ ‬مشارق‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬مغاربها‭ ‬يقدمون‭ ‬لك‭ ‬تمجيدات‭ ‬يا‭ ‬والدة‭ ‬المسيح،‭ ‬الأم‭ ‬الباقية‭ ‬البتول‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭ ‬التى‭ ‬ترددها‭ ‬ألسنة‭ ‬الأقباط‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬هذا‭ ‬الصوم،‭ ‬فقد‭ ‬عبرت‭ ‬الأجيال‭ ‬المتعاقبة‭ ‬بالكنيسة‭ ‬المصرية‭ ‬عن‭ ‬مكانة‭ ‬هذه‭ ‬الأم‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬بعبارات‭ ‬المدح‭ ‬والتمجيد‭ ‬الفياضة،‭ ‬فتلك‭ ‬السيدة‭ ‬المتفردة‭ ‬بين‭ ‬نساء‭ ‬الأرض،‭ ‬قد‭ ‬حملت‭ ‬فى‭ ‬جوفها‭ ‬مخلص‭ ‬العالم‭ ‬وتحملت‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬الكثير‭ ‬وكانت‭ ‬هى‭ ‬أم‭ ‬النور‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬الأرض‭ ‬لينير‭ ‬عتمة‭ ‬ظلام‭ ‬حكام‭ ‬عصور‭ ‬الاستبداد‭ ‬الرومانى‭ ‬واليهودى،‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬مكانة‭ ‬عظيمة‭ ‬وجعلها‭ ‬مكرّمة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬وتفيض‭ ‬محبتها‭ ‬فى‭ ‬نصوص‭ ‬الكتب‭ ‬السماوية‭.‬
‭(‬لأنَّهُ‭ ‬نَظَرَ‭ ‬إلَى‭ ‬اتِّضاعِ‭ ‬أمَتِهِ‭. ‬فهوذا‭ ‬منذُ‭ ‬الآنَ‭ ‬جميعُ‭ ‬الأجيالِ‭ ‬تُطَوِّبُنى‭)‬،‭ ‬يردد‭ ‬المصلون‭ ‬بالقداسات‭ ‬الإلهية‭ ‬آيات‭ ‬لوقا‭ ‬1‭: ‬48‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬النهضة‭ ‬الروحية‭ ‬المحببة‭ ‬لدى‭ ‬الأقباط،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬المسيحيين‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬الديانات‭ ‬السماوية‭ ‬يحملون‭ ‬محبة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وتتعدد‭ ‬أسباب‭ ‬محبة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء،‭ ‬فقد‭ ‬نالت‭ ‬شهرة‭ ‬واسعة‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬وكانت‭ ‬حكمتها‭ ‬وصلابتها‭ ‬محل‭ ‬إبهار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تصفح‭ ‬سيرة‭ ‬تلك‭ ‬الأم‭ ‬الصبورة،‭ ‬التى‭ ‬يُنسب‭ ‬إليها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬الحميدة‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان،‭ ‬كما‭ ‬تعتبر‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬وأيقونة‭ ‬فى‭ ‬الصبر‭ ‬والجلادة‭ ‬والإخلاص‭ ‬للإيمان‭.‬
