رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الباشا.. مسيرة نضال وتاريخ وطنى لا ينتهى

بوابة الوفد الإلكترونية

24 عامًا مرت على رحيل الزعيم فؤاد باشا سراج الدين الذى ناضل وكافح من أجل عودة الوفد إلى الحياة السياسية فى هذا التقرير نرصد محطات من النضال والكفاح فى التاريخ المشرف لزعيم الوفد ما بين حكومة الوفد وتولى حقائب كل من وزارة الزراعة والشئون الاجتماعية، والداخلية والمواصلات والمالية.

فؤاد سراج الدين وزيرًاً للداخلية فى عامى 1942 و1950م
شغل فؤاد باشا سراج الدين منصب وزير الداخلية فى مصر مرتين، الأولى فى عام 1942 والثانية فى عام 1950، وكانت هذه الفترات حرجة من تاريخ البلاد، حيث شهدت العديد من التحديات الأمنية والسياسية إلا أن سراج الدين تمكن من تحقيق بعض الإنجازات الأمنية التى ساهمت فى استقرار الأوضاع فى البلاد.

إنجازات فؤاد سراج الدين فى وزارة الداخلية عام 1942
عمل سراج الدين على تطوير وتحديث الأجهزة الأمنية، ورفع كفاءة العاملين بها، ما ساهم فى تحسين قدرتها على التعامل مع الجريمة والاضطرابات الأمنية، كما تمكن سراج الدين من توجيه ضربات قوية للمنظمات الإجرامية التى كانت تنشط فى البلاد، خاصة تلك التى كانت ترتبط بالاحتلال البريطاني.
ونجح سراج الدين فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى البلاد خلال فترة الحرب العالمية الثانية، رغم الصعوبات والتحديات التى كانت تواجهها مصر فى ذلك الوقت، كما سعى سراج الدين إلى إيجاد توازن بين الحفاظ على الأمن والاستقرار وبين التعامل مع المطالب الوطنية، ما ساهم فى تخفيف التوتر بين الحكومة والحركة الوطنية.

إنجازات فؤاد سراج الدين فى وزارة الداخلية عام 1950م
تمكن سراج الدين من توفير الأمن والاستقرار خلال الانتخابات العامة التى جرت فى عام 1950، ما ساهم فى نجاح العملية الانتخابية، كما عمل سراج الدين على مكافحة الفساد فى الأجهزة الأمنية، ووضع حد للممارسات غير القانونية التى كانت سائدة فى بعض الأجهزة الحكومية، كما عمل على تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة، ما ساهم فى رفع كفاءة الأداء الأمني.

التحديات التى واجهها سراج الدين كوزير للداخلية
من أكثر التحديات التى كانت تواجه فؤاد باشا سراج الدين هو الاحتلال البريطانى حيث كان الاحتلال البريطانى يمثل تحديًا كبيرًا للأمن والاستقرار فى مصر، حيث كان يسعى إلى تقويض النظام المصرى والحفاظ على نفوذه فى البلاد، كما كانت الحركة الوطنية تمارس ضغوطًا على الحكومة للمطالبة بالاستقلال، ما كان يتطلب من سراج الدين إيجاد حلول توافقية، ولم يكن هذا فقط بل كانت هناك اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق، خاصة فى المناطق الريفية، مما كان يتطلب جهودًا كبيرة للحفاظ على الأمن والاستقرار.

فؤاد باشا سراج الدين ومذبحة الإسماعيلية
تعتبر أحداث 25 يناير 1952، والتى عُرفت بمذبحة الإسماعيلية، نقطة تحول مهمة فى تاريخ مصر المعاصر وقد ارتبط اسم فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية وقتها، بهذه الأحداث بشكل وثيق وشهد هذا اليوم اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة المصرية والقوات البريطانية المحتلة، والتى أطلق عليها لاحقًا «مذبحة الإسماعيلية» وفى أعقاب هذه الأحداث، تم اختيار هذا اليوم للاحتفال به كعيد للشرطة المصرية.
فى صباح يوم 25 يناير 1952، رفضت مجموعة من ضباط وأفراد الشرطة المصرية تسليم أسلحتهم وإخلاء مبنى المحافظة فى الإسماعيلية، وذلك احتجاجًا على سياسة الاستعمار البريطانى والتدخل فى الشؤون الداخلية لمصر، وطلب فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية وقتها من أفراد البوليس المصرى المتحاصرين فى مبنى المحافظة عن طريق الدبابات والمدافع الإنجليزية الصمود والمقاومة وقد تصاعد التوتر بين الشرطة والقوات البريطانية، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من صفوف الشرطة المصرية.
وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد عدد كبير من ضباط وأفراد الشرطة المصرية، ما زاد من حدة الصراع، كما لاقت أحداث الإسماعيلية تضامنًا شعبيًا واسعًا، وعززت من الروح الوطنية لدى المصريين، وساهمت هذه الأحداث فى تسريع وتيرة الأحداث التى أدت إلى ثورة 23 يوليو 1952، وفى أعقاب أحداث 25 يناير، تم اختيار هذا اليوم للاحتفال به كعيد للشرطة المصرية، وذلك تقديرًا لتضحيات الشهداء الذين سقطوا فى سبيل الدفاع عن الوطن.

