رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

دائمًا تكون الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة، معبرة عن كثير من واقعنا الذي نعيشه ونحياه، وعندما نضرب مثلًا في مناسبة بعينها، يكون الإسقاط مناسبًا في مثل تلك الحالة، كما في «العَوْدُ أَحْمَدُ»، للتعبير عن الفرحة بالعودة سالمًا غانمًا.
تذكرتُ هذا المثل الدارج، بعد إسدال الستار على «أولمبياد باريس 2024»، وعودة بعثة مصر ـ الأضخم والأكبر في عَدَدِها ونفقاتها على مرِّ التاريخ ـ بـ«خُفَي حنين»، بعد فشل ذريع ونتائج مخجلة.. مخيبة للآمال والطموحات والتوقعات!
لن نتحدث كثيرًا عن أولمبياد باريس، الأسوأ تنظيميًّا، خصوصًا في حفل الختام الباهت الذي لم يستطع الفرنسيون من خلاله محو عار حفل الافتتاح المسيء، بعرض رؤيتهم للإنسان المجرد من كل المبادئ والقيم التي بُنيت عليها الرياضة طوال تاريخها.
كما لن نتحدث أيضًا عن جيش من «الفئران» قوامه 6 ملايين، حاصر مشجعي الأولمبياد، وبسببه تم إلغاء منافسات «الترايثلون»، لارتفاع مستويات تلوث نهر السين، ومنع اللاعبين من التدريبات.
لكن الأهم برأينا، تلك المحصلة الهزيلة للبعثة المصرية، التي حققت ثلاث ميداليات فقط، الأولى «ذهبية» أحمد الجندي في «الخماسي الحديث»، والثانية «فضية» سارة سمير في «رفع الأثقال»، والثالثة «برونزية» محمد السيد في «مبارزة السلاح»!
بعثة قوامها 148 لاعبًا ولاعبة، و16 احتياطيًّا، في 22 لعبة رياضية، إضافة إلى عشرات الإداريين ورؤساء الاتحادات والمرافقين، بتكلفة تقترب من مليار وربع المليار جنيه، والمحصلة إخفاق وفشل ونتائج كارثية في جميع الألعاب، وتمثيل غير مشرف، لا يليق باسم مصر!
للأسف، ما حدث في باريس، يستوجب محاسبة شديدة، لهؤلاء المقصِّرين الفاشلين الذين تلاعبوا بطموحاتنا وأحلامنا، واستبدال تلك الوجوه الجاثمة على منظومة الرياضة، من مسؤولين وإداريين ولاعبين.. وإعلاميين!
يجب أن نبدأ من جديد، على أسس علمية وتخطيط سليم، بعيدًا عن «الفهلوة» و«المجاملات»، وأن يتصدر المشهد الرياضي مَن يستحقون أن يكونوا خير سفراء لمصر، ولتكن «باريس 2024»، فرصة ذهبية لتصحيح المسار في «أولمبياد لوس أنجلوس 2028».
علينا دراسة «الإخفاق الكبير» في كافة الألعاب الفردية والجماعية، من خلال مُسَاءلة جادة وحقيقية، لمعرفة المتسببين في الإخفاقات، وكذلك محاسبة بعض مسؤولي البعثة عن تصريحاتهم المستفزة وغير المنضبطة.
يقينًا، حصاد بعثتنا لا يرقى لما قدمته الدولة من دعم كبير «ماديًا» و«فنيًا»، رغم الظروف الاقتصادية المريرة، ولذلك يجب الإقرار بأن المنظومة الرياضية المصرية «العشوائية»، لا يمكن مقارنتها بأيٍّ من نظرائها حول العالم، لأنها بالفعل تحتاج إلى منظومة!
أخيرًا.. قبل أن نطمح في تحقيق إنجازات عالمية، علينا أن نكون أقوياء في كافة المجالات، خصوصًا التعليمية والصحية.. حينها فقط نستطيع المنافسة رياضيًا، والوقوف المتكرر على منصات التتويج، بدلًا من التمثيل غير المشرف!
فصل الخطاب:
يقول «نيلسون مانديلا»: «الرؤية بدون تنفيذ، مجرد حلم، والتنفيذ بلا رؤية مضيعة للوقت، أما الرؤية والتنفيذ معًا، فيمكنهما تغيير العالم».

[email protected]