ذكرت‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬البتول‭ ‬مريم‭ ‬بصفات‭ ‬حميدة‭ ‬بل‭ ‬وصفتها‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬نساء‭ ‬الأرض‭ ‬وأكرمهم،‭ ‬وذكرتها‭ ‬الكتب‭ ‬المسيحية‭ ‬والإسلامية‭ ‬باسمها‭ ‬مريم‭ ‬العذراء‭ ‬والدة‭ ‬المسيح‭ - ‬عيسى‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ - ‬أما‭ ‬عن‭ ‬الكتب‭ ‬اليهودية‭ ‬عرفت‭ ‬بـ«مريَم‭ ‬هَبِتوله‮»‬،‭ ‬وفى‭ ‬اليونانية‭ ‬‮«‬برثينوس‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬السريانية‭ ‬فذكرت‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مِريَم‭ ‬بثولتا‮»‬،‭ ‬وهى‭ ‬والدة‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح،‭ ‬وبحسب‭ ‬المعتقدات‭ ‬المسيحية‭ ‬أنها‭ ‬أثناء‭ ‬خطبتها‭ ‬بالقديس‭ ‬يوسف‭ ‬البار‭ ‬النجار‭ ‬جاءتها‭ ‬البشارة‭ ‬المجيدة‭ ‬من‭ ‬الملاك‭ ‬جبرائيل‭ ‬وأخبرتها‭ ‬بحملها‭ ‬‮«‬يسوع‮»‬،‭ ‬ووقفت‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬الشجاعة‭ ‬أمام‭ ‬ظلم‭ ‬العباد‭ ‬وطغيان‭ ‬أهل‭ ‬اليهود‭ ‬وبطش‭ ‬هيرودس‭ ‬الملك‭ ‬الذى‭ ‬خاف‭ ‬على‭ ‬عرشه‭ ‬المهزوز‭ ‬حين‭ ‬علم‭ ‬من‭ ‬المجوس‭ ‬أن‭ ‬ملك‭ ‬اليهود‭ ‬قد‭ ‬ولد‭ ‬وظهور‭ ‬النجمة‭ ‬التى‭ ‬تخبر‭ ‬العالمين‭ ‬بمولد‭ ‬مخلص‭ ‬العالم،‭ ‬وبات‭ ‬هذا‭ ‬الإمبراطور‭ ‬الخائف‭ ‬يهرع‭ ‬وراء‭ ‬الطفل‭ ‬ليقتله‭ ‬وقاده‭ ‬الغضب‭ ‬أن‭ ‬يمد‭ ‬جنوده‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬بيت‭ ‬لحم‭ ‬لقتل‭ ‬جميع‭ ‬الأطفال،‭ ‬وحينها‭ ‬جاءت‭ ‬البشارة‭ ‬ليوسف‭ ‬البار‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬الصبى‭ ‬وأمه‭ ‬ويتجهوا‭ ‬نحو‭ ‬أرض‭ ‬الأمان‭ ‬مصر،‭ ‬وحملت‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬الصبورة‭ ‬أمتعتها‭ ‬البسيطة‭ ‬وركبت‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬جحش‭ ‬صغير‭ ‬وفرّت‭ ‬هاربة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬فى‭ ‬يديها‭ ‬سوى‭ ‬صغيرها‭ ‬ونور‭ ‬قلبها‭ ‬يرشدها‭ ‬نحو‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬الآمن،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬الصبورة‭ ‬قد‭ ‬وقفت‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬ابنها‭ ‬وهو‭ ‬يصلب‭ ‬أمام‭ ‬أعينها‭ ‬ويتحمل‭ ‬عذاب‭ ‬وغدر‭ ‬الحكام‭ ‬فى‭ ‬صبر‭ ‬كبير‭ ‬وحكمة‭.‬
مكانة‭ ‬البتول‭ ‬مريم‭ ‬فى‭ ‬الإسلام
تكرمت‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬وعرفت‭ ‬بـ«مريم‭ ‬بنت‭ ‬عمران‮»‬‭ ‬أم‭ ‬المسيح‭ ‬عيسى‭ ‬جاء‭ ‬ذكرها‭ ‬فى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬فى‭ ‬مواضع‭ ‬عديدة‭ ‬وجميعها‭ ‬تؤكد‭ ‬مكانتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬بين‭ ‬نساء‭ ‬الأرض،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأدلة‭ ‬على‭ ‬تكريم‭ ‬العذراء‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬تخصيص‭ ‬سورة‭ ‬كاملة‭ ‬فى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬مريم‮»‬‭ ‬وتروى‭ ‬قصتها‭ ‬وتصف‭ ‬حكمتها‭ ‬وصبرها‭ ‬وتؤكد‭ ‬تفردها‭. ‬وذكر‭ ‬فى‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬نساء‭ ‬الأرض،‭ ‬ورُوى‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬النبى‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬أنه‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬بالعفة‭ ‬والطهر‭ ‬وأن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬اصطفاها‭ ‬على‭ ‬نساء‭ ‬العالمين،‭ ‬وأخرج‭ ‬من‭ ‬جوفها‭ ‬معجزة‭ ‬إلهية‭ ‬كبيرة‭ ‬وهى‭ ‬حملها‭ ‬فى‭ ‬‮«‬المسيح‮»‬،‭ ‬ووضعت‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬بين‭ ‬النساء‭ ‬المكرمة‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأحاديث‭ ‬ما‭ ‬رواه‭ ‬البخارى‭ ‬ومسلم‭ ‬أنه‭ ‬قال‭: ‬‮«‬كمل‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬كثير،‭ ‬ولم‭ ‬يكمُل‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬إلا‭ ‬آسية‭ ‬امرأة‭ ‬فرعون،‭ ‬ومريم‭ ‬بنت‭ ‬عمران،‭ ‬وإن‭ ‬فضل‭ ‬عائشة‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬كفضل‭ ‬الثريد‭ ‬على‭ ‬سائر‭ ‬الطعام‮»‬‭.‬
زفة‭ ‬موكب‭ ‬العذراء
ومن‭ ‬أشهر‭ ‬المظاهر‭ ‬الاحتفالية‭ ‬بفترة‭ ‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬والذى‭ ‬يتوافد‭ ‬إليه‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬مسلمين‭ ‬ومسيحيين،‭ ‬هى‭ ‬‮«‬زفة‭ ‬موكب‭ ‬العذراء‭ ‬بدير‭ ‬درنكة‭ ‬فى‭ ‬أسيوط‮»‬،‭ ‬وعادة‭ ‬تنطلق‭ ‬الزفة‭ ‬‮«‬الدورة‮»‬‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬مساءً‭ ‬من‭ ‬مغارة‭ ‬الدير،‭ ‬فى‭ ‬موكب‭ ‬يترأسه‭ ‬الأنبا‭ ‬يؤانس‭ ‬أسقف‭ ‬أسيوط،‭ ‬ويظهر‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬القساوسة‭ ‬والرهبان‭ ‬خلف‭ ‬أيقونات‭ ‬أثرية‭ ‬للسيدة‭ ‬العذراء،‭ ‬ويصطف‭ ‬المشاركون‭ ‬فى‭ ‬صفين،‭ ‬ويأتى‭ ‬من‭ ‬خلفهم‭ ‬الشمامسة‭ ‬حاملين‭ ‬الصلبان،‭ ‬وتعلو‭ ‬أصوات‭ ‬الوفود‭ ‬بالزغاريد‭ ‬والتراتيل‭ ‬والترانيم‭ ‬والتسابيح‭ ‬التى‭ ‬تدوى‭ ‬فى‭ ‬المكان،‭ ‬ولا‭ ‬عجب‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬المشاركين‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الموكب‭ ‬إلى‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬فمحبة‭ ‬أم‭ ‬المسيح‭ ‬قد‭ ‬اجتمع‭ ‬عليها‭ ‬جميع‭ ‬البشر‭ ‬الذين‭ ‬يمجدون‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬ويتوافد‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬آلاف‭ ‬الزوار‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال،‭ ‬ويردد‭ ‬جميعهم‭ ‬كلمات‭ ‬المحبة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسيدة‭ ‬العذراء،‭ ‬وعقب‭ ‬انتهاء‭ ‬الزفة‭ ‬‮«‬الموكب‮»‬‭ ‬يشير‭ ‬أسقف‭ ‬الأقباط‭ ‬إلى‭ ‬شعب‭ ‬الكنيسة‭ ‬بالبركة‭ ‬والمحبة‭ ‬والسلام‭ ‬ثم‭ ‬يلقى‭ ‬عظته‭ ‬اليومية‭.‬