فؤاد باشا سراج الدين وزيرًا للزراعة 
تولى فؤاد باشا سراج الدين حقيبة وزارة الزراعة فى فى 31 مارس سنه 1942م وكان فى فترة حرجة من تاريخ مصر، حيث كانت البلاد تعانى آثار الحرب العالمية الثانية وتحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وكان القطاع الزراعى المصرى قبل تولى فؤاد باشا المنصب يعانى من العديد من التحديات، من بينها الاعتماد على أساليب زراعية تقليدية، وقلة استخدام الآلات والمعدات الحديثة، بالإضافة إلى مشكلة نقص المياه فكانت تؤثر على الإنتاج الزراعي، خاصة فى المناطق الصحراوية واستنزاف التربة الزراعية بسبب الزراعة المكثفة وعدم تدوير المحاصيل، كما كان المزارعون يعانون من فقر مدقع، وقلة الدخل، وعدم حصولهم على الخدمات الأساسية، واستطاع سراج الدين أن يضع بصمته المميزة فى هذا القطاع.

إنجازات سراج الدين فى وزارة الزراعة:
دعم المزارعين بالقروض الزراعية وتحسين شبكات الرى
استطاع سراج الدين أن يقدم الدعم المالى والفنى للمزارعين الصغار، وتوفير القروض الزراعية بأسعار فائدة مخفضة، مما ساهم فى تحسين دخلهم ورفع مستوى معيشتهم، بالإضافة إلى تحسين من شبكات الرى والصرف، وتطوير طرق الزراعة، وتوفير الأسمدة والمبيدات الحشرية اللازمة للمزارعين.

تنظيم الأسواق وتشجيع الزراعة الحديثة ومكافحة الآفات
سعى فؤاد باشا سراج الدين إلى تطبيق أحدث التقنيات الزراعية، وتشجيع استخدام الآلات الزراعية الحديثة، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية الزراعية، كما عمل على تنظيم الأسواق الزراعية، وحماية المزارعين من تقلبات الأسعار، وضمان حصولهم على أسعار عادلة لمحصولاتهم، واستطاع أيضًا أن يضع خططاً لمكافحة الآفات والأمراض التى تهدد المحاصيل الزراعية، بخلاف تشجيعه على إجراء الأبحاث الزراعية لتطوير أصناف جديدة من المحاصيل، وزيادة إنتاجيتها وجودتها، وسعى إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الزراعى وتطبيق أحدث التقنيات الزراعية.

فؤاد باشا سراج الدين وزيرًا للشؤون الاجتماعية ووزيرًا للداخلية
تولى فؤاد باشا سراج الدين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية فى يوليو 1942 يمثل مرحلة هامة فى مسيرته السياسية، وفى تاريخ مصر الحديث. جاء هذا التعيين فى فترة حرجة من تاريخ البلاد، حيث كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني، وكانت البلاد تشهد تحولات اجتماعية وسياسية عميقة.
كان تولى فؤاد باشا سراج الدين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية نقطة تحول هامة فى مسيرته السياسية، وفى تاريخ مصر الحديث. فقد تمكن خلال هذه الفترة من إثبات كفاءته وقدرته على التعامل مع التحديات المختلفة، ووضع بصمته على الحياة السياسية والاجتماعية فى مصر.

فؤاد سراج الدين فى وزارة الشؤون الاجتماعية وإصدار قوانين عمالية
تميز فؤاد سراج الدين باهتمامه الكبير بالقضايا الاجتماعية، وحرصه على تحسين أوضاع الطبقات الفقيرة والعمال، وخلال فترة توليه الوزارة، قام بإصدار العديد من القوانين التى تحمى حقوق العمال، مثل قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي، كما شجع سراج الدين على تأسيس النقابات العمالية، واعتبرها وسيلة لتحسين أوضاع العمال والمطالبة بحقوقهم، كما أولى سراج الدين اهتمامًا كبيرًا بالتعليم، وحرص على تطوير المنظومة التعليمية وتوفير فرص التعليم للجميع.

مكانة فؤاد باشا سراج الدين فى هذه الفترة
مثلت فترة تولى سراج الدين وزارة الشؤون الاجتماعية بداية لمسيرة طويلة من العمل السياسى والاجتماعي، حيث أصبح أحد أبرز القادة السياسيين فى مصر، كما تمكن سراج الدين من تأسيس قاعدة شعبية واسعة، وذلك بفضل اهتمامه بالقضايا الاجتماعية وحقوق العمال، وتركت سياسات سراج الدين خلال هذه الفترة تأثيراً كبيراً على المستقبل السياسى والاجتماعى لمصر.

فؤاد باشا سراج الدين وزيرًا للمواصلات فى حكومة حسين سرى الائتلافية
تولى فؤاد سراج الدين وزارة المواصلات فى يوليو 1949 ضمن حكومة حسين سرى الائتلافية يمثل مرحلة هامة فى مسيرته السياسية، وفى تاريخ مصر الحديث حيث جاء هذا التعيين فى فترة انتقالية شهدت مصر تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، خاصة بأن قطاع المواصلات فى ذلك الوقت يعتبر من القطاعات الحيوية للاقتصاد المصري.
واجه سراج الدين العديد من التحديات فى هذا القطاع، منها تحديات البنية التحتية، وتطوير وسائل النقل المختلفة، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين خاصة بأن قطاع المواصلات فى ذلك الوقت يعتبر من القطاعات الحيوية للاقتصاد المصري، حيث كان له دور كبير فى الربط بين مختلف مناطق البلاد وتنشيط الحركة التجارية والصناعية.

إنجازات سراج الدين فى وزارة المواصلات
على الرغم من قصر الفترة التى قضاها سراج الدين وزيراً للمواصلات، إلا أنه تمكن من تحقيق بعض الإنجازات، منها تطوير خطط لتوسيع شبكة الطرق والسكك الحديدية، بالإضافة إلى دعم مشاريع النقل العام، وتحسين الخدمات البريدية، وفى ذلك الوقت كانت حكومة حسين سرى الائتلافية حكومة انتقالية، هدفت إلى تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات عامة.
كما مثلت فترة تولى سراج الدين وزارة المواصلات مرحلة انتقالية هامة فى تاريخ مصر، حيث كانت تمهيداً لمرحلة جديدة من التطور والتنمية، وساهمت جهود سراج الدين أيضًا فى تطوير البنية التحتية، مما كان له أثر إيجابى على الاقتصاد المصري، وعزز هذا التعيين من مكانة سراج الدين كقائد سياسى وطني، وزاد من شعبيته بين المواطنين.

فؤاد سراج الدين ودوره المحورى فى إعادة حزب الوفد الجديد
لعب فؤاد باشا سراج الدين دورًا محوريًا فى إعادة حزب الوفد إلى الحياة السياسية وساهم هذا الدور فى تعزيز الحياة الديمقراطية فى مصر، واستعادة الهوية الوطنية، بالإضافة إلى توفير بديل سياسى للأحزاب الحاكمة وسيظل سراج الدين رمزًا من رموز الحركة الوطنية المصرية، وسيذكر التاريخ دوره الكبير فى إعادة بناء حزب الوفد.

أسباب حل حزب الوفد
بعد ثورة 23 يوليو 1952، تم حل جميع الأحزاب السياسية فى مصر، بما فى ذلك حزب الوفد الذى كان الحزب الحاكم قبل الثورة. جاء هذا القرار فى إطار إعادة تشكيل النظام السياسى المصرى وإقامة نظام جمهورى جديد.

سراج الدين وعودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية
مع بداية سبعينيات القرن العشرين، شهدت مصر تحولات سياسية كبيرة، حيث اتجه الرئيس محمد أنور السادات نحو اتباع سياسة الانفتاح والصلح مع الدول العربية، وسمح بتعددية الأحزاب السياسية وفى هذا السياق، برزت شخصية فؤاد سراج الدين كقائد للحركة الوفدية، حيث عمل بكل جد واجتهاد على إعادة تأسيس الحزب.
ولعب فؤاد سراج الدين دورًا حاسمًا فى إعادة حزب الوفد إلى الحياة السياسية، وذلك من خلال التواصل مع الوفديين فقام بإعادة التواصل مع الوفديين القدامى والشباب، وتوحيد صفوفهم من أجل تحقيق هدف إعادة تأسيس الحزب، بالإضافة إلى التنسيق مع الحكومة المصرية للحصول على الموافقات اللازمة لتأسيس الحزب، وتجاوز العقبات البيروقراطية.
وعمل سراج الدين على صياغة برنامج سياسى للحزب يجمع بين التراث الوفدى والتطلعات الجديدة للشباب، ويراعى التغيرات التى طرأت على المجتمع المصري، وبناء هيكل تنظيمى للحزب، واختيار القيادات المناسبة لتولى المسؤوليات المختلفة كما قاد حزب الوفد الجديد للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية والمحلية، وحقق الحزب نجاحات كبيرة فى هذه الانتخابات.


تمثل إعادة حزب الوفد إلى الحياة السياسية حدثًا هامًا فى تاريخ مصر الحديث، حيث ساهمت عودة حزب الوفد فى تعزيز الحياة الديمقراطية فى مصر، وزيادة التنافسية السياسية، وأعادت عودة حزب الوفد إلى الأذهان التراث الوطنى المصري، وقيم الحرية والعدالة الاجتماعية التى كان يدافع عنها الحزب، كما قدم حزب الوفد بديلًا سياسيًا للأحزاب الحاكمة، وساهم فى خلق مناخ سياسى أكثر تنوعًا.